السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحلم العزيز

الحلم العزيز
2 ديسمبر 2008 01:23
تزوجت وأنا في سن المراهقة، وكان من الطبيعي أن أشعر بالرهبة والخوف وأنا أترك أسرتي وانتقل للعيش مع أسرة ثانية، ولكنه أعطاني الشعور بالأمان، من النظرة الأولى، جعلني أشعر بالدفء والأمان العائلي وكأنني أحد أفراد الأسرة، حتى إنني صرت أشعر بالسعادة وأنا بينهم بشكل أكبر مما كنت عليه مع أهلي، رجل بمعنى الكلمة، أقل ما يمكن أن يقال بحقه، إنه شقيق زوجي الأكبر، لا يوجد وصف دقيق لمثل شخصيته، الأب الروحي، الأخ الأكبر، لا أدري بالضبط كيف أصف شعوري نحوه· كان حريصاً على أن يجمع العائلة يومياً بأجواء من الود والمرح والمناقشات، كان حريصاً على إنضاج عقولنا، أنا وإخوته وأخواته، أراد لنا أن نفهم الحياة بعمق أكبر، أن نستوعب تطورها، وأن تكون لنا شخصيات مستقلة، وآراء قابلة للطرح والمناقشة، وأن نعرف بالضبط كيف نكون أناساً صالحين نرضي ربنا، ونعمل لدنيانا وآخرتنا بنفس الحماس· إنسان مثالي في كل تصرفاته، هذا بالإضافة لخفة دمه ومرحه، واتساع ثقافته، كل هذا يضاف إلى وسامته وجماله، مما جعله محط أنظار البنات من العائلة ومن خارجها، ولكنه لم يكن متلهفاً على الزواج، فهو يعتبر أن الزواج يأتي بعد موسم الحصاد، كما يقول، وهو يقصد بالطبع، الحصاد العلمي، فقد أنهى دراسته الجامعية، ثم بدأ بالدراسة العليا للحصول على الدكتوراة· الوجه النقيض زوجي كان مختلفاً تماماً عن أخيه الأكبر، فهو إنسان خجول ومنطوي على نفسه، لا يحب أجواء المناقشات والتعبير عن الآراء، ولا يحب الجلسات العائلية، كانت هوايته الوحيدة هي متابعة الأفلام والمباريات الرياضية، لا يحب المذاكرة، وليس لديه طموح، أكمل الثانوية بنسبة متدنية وعمل في الشرطة، ثم طلب من أهله تزويجه، وهذا كل ما كان يتمناه لنفسه· مرت السنوات، وقد رزقنا الله، أنا وزوجي، بأربعة أطفال، تعلقوا جميعاً بعمهم الذي حرص منذ البداية على تواجده في المستشفى لاستقبالهم عند مجيئهم لهذه الدنيا، وكان هو أول من حملهم وقرأ الأذان على أسماعهم الصغيرة، وقد اختار الأسماء المناسبة لهم، وظل يتابع حالتهم الصحية والنفسية، وقد علمهم كيف ينطقون كلماتهم الأولى، ثم ساعدهم في تعلم الوقوف والمشي، وكان يكتشف مميزات كل واحد منهم ومواهبه، وعندما بلغ ابني الأكبر الخامسة من عمره، كان هو من أخذه إلى الروضة في يومه الأول، ولم يتركه حتى أطمأن إلى أن الولد بدأ يلعب مع باقي الأطفال بلا خوف، وكان يتابعه مع إدارة المدرسة حتى تصوروا بأنه والده· كان حريصاً على الاحتفال بأعياد ميلاد كل واحد منهم، يحضر الكيك والهدايا التي يحبونها، ويأخذهم للتنزه ولتناول الوجبات التي يفضلونها، حتى تعلقوا به أكثر من تعلقهم بي أو بوالدهم· الحب المستحيل بعد أن حصل على الدكتوراه وصار يعمل بالتدريس الجامعي، صرنا نلح عليه بفكرة الزواج، وكان دائماً يحاول تأجيل المناقشة في هذا الموضوع، حتى جاء اليوم الذي صارحني فيه بأنه قد تعرف إلى فتاة، وإنه متعلق بها بشدة وهي أيضاً تحبه، والمشكلة الوحيدة تكمن في رفض أهلها لتزويجها من شخص خارج نطاق العائلة، فهم من النوع الذي يفضل الزواج العائلي، مما يجعل استحالة مثل هذا الأمر، وقد كان شبه يائس من هذا الزواج، ولكني طمأنته بأنه لا مستحيل مع الإصرار، وذكرته بمبادئه التي علمنا إياها طوال الوقت، وفعلاً قررت التدخل لحل هذه المشكلة، فالنساء أكثر قدرة على التأثير في مثل هذه الأمور· فكرت بأنني ربما استطيع التأثير على والدة الفتاة، وقد اتخذت خطوتي الأولى