عدنان الصائغ قصائد مسكونة بالتمزقات الداخلية

استضاف النادي الثقافي العربي أمس الأول بمقره في الشارقة، الشاعر العراقي المقيم في المهجر اللندني عدنان الصائغ في أمسية شعرية حضرها حشد من الشعراء والإعلاميين، وقدمها الشاعر حميد قاسم، الذي أشار إلى أن الصائغ يعتبر من قامات الشعر العراقي المعاصر، ولد في مدينة الكوفة العام 1955 وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وصدرت له مجاميع شعرية عدة مثل: نصب الحرية، أغنيات على جسر الكوفة، والعصافير لا تحب الرصاص، ومرايا لشعرها الطويل، ونشيد أوروك· وحاز الصائغ عددا كبيرا من الجوائز في العراق وفي المهجر الأوروبي، مثل جائزة الشعر الكبرى في العراق، وجائزة هيلمان هاميت العالمية، وجائزة الشعر العالمي في روتردام، وترجمت قصائده إلى عدة لغات منها السويدية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والرومانية· وقرأ الشاعر خلال الأمسية مجموعة من قصائده القديمة المسكونة بروح المكان، وبالفضاء اللغوي المتناغم بين الذات والذاكرة الحية والمتوهجة، ثم قرأ قصائده الحديثة الضاجة بالفقد وهواجس الحرب والتمزقات الداخلية، ولم تخل بعض نتاجاته الحديثة من الحس الرومانسي المتلون على ضفاف الجسد، والمنفى، والأحلام الشائكة والرهيفة في آن· وبأسلوب يجمع النثر بالشعر، يكتب الصائغ عن غربته الوجودية بلغة صافية ولكنها مخدوشة بالأسى، ودونها الكثير من مشقة الذكرى، وعسف اللواعج، وحطام مديد من لهاث أصدقاء رحلوا، وأحباب طوتهم مقابر هائمة في المسافة، يقول الشاعر: ''مطر بلندن·· يعبر المارون، غير ملتفتين للجرح الذي ينزّ من خمسين عاما، هل أقول، تعبت من نوح الحمام على غصون جردتها الطائرات من اخضرار القصيدة، ماذا يقول الشعر في هذا الزمان· مطر بلندن، لا الطريق تدلني للبيت، لا جرس يرن بأخريات الليل، لا ريح تدق الباب، أين أضعتهم؟ أصحابك الماضين بالكلمات''·