1 ديسمبر 2008 02:22
أكد معالي الأمين العام المساعد في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي الدكتور مغير الخييلي، مواصلة الأمانة العامة لـ''تنفيذي أبوظبي'' جهودها في دعم الدوائر الحكومية لتطوير وتنفيذ الخطط الاستراتيجية للإمارة ''الهادفة لتحقيق الرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله''، والتي حددها في أجندة السياسة العامة، والمتمثلة في ''بناء مجتمع آمن واقتصاد منفتح ونشط''·
وقال الدكتور الخييلي، خلال افتتاحه أعمال ندوة متخصصة نظمتها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بأبوظبي أمس، إن وضع الخطط الاستراتيجية ليس هدفاً بحد ذاته وإنما أداة تنظم الجهود الحكومية التي يقودها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، في تطوير الأداء المؤسسي لحكومة أبوظبي والنهوض بخدماتها وأدائها إلى مستويات عالمية فاعلة يمكن أن تحقق من خلالها التنمية المستدامة·
وناقشت الندوة التي ألقاها الدكتور ديفيد نورتن عضو مجموعة ''البلاديوم'' في الولايات المتحدة الأميركية، سبل تطبيق استراتيجيات الإمارة تحت شعار ''اليوم نصنع مستقبل أبوظبي''· وشارك فيها نحو 200 مدير تنفيذي ووكليل مساعد، مثّلوا 36 دائرة وهيئة حكومية تابعة لحكومة أبوظبي·
ومن بين المشاركين معالي الدكتور احمد مبارك المزروعي رئيس هيئة الصحة، ومعالي اللواء الركن عبيد الحيري سالم الكتبي نائــب القـائــد العام لشرطة أبوظبي، وجمعة الجنيبي وكيل دائرة بلدية أبوظبي، وراشد الشريقي رئيس جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وأحمد الشريف وكيل دائرة شؤون البلديات، وعدد كبير من رؤساء ومسؤولي الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي، وذلك للتعرف على أفضل الخبرات والآليات والممارسات العالمية في تنفيذ الاستراتيجيات·
ولفت الدكتور الخييلي إلى أن دعوة الدكتور نورتن لتقديم ندوة تطبيق الاستراتيجيات لإمارة أبوظبي جاءت للاستفادة من خبرته الطويلة في هذا المجال في إطار جهود الأمانة العامة للمجلس التنفيذي إلى التعرف على أفضل الخبرات والآليات والممارسات العالمية في تنفيذ الاستراتيجيات·
وشدد الخييلي على التزام الأمانة العامة المتواصل في تقديم الدعم التام وبأقصى الحدود والإمكانيات المتوفرة لجميع الدوائر والمؤسسات ولكوادرها المختلفة للمساهمة في بناء المستقبل لأجيالنا المقبلة، داعياً المشاركين في الندوة إلى بذل الجهود الكبيرة في تطوير استراتيجيات الدوائر والمؤسسات بطريقة متميزة، في إطار بناء مستقبل واعد للإمارة، لتحقيق الأهداف التي بنيت من أجلها هذه الاستراتيجيات·
وتمحورت الندوة التي امتدت لنحو 7 ساعات، وتضمنت 7 محاضرات، العلم الجديد لتنفيذ الاستراتيجية، وسبل تطوير استراتيجية قابلة للتنفيذ، ومسألة بناء الموارد البشرية لدعم الاستراتيجية، وموازاة المؤسسة مع الاستراتيجية، واستراتيجية الربط مع العمليات، وجرى استعراض الاستراتيجية وكيفية تطبيقها، في حين تناولت المحاضرة الأخيرة ضرورة بناء مكتب للإدارة الاستراتيجية·
وناقش نورتن جملة من الفوائد الخاصة بتطوير رؤية اقتصادية تشمل عدة أهداف أولها تعزيز وتسريع عملية النمو الاقتصادي مع ضمان الاستدامة الاقتصادية في إمارة أبوظبي، وثانيها توسيع قاعدة المشاريع والمؤسسات لدى الإمارة، وأخيراً تعزيز الإنتاجية من خلال أجندة العمل التي وضعت لتشمل الأنشطة الحكومية ككل مع التركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الموارد البشرية والبنية التحتية والبيئة، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية الكلية بما فيها الإصلاح التشريعي، ومبادرة الحكومة الإلكترونية، وإعادة هيكلة الحكومة، ومشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إمارة أبوظبي·
