الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خلافات حول البيان الختامي تهدد مؤتمر تمويل التنمية في الدوحة

خلافات حول البيان الختامي تهدد مؤتمر تمويل التنمية في الدوحة
2 ديسمبر 2008 00:57
ظهرت خلافات بين الاتحاد الاوروبي ومجموعة الـ 77 (التي تضم دولاً نامية) والصين من جهة والولايات المتحدة واليابان وكندا ونيوزيلندا من جهة اخرى، حول إعادة هيكلة ادارة البنك الدولي وآلية متابعة قرارات المؤتمر، خلال مؤتمر تمويل التنمية المنعقد بدعوة من الامم المتحدة في الدوحة· وقال مصدر في الامم المتحدة فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان ''الخلافات تتمحور خصوصا حول بعض ما جاء في الوثيقة الختامية للمؤتمر، ومن ذلك آلية متابعة قرارات المؤتمر، ومسألة التغير المناخي، والتجارة فيما يخص جولة الدوحة واعادة هيكلة البنك الدولي''· لكن آلان جوايانديه سكرتير الدول الفرنسية المكلف شؤون التعاون والفرنكوفونية قال لوكالة فرانس بيرس ''لا يمكن الحديث عن خلافات (مع الولايات المتحدة)، نحن الان في مرحلة التفاوض''· وكشف الوزير الفرنسي عن ان ''مجموعة الـ 77 والصين ابلغت هذا الصباح الاتحاد الاوروبي بانها تنضم الى موقفه في قبول مسودة نص الوثيقة النهائية كما هي''· وشدد الوزير الفرنسي على ان ''الاتحاد الاوروبي متفق على قبول وثيقة رئيس الجمعية العامة كما هي، وذلك بهدف توجيه رسالة سياسية قوية للتضامن والوحدة بين الشمال والجنوب''· ومع ذلك اعترف جوايانديه بان ''هناك نقاشا دائرا حول آلية المتابعة ونقاط مؤسساتية''، على حد تعبيره، مشيرا الى ان ''هناك من يتمنى المتابعة عبر اجتماع قمة، فيما يرى اخرون ان اجتماعا رفيع المستوى يؤدي الغرض''· من جانبها، اعلنت رئيسة الوفد الاميركي هنرييتا فور وهي مديرة الوكالة الاميركية للتننمية الدولية، في المؤتمر ان ''الولايات المتحدة تعترض على الفقرة 58 من الوثيقة النهائية''، وقالت في مؤتمر صحفي أمس الأول ان ''ندوة واحدة تستطيع الالمام بكل شيء''· وبحسب مسودة البيان الختامي، تدعو الفقرة 58 منه الى ''عقد مؤتمر قمة تحت اشراف الامم المتحدة لمراجعة النظام الاقتصادي والمالي العالمي''، وتطالب مجموعة الـ77 والصين بضرورة اجراء تغييرات، خاصة بعد بروز قوى اقتصادية جديدة مثل الهند والصين· وقالت رئيسة الوفد الأميركي إن القمة ليست المكان المناسب لمناقشة إصلاح النظام المالي العالمي الحالي الذي يقوم على اتفاقية بريتون وودز· وقالت فور إن الولايات المتحدة التي أنفقت تريليونات الدولارات على خطط إنقاذ حكومية لن تقلص تعهداتها· وقالت ''التزامنا تجاه العالم النامي لايزال قوياً''· وقال رئيس هيئة تخطيط الدولة في سوريا تيسير الرداوي ان ''البنك الدولي وصندوق النقد الدولي هما مؤسستان تهيمن عليهما الولايات المتحدة وتحدد شروطهما''· واضاف الرداوي ان ''هناك حاجة لقيام نظام مالي عالمي جديد، يحدد شروط تبادل عادلة''· الى ذلك، انتقدت رئيسة رابطة البلدان الاميركية لرجال الاعمال الاكوادورية جويس جيناتا صندوق النقد والبنك الدوليين، متهمة سياستهما بـ''الفشل''، وبـ''تقديم حلول هلامية بعيدة كل البعد عن واقع الاقتصادات النامية''· وقالت جيناتا ان ''قواعد بريتون وودز التي تم ارساؤها في سنة 1944 تجاوزها الزمن واثبتت عدم قدرتها على مواكبة التحولات العالمية''· ووضعت اتفاقات بريتون وودز الخطوط العريضة للنظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، لكن هنرييتا فور قالت ان ''نظام التصويت في كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي يعتمد على الوزن الاقتصادي للدول''، مشيرة الى ان ''حق الولايات المتحدة (في هاتين المؤسستين) مبني على درجة قوتها الاقتصادية''· ومع ذلك، بدا الوزير الفرنسي متفائلا، وقال ''سنتوصل مع زملائنا في الشمال الى ارضية اتفاق، وانا على يقين اننا سنتوصل الى صياغة نص يرضي الجميع قبل (اليوم) الثلاثاء''، موعد انتهاء الاجتماع· وينعقد مؤتمر تمويل التنمية في قطر في سياق مؤتمر مونتيري (المكسيك) العام 2002 الذي توصل الى اتفاق مهم حول مبادئ التنمية في العلاقات بين الشمال والجنوب· إلا ان تطبيق هذه المبادئ بات اكثر صعوبة مع بروز حجم مشكلة التغير المناخي وازمة التمويل