الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لم نستوعب ثقافة الديمقراطية.. والاتحادات الضعيفة مسؤولية الأندية

لم نستوعب ثقافة الديمقراطية.. والاتحادات الضعيفة مسؤولية الأندية
9 أكتوبر 2016 22:15
حوار - أمين الدوبلي شغل العديد من المناصب، وعاصر كل الأحداث الرياضية منذ قيام الدولة، وساهم في صناعة أهم القرارات، وعاش الكثير من التفاصيل. هو باختصار ذاكرة رياضة الإمارات.. وأحد قلاعها الشامخة ورموزها البارزة. عبد المحسن الدوسري، اسم يحمل مسيرة عمرها 34 عاماً في مجال الرياضة، مسيرة توقفت في كل المحطات، بداية من معلق يجلس وراء الميكروفون للتعليق على مباريات كرة القدم، مروراً برئيس قسم في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ثم وكيل مساعد، لينتقل بعد ذلك إلى اتحاد الكرة ونادي الوحدة واللجنة الأولمبية، واليوم يواصل رسالته كأمين عام مساعد للشؤون الرياضية في الهيئة بالحماس نفسه، حتى بات شاهداً على العصر بامتياز. وكان «بو فهد» ولا يزال جزءاً من أهم الأحداث الرياضية التي تستضيفها الدولة، وشريكاً في كل إنجاز تحقق، ويطلق عليه «مخزن الأسرار» للرياضة في الدولة، بحكم منصبه في الهيئة، ولكونه رئيساً للجنة الفنية في اللجنة الأولمبية الوطنية، وبحكم علاقاته، وشخصيته المتوازنة التي تسمح له بالتواصل مع كل الأطياف، والتحدث مع المعنيين، سواء داخل الدولة أو خارجها. الدوسري ربما يدلي بتصريح في مناسبة رياضية، وربما يقول رأيه في قضية ما بمنتهى التحفظ، ولكنه يظل حريصاً على عدم الظهور بشكل موسع في وسائل الإعلام، فهو قليلاً ما يفتح قلبه، ويتحدث في حوار مطول، ولم نترك معه أي باب إلا طرقناه، وأي قضية إلا خضنا فيها. تحدث لـ «الاتحاد» بكل صراحة وصدق، ولامست كلماته الواقع في كل الاتجاهات ومن دون خطوط حمراء، في البداية يقول الدوسري في تعليقه على النتائج التي حققتها بعثة الدولة في الدورة الأولمبية في ريو دي جانيرو، ومن بعدها في الشاطئية الآسيوية في دانانج، إن شعور عدم الرضا الموجود لدى الكثير من الناس موجود أيضاً لدى مسؤولي الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ومسؤولي اللجنة الأولمبية، مشيراً إلى أنه شخصياً وكل المسؤولين في الجهتين كانوا يتعلقون بالأمل في تحقيق إنجاز بلعبتين فقط، هما الرماية ثم الجودو، وأن بقية الألعاب كان معروفاً أنها ستشارك فقط، ولن تحقق شيئاً وفقاً للمعدلات العالمية التي نعلمها جيداً، ونتابعها بشكل مستمر، وأن الرماية لم يحالفها التوفيق، برغم البداية القوية، ولم تحقق شيئاً، وفوجئت شخصياً بنتائج بن فطيس الذي كنت أتوقع له أكثر بكثير مما حقق. وتابع الدوسري: في الجودو كنا نعرف أننا قادرون على تحقيق إنجاز من خلال أرقامنا العالمية، وكان يحدونا الأمل في معانقة الذهب أو الفضة، ولكن تومي حصد البرونز، وهذا أمر جيد، يمكن البناء عليه للمستقبل، وبالنسبة لألعاب القوى إننا نملك أفضلية في البنات، وكانت لدينا لاعبتان، لم تحققا شيئاً، لأن