وقال نورتن إن التعقيد عدو الإدارة، وإنه يتوجب على مسؤولي الدوائر والمؤسسات التركيز على هدف واضح، والعمل ضمن فريق لتحقيقه، والأخذ بعين الاعتبار عامل الجودة كعامل رئيس للنجاح·
وأوضح نورتن أن الدراسات تشير إلى أن 10% من الاستراتيجيات تتحقق خلال التنفيذ فيما تفشل النسبة المتبقية، وأن 1 من بين 8 برامج حكومية تفشل عن تنفيذ إستراتيجياتها، داعياً المشاركين ليكونوا من الفئة التي تحقق النجاح عبر المثابرة واستنباط الحلول من خلال البحث عن الحلول التي من شأنها تحقيق الأهداف والاستفادة من إصرار حكومة أبوظبي على تحقيق أهدافها التنموية·
وأكد أن تصويب الأهداف والتركيز عليها وتشجيع الأشخاص البارعين وموازنة الخطط الاستراتيجية مع الميزانية وقناعة الرئيس التنفيذي بالقيام بعملية التطوير باعتباره العقل المدبّر والعمل بعقلية الفريق، أمور ضرورية لتحقيق النجاح·
وأضاف نورتن أن المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي يعمل بشكل جماعي لتزويد موظفيه بالمعارف والأدوات التي من شأنها تمكينهم من مواجهة التحديات التي تواجه الإمارة في السنوات المقبلة، ''خاصة أن الكفاءة والتفوق في تنفيذ استراتيجيات المؤسسات لم تعد مجرد قضية تهتم بها الشركات، حيث إن الحكومات والهيئات أيضاً باتت مسؤولة الآن، وأكثر من أي وقت مضى عن تلبية تلك الاحتياجات، وعن تطبيق المعايير التي يطالب بها مواطنوها''·
وقالت الأمانة العامة إن تنظيم الندوة جاء بهدف تحقيق رؤية حكومة أبوظبي، المتمثلة في تبوؤها مكانة مميزة ضمن أفضل خمس حكومات في العالم أداءً، فضلاً عن هدفها الكبير في تحقيق الغايات المستديمة للحكومة·
وحددت الأجندة السياسية العامة لإمارة أبوظبي خلال الفترة الماضية، إطاراً لجميع الجهات الحكومية في تطوير خططها الاستراتيجية ومبادراتها المستقبلية، فضلاً عن تأسيسها لمجموعة من العلاقات ذات الصفة التعاقدية بين الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبوظبي والجهات الحكومية، بهدف توطيد وضمان التزام تلك الجهات بالأجندة السياسية عن طريق تنفيذ خططها الاستراتيجية وضمان إدارتها ومراقبتها عن كثب·
وأوضح مدير مراقبة وتقييم الأداء الحكومي في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي حامد الصافي، إن عقد مثل هذه الندوات يساهم في رفع كفاءة وقدرات التخطيط الاستراتيجي وبخاصة فيما يتعلق بمتابعة تطبيق هذه الخطط·
وانطلقت المرحلة الأولى من التخطيط الاستراتيجي في عام 2007 بمشاركة 27 جهة، ووصل العدد الحالي للدوائر المشمولة بالإطار الموحد إلى 31 دائرة وهيئة حكومية، وتم البدء فعلياً بإصدار تقارير الأداء ربع السنوية، على أن يتم تطبيق النظام الإلكتروني في مطلع السنة المقبلة·
وتهدف الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ضمن خطواتها المستقبلية وعبر هذه الندوة إلى تقديم التوجيه والدعم المستمرين للجهات الحكومية، فيما يخص برامج تنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بها، وتدريب الموظفين، وتوفير الأدوات والنظم وإدارة المعرفة·
وتمتلك مجموعة ''البلاديوم'' العالمية، المتخصصة في مساعدة المؤسسات والشركات على تنفيذ الاستراتيجيات، العديد من المكاتب الموزعة في أميركا الشمالية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا والمحيط الهادئ
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
