الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نائبة أميركية في زيارة سرية لسوريا

24 يناير 2017 23:23
غادرت النائبة «الديمقراطية» تولسي جابرد مؤخراً دمشق التي تمزقها الحرب، عقب زيارة وصفها مساعدوها بأنها كانت عبارة عن مهمة لـ«تقصي الحقائق» تسعى لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي اندلعت قبل قرابة ست سنوات. وتُعتبر زيارة عضو من الكونجرس إلى هذا البلد المدمر حدثاً نادراً للغاية، ولاسيما في وقت يتواصل فيه القتال في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته تركيا وروسيا. فهذا الأسبوع فقط، حاولت قوات حكومية سورية مدعومة بمقاتلين من «حزب الله» إعادة السيطرة على منطقة تخضع لنفوذ الثوار بالقرب من دمشق، وتضم محطة ضخ تزوّد معظم المدينة بالمياه. «جابرد»، التي شاركت في حرب العراق وأثارت تكهنات بشأن أحد التعيينات ضمن إدارة ترامب بعد أن التقت على انفراد مع الرئيس المنتخب في نوفمبر الماضي، سبق أن أبدت معارضة لتوجهات حزبها ومؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن حول موضوع الحرب السورية. كما عارضت لسنوات سياسة تغيير الأنظمة، معتبرةً أن سوريا ستصبح أكثر اضطراباً وخطراً في حال تم خلع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي معرض وصفها للهدف من الزيارة، قالت المتحدثة باسم «جابرد»، «إيميلي لاتيمر»، إنها «شعرت بأنه من المهم الالتقاء مع عدد من الأفراد والمنظمات مثل الزعماء الدينيين، والموظفين الإنسانيين، واللاجئين، والزعماء الحكوميين، والنشطاء المدنيين». وكانت «جابرد» قد اقترحت في وقت سابق من هذا الشهر «قانون وقف تسليح الإرهابيين»، الذي سيحظر على الحكومة الأميركية، في حال اعتماده، تقديم أموال وأسلحة لمجموعات مسلحة سنية تسعى لإسقاط نظام الأسد، مثل «جبهة الشام»، «وجبهة فتح الشام»، و«القاعدة». وفي مقابلات صحفية، دعت الولايات المتحدة إلى التخلي عن هدف خلع الأسد، والتركيز على القضاء على تنظيم «داعش» و«القاعدة». وفي هذا السياق، قالت الناطقة الرسمية باسم «جابرد» لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية: «إن جابرد لطالما كانت ملتزمة بالسلام وإنهاء الحروب التدخلية، الحروب التي تؤدي إلى نتائج عكسية». وعندما سئلت حول ما إن كانت «جابرد» قد التقت بالأسد، الرجل القوي الذي يحمّله الكثيرون المسؤولية عن حرب قتلت 400 ألف شخص وتسببت في نزوح الملايين، رفضت «لاتيمر» التعليق على هذا الموضوع، مشيرة إلى بواعث قلق أمنية ولوجستية. وبالنسبة لمنتقديها، تُعتبر جابرد ممن يلتمسون العذر لنظام ارتكب ما لا يعد ولا يحصى من جرائم الحرب وزعزع استقرار الشرق الأوسط الكبير. أما بالنسبة لأنصارها، فإنها تمثل صوت عقل وحيداً في وجه مد متنام من التدخل الذي يمكن أن يتسبب في توريط الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط. وقد سبق لها أن شبّهت الأسد بمعمر القذافي وصدام حسين، الدكتاتورين اللذين كانا ضحية لتدخل غربي في حربين أصبحتا مفتقرتين للشعبية لاحقاً. وقالت في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأميركية: «لا أعتقد أنه ينبغي تنحية الأسد لأنه إذا نُحي الأسد أو أسقط، فإن تنظيمات إسلامية متطرفة مثل داعش والقاعدة والنصرة ستحل محله وتسيطر على كل سوريا. بل إنها ستكون أكثر قوة». أوباما وزعماء الكونجرس كانوا يقولون إن أي حل للنزاع يجب أن ينص على رحيل الأسد. ولكن آراء جابرد تجد تأييداً من قبل ترامب، الذي لطالما قال إن المعارضة السورية مخترَقة من قبل متطرفين إسلاميين، وإنه لا يمكن الوثوق بها. كما يقال إن ستيفان بانون، المستشار الاستراتيجي الأول لترامب، معجب بآراء جابرد حول التطرف وقدرتها على التعبير عن مشاعر شعبوية يسارية. وبعد أن التقت مع ترامب في نوفمبر الماضي، أصدرت جابرد بياناً يقول إن الرئيس المنتخب «طلب مني الالتقاء معه من أجل التباحث حول سياساتنا الحالية بخصوص سوريا، وقتالنا ضد التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش». وكتبت تقول: «ولئن كنت أختلف مع الرئيس المنتخب ترامب حول بعض المواضيع، فإنني لن أتردد في التعبير عن تلك الاختلافات»، مضيفة «غير أنني أعتقد أننا نستطيع أن نختلف، بل وبقوة، ولكننا نستطيع مع ذلك الاتفاق حول المواضيع التي تهم الأميركيين وتؤثّر على حياتهم اليومية». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©