الصراحة تقتضي منا أن نقول بأن مستواهما آسيوياً، ولا يجب أن تتجاوز طموحاتنا الواقع، لأن مستواهما ليس على المستوى الأولمبي. وتحدث عن الدورة الآسيوية الشاطئية قائلاً إن الجو جيتسو كان عند حسن الظن به، وحقق ما كنا نتوقعه، وأكثر، وكلما راهنا عليه، يكون عند الوعد، ونحن فخورون بكل ما يحققه، وبالطفرة التي يشهدها، بفضل الدعم الكبير من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والإدارة الناجحة والمميزة من قبل الاتحاد بقيادة عبد المنعم الهاشمي، وبالنسبة لنا في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية نقف خلف الاتحاد في مساعيه لانضمام تلك اللعبة إلى الأولمبياد في أقرب وقت ممكن، ونرفع القبعة للمسؤولين في هذا الاتحاد. وقال الدوسري: مشاركة الجو جيتسو سواء في دورة بوكيت السابقة، أو في دانانج في فيتنام، أو في البطولات العالمية، تشرف كل إماراتي، واللعبة تتسع قاعدتها بشكل مميز، وتكتسب كل يوم زخماً جديداً عما قبله، وتزرع أرضاً جديدة لم تطأها أقدام أي رياضة أخرى، وأقول أن مجتمعنا أصبح لديه ثقافة الجو جيتسو، وأتمنى أن يستمر العطاء فيها بنفس قوة الدفع، حتى تدخل الأولمبياد ونحصد منها الميداليات، وبالنسبة للألعاب الأخرى، فإن كرة القدم الشاطئية كان من المتوقع لها أن تحقق ميدالية في فيتنام، لكننا لابد أن نتحدث بصراحة، ونضع النقاط فوق الحروف، ونقول أن الاهتمام بتلك اللعبة قل بعد أن تحولت إدارتها من مجلس دبي الرياضي، إلى اتحاد الكرة، كما لا يجب أن نتوقع بأن يكون لدينا منتخب قوي من دون دوري محلي قوي، وللأسف ليس لدينا دوري محلي، والمفروض أن هناك لجنة كرة القدم الشاطئية، ويجب أن تنظم دورياً محلياً قوياً مثل أي دوري آخر، موجود على أجندة اتحاد الكرة. وعندما سألناه عن إنجاز الإمارات الأخير في دورة ريو دي جانيرو، والذي حققه اللاعب توما بحصد البرونزية قال: اللاعب يحمل جواز الإمارات، ومن يحمل جنسية الدولة له الحق في تمثيلها، بكل المحافل والمناسبات، هذا اللاعب مثّل الدولة بكفاءة، ورفع علم الدولة في ريو، وله منا الشكر ولاتحاده التقدير، خاصة أن الإنجازات عزيزة في تاريخنا الأولمبي، وتتمثل في ذهبية أحمد بن حشر، وبرونزية توما، ونتمنى أن نزيد الحصاد في المستقبل. أما عن المسؤولية في الأخفاق ولمن توجه أصابع الاتهام في عدم تحقيق المأمول، سواء في ريو أو دانانج، قال الدوسري: عندما أتحدت عن المسؤولية ومن يتحملها في عدم تحقيق الإنجاز، يجب أن أبدأ بلعبة الرماية التي نعتبرها دائماً الأمل والحلم القابل للتحقيق، ومشكلتنا في الرماية أننا نركز فقط على الأطباق، برغم أن فيها العديد من الميداليات، فوق الـ 50 ميدالية ملونة، ولكن لماذا لا نهتم بباقي مسابقات الرماية؟ لدينا أندية رماية منتشرة في الدولة، لماذا ليس لدينا أبطال في المسدس؟ وتابع الدوسري حديثه قائلا: كانت لدينا من قبل بطلات على مستوى العرب مثل شما المهيري وغيرها، أين اختفين؟ ومن المسؤول؟ الاتحاد مسؤول عن عدم الاهتمام بالفروع الأخرى في اللعبة، وعلى الاتحاد القادم في الدورة المقبلة أن يهتم بباقي المسابقات في الرماية، بفروعها المختلفة، حتى يكون لدينا في اليابان رامٍ أو رامية في المسدس وفي باقي الفروع، ولن أمل القول بأن الرماية هي اللعبة الوحيدة التي يمكن أن نحقق فيها ميدالية بأقل جهد، وأننا يجب أن نجتهد فيها لأنها الأمل الوحيد في طوكيو. وبالنسبة لباقي الألعاب الواعدة قال: القوس والسهم لعبة تتطور بشكل جيد، ولدينا قاعدة في المدارس من خلال برنامج الأولبياد المدرسي، والاتحاد مشهر من عام، ويحتاجون لبعض الوقت، ولبعض الإمكانات، ويمكن أن نحقق فيها شيئاً، أما بالنسبة لباقي الألعاب فلا توجد بنية تحتية لها، وأقصد هنا البنية التحتية ، لا توجد ملاعب ومضامير، فمثلاً بالنسبة لألعاب القوى ليس لدينا إلا مضمار واحد في نادي شرطة دبي، وآخر في الشعبة العسكرية في أبوظبي، وهذا لا يكفي، ودور الحكومة الاتحادية توفير مضامير ألعاب القوى، ولابد أن تكون لدينا ملاعب للدراجات، وصالات للألعاب الفردية الأخرى، مثل المبارزة والجودو والكاراتيه، لأن الألعاب الفردية هي الأمل في تحقيق أي إنجاز آسيوي أو أولمبي. أولويات الدولة وعندما سألناه: أليس من الغريب أنك مسؤول حكومي ومعني بإيجاد حلول لهذه المشكلة، وتتحدث فيها لتؤكد أنها لم تحل حتى الآن؟ قال: نحن طلبنا ونطلب، لكن الدولة لها أولويات، ونحن حتى الآن سعينا في بناء 9 مراكز شباب، على مستوى الدولة، وهذه المراكز تخدم الشباب على مستوى الممارسة، وليس على مستوى البطولة، لأن البطولة تتطلب تأسيس مجمعات رياضية، وصالات مجهزة، وسيكون لدينا أول مجمع رياضي مغطى في الفجيرة في ديسمبر من العام الجاري، وفي 2018 سيكون هناك مجمع آخر في رأس الخيمة، ووزارة البنية التحتية تعمل معنا، لاستكمال البنية الرياضية، حتى نستطيع أن نستوعب الأبطال الذين نصقلهم في برنامج الأولمبياد المدرسي، وهنا يجب أن أقول إن وزارة التربية والتعليم والمجالس التعليمية يجب أن تعطيني صالات المدارس، حتى نستفيد منها، لأنهم إما يطلبون رسوماً ويغالون، أو يرفضون لاعتبارات أخرى. برنامج المنشآت وعن باقي برنامج المنشآت الرياضية على مستوى الدولة قال: في دبي أيضاً سيكون هناك مجمع رياضي كبير، لأن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أمر بتخصيص قطعتي أرض لإنشاء صالتين، وسيكون لها برنامج زمني للانتهاء من تأسيسها، ووزارة البنية التحتية تسير معنا بشكل مقبول في استكمال بنيتنا التحتية، لكننا نحتاج لبعض الوقت. غير مرضٍ! وتحدث الأمين العام المساعد للهيئة عن سبب التراجع في الكثير من الألعاب المهمة، التي كانت تحظى بجماهيرية كبرى في السابق مثل السلة، واليد والطائرة فقال: أتفق أن المشهد الرياضي غير مرضٍ بالنسبة لهذه الألعاب، واعتذار أندية أبوظبي عن المشاركة في كرة السلة، وتجميد نشاطها سيؤثر سلباً في مستقبل اللعبة، وأثر بالفعل في الحاضر، لأن العاصمة بقوتها السكانية والاقتصادية والرياضية ومجلسها الرياضي يجب