العالمية، بحسب مسؤولين في الامم المتحدة· وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجه في افتتاح المؤتمر انتقادا شديدا للدول ''المتقدمة'' التي تكتفي بـ''الاملاء'' و''بتوجيه النصح والارشاد'' وتلقي بعبء التنمية في العالم على الدول المنتجة للنفط· من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في افتتاح المؤتمر التزام اوروبا القاطع بمواصلة تمويل التنمية في العالم، وقال ''لا يمكن ان نضحي بتنمية البلدان التي هي في حاجة للتنمية على مذبح الازمة العالمية''· وقال ان اوروبا ''دفعت 61 مليار دولار، اي ما يعادل 60% من اجمالي المعونة الدولية للتنمية في سنة ،''2007 وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون حث على الايفاء بالالتزامات المتعلقة بالتنمية، مؤكدا انه ''لا يمكن ان ننكفئ عن تحقيق اهداف الالفية، يجب ان نفي بالالتزامات المتعلقة بالتنمية''· ويحضر مؤتمر تمويل التنمية تحت اشراف الامم المتحدة في الدوحة 55 رئيس دولة وحكومة، من بينهم 25 رئيسا افريقيا ووفود حكومية يرأسها 41 وزيرا و30 من كبار الموظفين بحسب المنظمين· وتشارك فى المؤتمر ايضا 400 شخصية من 32 منظمة من منظمات المجتمع المدني و100 من قطاع رجال الاعمال ومجموعة من البرلمانيين ويصل عدد المشاركين فيه الى حوالي 7 آلاف مشارك· ولم تفلح الدول الغنية حتى الآن الا بالالتزام بتقديم اقل من 20 مليار دولار من المساعدات للدول النامية سنويا من اصل خمسين مليارا اضافية وافقت في 2004 على تقديمها بحدود عام ،2010 بحسب ارقام الامم المتحدة· وفي سياق متصل قال مسؤول حملة اهداف الالفية في الامم المتحدة سليل شتي لوكالة فرانس برس أمس الأول ان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما يمكنه ان يحدث تغييرا بالنسبة للاكثر فقرا في العالم اذا ما التزم بوعوده في مجال مساعدة التنمية· وقال شتي على هامش مؤتمر تمويل التنمية في الدوحة ''قال اوباما خلال حملته الانتخابية ان (اهداف الالفية للتنمية هي اهدافنا) واذا بقي وفيا لهذا الوعد فذلك سيكون امرا رائعا''· واشار شتي الى ان الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جورج بوش التزم تعهدات بلاده في مجال المساعدات الدولية، الا انه لم يبذل جهودا اضافية على صعيد اهداف الالفية· واهداف الالفية التي اقرها المجتمع الدولي في 2000 عددها ثمانية، وهي تسعى خصوصا الى تقليص عدد الذين يعيشون في الفقر المدقع الى النصف بحدود عام ،2015 اضافة الى الحد من انتشار الامراض الوبائية الكبرى ومكافحة وفاة الاطفال والامية· الا ان تقارير عديدة اشارت الى ان هذه الاهداف لن تتحقق في الموعد المحدد وخصوصا في افريقيا· وبحسب حملة برنامج اهداف الالفية للتنمية، فان الدول المانحة فشلت حتى الان في الالتزام بتخصيص الـ 130 مليار دولار التي تم الاتفاق على تقديمها سنويا للتنمية في حدود ،2010 وما زالت تعهدات هذه الدول اقل من الهدف المنشود بمقدار 31,4 مليار دولار· وقال شتي ان ''هذه المبالغ تعد قليلة اذا ما قارناها بما تنفقه الدول على خطط انعاش اقتصادها'' بعد الازمة المالية العالمية· واضاف ان الدول تعهدت بتقديم خمسة ترليونات دولار في خطط الانعاش الاقتصادي وهذا الرقم ''يمثل خمسين ضعفا للزيادة المطلوبة في المساعدات من اجل احترام اهداف الالفية''· وذكر شتي ان ''خطط انعاش الاقتصاد تظهر ان المشكلة ليست في ايجاد الاموال المطلوبة بل في الارادة السياسية''· واضاف ان ''الكثير من الاموال تذهب لانقاذ المصارف ولكن ماذا يتم فعله من اجل الاشخاص الذي لا يملكون حسابات في المصارف؟ هؤلاء لا يملكون حتى الطرقات·· وول ستريت طبعا ليست موجودة بالنسبة لهم'' في اشارة الى البورصة في نيويورك· وفي الدوحة أيضاً طالبت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريثيا إسبينوسا، باسم مجموعة ''ريو'' أمس الأول ''المانحين التقليديين'' بألا يقللوا المساعدات الخارجية المخصصة للتنمية بسبب الأزمة المالية· وحثت الوزيرة المكسيكية أيضا الدول المانحة على ''الوفاء بالتزامها إزاء زيادة مستوى المساعدات الخارجية للتنمية أو الإبقاء عليها على الأقل، وعدم تقليلها نتيجة الأزمة المالية'
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©