الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة نوبل.. هل تفيد كولومبيا؟

9 أكتوبر 2016 22:36
قبل خمسة أيام، تعرض موقف الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس لإحراج على الساحة الدولية، عندما صدمه الناخبون الكولومبيون بالتصويت ضد اتفاق السلام الذي جهد للتفاوض بشأنه، ومن شأنه إنهاء النزاع الدائر في البلاد منذ 52 عاماً ضد حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك» الماركسية المتمردة. ولكن في يوم الجمعة، وفي إشارة إلى أنه رغم فشل الاستفتاء فإن جهوده لا تزال تحظى بدعم المجتمع الدولي، استيقظ سانتوس على أنباء فوزه بجائزة نوبل للسلام للدور الذي قام به في هذه المحادثات. ويأمل المراقبون الكولومبيون في أن تلهم هذه الجائزة الكولومبيين -ولاسيما أولئك الذين صوتوا ضد الاتفاق- لدعم موقفه من أجل إيجاد حل جديد لإنهاء الحرب. وقد رددت لجنة نوبل هذه المشاعر في بيانها المصاحب لنبأ منح الجائزة لسانتوس. وقالت رئيسة لجنة نوبل «كاسي كولمان فايف» يوم الجمعة، إن «اللجنة تأمل في أن تمنحه جائزة السلام القوة لتحقيق النجاح في هذه المهمة». وأضافت: «وعلاوة على ذلك، فإن اللجنة أيضاً يحدوها الأمل في أن يجني الشعب الكولومبي ثمار عملية المصالحة في السنوات المقبلة». بيد أن هناك شخصاً واحداً من غير المرجح أن تقنعه جائزة نوبل هو «ألفارو أوريبي»، المعارض السياسي لسانتوس والرئيس الكولومبي السابق الذي قاد حملة «لا» ضد الاتفاق. وقال «أوريبي» في تغريدة يوم الجمعة: «أهنئ سانتوس على فوزه بنوبل، وآمل أن تؤدي الجائزة إلى تغيير الاتفاقيات التي تضر بالديمقراطية». وتعليقاً على هذا قال «مايكل شيفتر»، رئيس معهد الحوار بين الأميركتين، لصحيفة «فورين بوليسي» يوم الجمعة: إن الاستياء بشأن الجائزة سيكون متوقعاً في معسكر «أوريبي» فقط، الذي يرى أن الاتفاق متساهل جداً تجاه القوات المسلحة الثورية الكولومبية «فارك»، نظراً لأن مسلحي الحركة ارتكبوا فظائع وأرهبوا الشعب الكولومبي خلال تمردهم الذي دام عقوداً ضد الحكومة المركزية. ومن جانبه، كان سانتوس على استعداد لتقديم تنازلات لـ«فارك» لم يكن «أوريبي» ليوافق عليها، وهي الخطوة التي تبدو السبب الذي جعله يخسر الاستفتاء في نهاية المطاف. وكما كانت الحال مع جائزة نوبل للسلام -التي تم منحها للرئيس باراك أوباما على نحو متسرع في عام 2009- فإن هذه الجائزة ربما تولد أيضاً بعض النوايا السيئة في البلاد. ووفقاً لما ذكره شيفتر «هناك كولومبيون آخرون سيستاؤون من منح هذه الجائزة لسانتوس، لأنهم يعتقدون أنه لم يحقق أي شيء، بل برأ فارك بمنتهى السهولة من خلال اتفاق السلام». وأوضح «شيفتر» أن أولئك الذين يؤيدون «أوريبي» قد يرون الجائزة على أنها إهانة شخصية للرئيس السابق. وقال: «إن أوريبي يحمل الكثير من مشاعر الحسد لسانتوس، وهذا هو الخطر الحقيقي، والذي من الممكن أن يجعل إنجاز الأمور أكثر صعوبة معه». وفي رسالة بريد إلكتروني لـ«فورين بوليسي»، أكد مسؤول في الكونجرس على الصعوبات التي تخلقها هذه الجائزة لعلاقة سانتوس المعقدة بالفعل مع «أوريبي»، وقال: إن الجائزة لا يتوقع أن تغير المناخ السياسي في كولومبيا. وأضاف مسؤول الكونجرس أن «أوريبي قوة لا يستهان بها، وجائزة نوبل للسلام لن تقنعه بالتعاون في العمل»، مشيراً إلى أن سانتوس من المرجح أن يقوم «بجهود لإظهار النوايا الحسنة» لاحتواء «أوريبي» وإدخال تغييرات على الاتفاق، ولكن سانتوس هو الذي بوسعه إعادة صياغة الاتفاق ووضعه حيز التنفيذ على أي حال. ويقول «آدم أزاكسون»، وهو مساعد بارز في شؤون السياسة الأمنية الإقليمية في مكتب واشنطن الخاص بشؤون أميركا اللاتينية، إنه إذا فشلت العملية في نهاية المطاف، «فإن أوريبي هو من سينال أكبر قدر من اللوم». وكتب لفورين بوليسي: «إن هذا يزيد الضغط عليه ليتعاون مع سانتوس، ويعطيه الحافز للتخلي عن المتشددين في تحالف «لا»، على الأقل جزئياً، من خلال الموافقة على إدخال تغييرات أكثر تواضعاً على الاتفاق». وبدوره أكد «جاسون ماراكزاك»، مدير مبادرة أميركا اللاتينية للنمو الاقتصادي في مركز شؤون أميركا اللاتينية في المجلس الأطلسي، على دور «أوريبي» المحتمل في دعم اتفاق سلام أكثر شمولًا هذه المرة. وعلى رغم أن الدور الذي من الممكن أن يقوم به «أوريبي» ليس واضحاً حتى الآن، فإن «المهم من جائزة السلام هو حقيقة أنها ختم دولي بالموافقة على أن المجتمع الدولي الأوسع نطاقاً يقف بحزم خلف كولومبيا ورئيسها سانتوس». * كاتب ومحلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©