دينا جوني (دبي) - أعلنت بلدية دبي أنها ستتمكن من توفير حوالي 8 ملايين شتلة زهور حولية من خلال البيوت الزجاجية التي تمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع في مشتل البلدية الجديد في منطقة ورسان، وهي تعادل سبعة أمثال مساحة البيوت المحمية بمشتل القرهود، كما تعتبر الأولى في منطقة الخليج من حيث المساحة والتقنيات المستخدمة، وذلك وفقاً لأحمد عبد الكريم مدير إدارة الحدائق في البلدية.
وقال عبد الكريم إن كلفة مجموعة البيوت المحمية في المشتل قد بلغت حوالي 20 مليون درهم، ويمكن للبلدية تغطية تلك الكلفة خلال سنتين أو ثلاث فقط من تشغيلها بشكل دائم.
وكان المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي افتتح بداية العام الجاري التشغيل التجريبي لأنظمة ومرافق مشتل البلدية الجديد بمنطقة ورسان والتي بلغت تكلفته التقديرية قرابة 170 مليون درهم. وشرح عبد الكريم أن الزهور الحولية ومنها على سبيل المثال شتلات البتونيا كعروة مبكرة لا يمكن إنتاجها في أي توقيت عشوائي من العام وبكمية ضخمة، وبذلك تساعد البيوت المحمية على زراعة زهور البتونيا مبكراً اعتباراً من منتصف سبتمبر بدلاً من زراعتها في شهر ديسمبر، لافتاً إلى أن ذلك يوفر على الإدارة أكثر من 60 في المائة من الجهد والوقت والتكاليف المبذولة لزراعة العروة الشتوية المبكرة.
وقال إن تلك البيوت تسهم أيضاً في إنتاج النباتات التي تحتاج إلى تحكم في ظروف البيئة من حرارة ورطوبة وضوء وتهوية، إلى جانب دورها المهم في أقلمة نباتات نخيل البلح المنتجة بمختبر الزراعة النسيجية.
ولفت إلى أن هذه البيوت مزودة بـ8 أنظمة مختلفة هي أنظمة تبريد ميكانيكية، وأنظمة تبريد صحراوية، ونظام للتهوية، ونظام للإضاءة، ونظام للري، ونظام للتضبيب، ونظام للتغذية من خلال شبكة الري، ونظام للتحكم في الفترات الضوئية (ستائر)، علماً بأن جميع هذه الأنظمة مرتبطة بجهاز حاسوب لتشغيلها آلياً، إضافة إلى نظام للإنذار والتنبيه عن وجود أي خلل فيها.
وستتم عملية الإنتاج داخل البيت الزجاجي من خلال الزراعة في طاولات متحركة ومتعددة الطوابق للمساهمة في التوسع الرأسي في الإنتاج لاستغلال هذه الوحدات بطريقة اقتصادية وضمان توفير الاحتياجات من النباتات للسنوات العشر المقبلة.
وتحتوي البيوت المحمية على العديد من الوحدات منها وحدة إنتاج الزهور والنباتات الأخرى. وسيتم ذلك باستخدام البذور، إذ ستسهم هذه الوحدة في توفير العروة الأولى من الزهور الحولية الشتوية والتي يتم البدء في زراعتها خلال شهر يوليو لتكون جاهزة للزراعة في الشوارع والحدائق خلال أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر، إضافة إلى استخدامها بعد ذلك في إنتاج أزهار القطف وأبصال الزينة، وستبلغ الطاقة الإنتاجية لهذه الوحدة مليونين في العروة الواحدة.
وتتضمن البيوت المحمية أيضاً وحدة إنتاج النباتات خضرياً، وهي ستكون مخصصة لإنتاج نباتات التنسيق الداخلي ونباتات الزينة الأخرى التي تتكاثر بالعقلة سواء كانت عقل ساقية (خشبية أو نصف غضة أو غضة) أو عقل ورقية. كذلك تستخدم لإكثار النباتات بالتقسيم، والبلابل، والجراثيم، والدرنات، والكورمات، والابصال، والريزومات، وغيرها من الطرق الخضرية. كما تضم وحدة التفريد التي يتم فيها تفريد الشتلات الناتجة من الوحدتين السابقتين وزراعتها في أكياس بلاستيكية أو قصارى يتناسب حجمها وحجم النباتات وطبيعة نموها في هذه المرحلة، وستكون هذه الوحدة متصلة بمنطقة آلات خلط التربة وتعبئة القصارى.
ويوجد أيضاً وحدتان لحفظ النباتات التي تم تفريدها بهدف تربيتها وأقلمتها خاصة لأقلمة الزهور تمهيداً لخروجها إلى المناطق الخارجية المظللة، ومن ثم الصرف لشعب الصيانة الزراعية والمشاريع لزراعتها بالشوارع والحدائق أو لعرضها للبيع للجمهور. وأخيرا وحدة أمهات النباتات الداخلية، حيث ستتم زراعة نماذج من نباتات التنسيق الداخلي بالأرض كأمهات وتكون مصدراً للإكثار الخضري بالعقلة والترقيد الأرضي والهوائي.
وأضاف عبد الكريم أن مشتل ورسان يتضمن كذلك مزرعة “أمهات النباتات” الذي يعتبر مشروعاً رائداً والأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث انفردت به بلدية دبي من بين جميع المؤسسات الحكومية التي تعمل في مجال الزراعة. وقد تم تخصيص مساحة 64 ألفاً و850 متراً مربعاً أي حوالي 6,5 هكتار، سيتم تجهيزها بشبكات الري المناسبة والتربة الزراعية.
ويهدف هذا المشروع إلى توثيق الأنواع النباتية والمحافظة عليها من الاندثار، توفير مصدر مضمون وجيد للحصول على البذور والعقل اللازمة لإكثار النباتات بالمشاتل، ومصدر جيد ومضمون تحت سيطرة إدارة المشاتل لإجراء الترقيد الهوائي. وكذلك فصل السرطانات للحصول على نباتات مشابهة للأم وتوفير نماذج للدراسة من الأنواع النباتية المختلفة (أشجار - شجيرات – متسلقات - نباتات عطرية - نباتات زهرية - أسوار نباتية - مغطيات تربة -زهور)، موضحاً عليها اسم العائلة والاسم العلمي والاسم العربي لتسهيل دراسة مقررات نباتات الزينة لطلاب كلية الزراعة والمدارس الثانوية وطلاب الدراسات العليا والهواة.
عدد اليوم