أن تتوافر فيها كل الرياضات، وكل المضامير والملاعب، والمفروض أن يتبنى مجلس أبوظبي الرياضي خطة لتأسيس أندية جديدة أو مراكز للألعاب الفردية والجماعية التي نعاني فيها النقص، وإذا كان الجزيرة والوحدة وبني ياس أندية كرة قدم وألعاب جماعية، فعلي كمجلس أن أفتح مراكز للألعاب الفردية، أو أندية وأوفر لها الإمكانات، لأفتح الطريق أمام أنشطة الكاراتيه، وألعاب القوى، وتنس الطاولة، والجو جيتسو، والدراجات، هذا يجب أن يحدث فوراً، ولدينا الإمكانات لتأسيس مركزين في أبوظبي، وآخر في الغربية، ورابع في العين، وأن يكون لتلك المراكز أو الأندية الخاصة بالألعاب الفردية مجالس إدارات مسؤولة عن نشاطها، وتحاسب مثلما تحاسب باقي إدارات الأندية، لأننا مؤهلون في الألعاب الفردية أن نصل بعيداً، خاصة أن للعاصمة ثقلاً كبيراً في رياضة الإمارات، وأن هذه المراكز ستستوعب طاقات الشباب وتوفر المناخ الملائم لتطوير الرياضة النسائية في كل النشاطات، وإذا غابت تلك الرياضات عن العاصمة فعلينا السلام!! المشهد الانتخابي طلبنا من الدوسري إبداء وجهة نظره في نتائج الانتخابات قال: الديمقراطية مطلوبة بحلوها ومرها، لأنها اتجاه عالمي لكن أنديتنا لم تستوعب ثقافتها بعد، وقد جربنا كل الأنظمة منها التعيينات ونصف المجالس المعينة والنصف المنتخب، ويجب أن نستفيد من ثقافة الديمقراطية لإفراز الأفضل، وإن لم تفرز الانتخابات الأفضل، فالأندية هي المسؤولة لأنها هي التي تنتخب، ومسؤوليتها كاملة في اختيار الأنسب، ونحن ليس لدينا أي مسؤولية في ذلك، بل بالعكس عدم اختيار الأكفأ يصدر لنا المشكلات في الهيئة، ونحن نحترم القوانين ولا نحب التدخل في مالا يعنينا، وللأسف أنديتنا لا تقرأ اللوائح ولا تهتم بمعرفتها، وبالتالي فإن أي جمعية عمومية تعقد خلال مدة الأربع سنوات لأي اتحاد لا تمكث أكثر من ربع ساعة، وتتم الموافقة. اتحاد السباحة وعن مشكلة اتحاد السباحة وقرار الحل، ثم العودة ووقوف اللجنة الأولمبية مع الاتحاد ضد الهيئة، قال: مجلس إدارة الهيئة تداول موضوع اتحاد السباحة في أحد الاجتماعات، واتفق على أنه لو لم يقم الاتحاد بحل مشاكله فستتخذ الإجراءات القانونية حياله بحل الاتحاد، وللعلم الهيئة لم تصدر أي قرار رسمي مكتوب بحل الاتحاد، وما أعلن في الصحف عبارة عن تصريح صحفي وليس قراراً، أقولها من جديد الهيئة لم تصدر قراراً بحل مجلس إدارة اتحاد السباحة، التصريح بني عليه أشياء كثيرة غير حقيقية، واللجنة الأولمبية أمينها العام محمد الكمالي عضو في مجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وأنا عضو لجنة أولمبية أمثل الهيئة، وأنا والكمالي اجتمعنا لدراسة القرار فلم نجد قراراً، وتوقف الموضوع وجلست أنا والكمالي مع أحمد الفلاسي رئيس اتحاد السباحة، وطلبنا منه أما أن يحل مشاكله أو يترك المسؤولية ووعدنا بذلك، لكنه عندما عقد الجمعية العمومية للاتحاد طلبت منه أن يكمل المهمة حتى تنتهي الدورة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©