فاتصلت بالفتاة وتعرفت عليها، وكانت كما توقعت تماماً، فتاة واعية، مثقفة، رائعة الجمال والشخصية، تليق فعلاً برجل مثله· لم يكن صعباً علي الدخول إلى بيتها والتعرف على والدتها، بصفتي صديقة قديمة ولم تمضي فترة طويلة حتى أدركت والدتها السبب في مجيئي المتكرر وإلحاحي في محاولة كسب صداقتها ورضاها، فحدثتها عنه وعن مزاياه، شخصيته، علمه، وسامته، حتى قطعت شوطاً كبيراً في إقناعها بالموافقة، حيث ستلعب هي الدور الأكثر قوة وفاعلية لإقناع والد الفتاة وأخوتها· أصبحت الأجواء مهيأة للتقدم وطلب يد الفتاة بعد تلك الجهود المضنية التي بذلناها أنا والفتاة ووالدتها، وقد كان هو يتابع تحركاتي بإعجاب شديد، وتقدير كبير لجهودي، وصار يردد، بأن الفضل يعود لي في تحقيق السعادة التي كان يحلم بها· الكارثة فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد أصيب زوجي بحادث سيارة فضيع جداً توفي على أثره فوراً· صدمة كبيرة زلزلت حياتنا كلها، أصبنا بالذهول والحزن والخوف والقلق، حتى أدركنا بأن حالتنا هذه ربما ستؤدي بنا إلى الجزع والكفر بأمر الله، فتداركنا أنفسنا، وصرنا نذكر بعضنا بأننا أناس مؤمنون، ونعلم بأن الموت حق على كل المخلوقات، وإن الإنسان مبتلى بالخير والشر، ليعلم الله الصابرين، وليختبر قوة إيمانهم، لذلك فقد بدأنا بتقبل الأمر بالتدريج وصرنا ندعو ربنا أن يلهمنا الصبر والثبات· في غمرة تلك الأحداث الرهيبة، كان من الطبيعي أن يؤجل موضوع الزواج الذي كنا قد شرعنا بتنفيذه قبل الحادث، فمرت سنة كاملة، كانت صعبة وقاسية علينا جميعاً، ثم بدأت مرحلة من التوتر والقلق بسبب موقف والدي من وضعي الجديد· اجتمعت العائلة اجتماعاً كبيراً، وكنت مستغربة إلى عدم دعوتي لحضور هذا الاجتماع، فوضعت يدي على قلبي، فقد كنت معتقدة بأنهم يفكرون بإعادتي إلى منزل أهلي، بناء على إلحاح والدي منذ أن توفي زوجي وأصبحت أرملة، فليس من اللائق البقاء في منزلهم، وقد رفضت الفكرة، لأنني أريد أن ينشأ أطفالي وسط أهلهم، وتحت رعاية عمهم الذي لا يستغنون عنه· بعد أن أنقضى ذلك الاجتماع، دعاني عمي، وقال لي: أنت صغيرة في السن، فلازلت في الرابعة والعشرين من عمرك، وحرام أن نحرمك من وجود رجل في حياتك، وأيضاَ فنحن لا نستطيع أن نتخلى عن أبناء المرحوم، ولا نقبل أن يعيشوا بعيداً عنا، لذلك··، تمنيت أن لا يكمل حديثه، فقد فكرت بأنهم ربما سيبعدوني عن أطفالي، فانحدرت دموعي بغزارة، ولكنها تيبست والتصقت على خدي وكأنها حبات من الجلي، بعد أن استمعت لباقي حديثه، حيث قال: لذلك قررنا أن نزوجك لشقيق زوجك الأكبر، وهذا هو الحل الوحيد الذي يضمن وجودك معنا، أنت والأطفال، فهل أنت موافقة؟ القرار الصعب لا أدري لم توقف كل شيء فيَ، عقلي وقلبي وتفكيري، للحظات شعرت بأنني ربما سيغمى علي، وقد كان واضحاً بأنني في حال غير طبيعي فتركني عمي بعد أن قال: سأترك لك فرصة للتفكير، لأن هذا من حقك، كما أود أن أطلعك على أننا ناقشنا هذا الموضوع قبل هذا اليوم مع والدك، وهو موافق، كما أود أخبارك بأن أبني الأكبر هو صاحب الاقتراح، وإننا لم نجبره على هذه الفكرة، إذن الجميع موافقون، ولم يبق إلا رأيك أنت· لا أصدق بأنه تخلى عن حلمه بالارتباط بتلك الفتاة التي أحبها بجنون من أجل أبناء شقيقه، أنا أكثر الناس معرفة بمدى حبه وتعلقه بفتاته، ولكن يبدو إن موقفه هذا هو جزء من شخصيته التي تتميز بالتضحية ونكران الذات، فياله من إنسان، لقد تخلى عن حلمه، وعن سعادته، من أجل هؤلاء الصغار، فماذا سيكون موقفي أنا؟ إنهم أطفالي وهم بحاجة لعمهم الذي يحبونه بشدة، فإن رفضت هذا الزواج، لن يرضى والدي أن أعيش في بيتهم، وسيرغمني على العودة إلى بيت أهلي، فهل سأتخلى عن أطفالي؟ هذا مستحيل طبعاً، وإذا حدث وأن قبل أهل زوجي بأن يكون أطفالي معي، فهل سيتحمل أهلي مسؤولية هؤلاء الأيتام الصغار؟ والدي رجل كبير في السن، وأخوتي متزوجون ولكل واحد منهم مسؤولياته، فمن سيعتني بالصغار؟ ومن سيتابع أمورهم أولاً بأول؟ وبالطبع فإن عمهم سينشغل عنهم بأسرته الجديدة ولن يكون متفرغاً لهم، إذا عاشوا بعيداً عنه· بعد تفكير طويل قررت أن أتقبل فكرتهم، وأرضى بالارتباط بشقيق زوجي لأضمن لأطفالي وجود أب مثالي يرعاهم ويهتم بشؤونهم، لذلك أعطيتهم رداً بالموافقة، فتم الزواج بشكل عائلي بسيط، ودخل شقيق زوجي حياتي، فكان نعم الزوج، ونعم الأب لأبنائي· حقيقة المشاعر على الرغم من محاولاته المستميتة لإظهار مشاعر السعادة والرضا بقضاء الله وقدره، إلا إنني كنت أشعر بمعاناته الداخلية وحزنه الكبير على حلمه الذي كان يتمناه لنفسه في الارتباط بمحبوبته التي اختارها قلبه، شعرت بأنه يعاني من ثقل كبير يجثم على صدره، وتعاسة عميقة يحاول مداراتها، فحب تلك الفتاة ظل مسيطراً عليه ولن يستطيع محوه أبداً، عندها فكرت بعقلانية، فهذا الإنسان كان شهماً معي بشكل فاق كل التصورات، فلماذا لا أكون أنا مثله؟ لماذا لا أترك الأنانية؟ لماذا لا أحاول إدخال السعادة إلى قلبه، وتحقيق حلمه العزيز؟ أنا استطيع أن أفعل ذلك·· لماذا لا أحاول؟اتخذت قراري بعد تفكير طويل، اتصلت بتلك الفتاة، وما أن سمعت صوتي حتى شهقت بالبكاء المر، وكأنها تتقطع ألماً وحسرة، قلت لها: لا تبكي ولا تلوميني فيما حدث، إنها إرادة الله، وتأكدي بأنك لازلت المالكة الوحيدة لقلبه ومشاعره، أما أنا، فلست سوى امرأة عادية على هامش أحاسيسه، الظروف هي التي شكلت هذا الزواج وأنت تعرفين التفاصيل، فهل تملكين القوة الكافية على فهم مثل هذا الوضع؟ وهل يمكنك الفوز به على الرغم من كل ما حدث؟ استغربت من حديثي، فطلبت مني تفسيراً واضحاً لما أقول، فقلت لها بكل الوضوح: هل تقبلين أن تشاركيني فيه؟ لم تصدق ما سمعت، ولكنها شعرت بأمل جديد يمكن أن يجمعها بمن أحبت، وقد عرفت من سكوتها بأنها موافقة، فبدأت عملي بجهد وإخلاص· في البداية أقنعت والديه بالفكرة، وعلى الرغم من تظاهرهما بعدم الرضا، إلا إنني شعرت بأنهما سعيدان من أجل ولدهما، فلم يمنعاني أو يعترضان طريقي في سعيي نحو هذا الهدف· أما بالنسبة له، فقد استمع إلي وبقي ساهماً لا يعلق بشيء، وكأنني أحكي له حكاية لا يمكن أن تتحقق، وربما شعر بأنني أردد كلاماً لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، وأن حلمه سيبقى بعيداً عن التحقيق، ولكني تعلمت منه الإصرار والجد وعدم اليأس، ثم توكلت على ربي وبذلت جهداً جباراً، لإقناع أهل الفتاة بهذا الزواج، وكان دخول البنت في سن العنوسة هو الشيء الذي ساعدني كثيراً، فتمكنت في النهاية من إقناعهم وتحقق الحلم المستحيل· أشرفت على عرسه بنفسي، وكنت فرحة وسعيدة بشكل لا يمكن تصوره وأنا أمسك بيده وأجلسه إلى جانب عروسه في ليلة العرس وسط استغراب الناس وتعليقاتهم، فنظر إلي نظرة كلها تقدير واعتزاز، فقلت في نفسي: لن أكون أقل شهامة منك، فأنا تلميذه في مدرستك· مرت الأيام وصرنا نعيش كأسرة واحدة، هي صديقتي الحميمة، وهو الزوج العزيز لكلينا· سعاد جواد moc.liamtoh@dawaj-daus الاسطوانات المشروخة ؟ المشكلة أنا الابنة الكبرى لأسرة متوسطة الحال، ولدي شقيقتين وشقيقين آخرين غيري، وقد حصلت على مؤهل فوق المتوسط منذ عامين، ولم أعمل، في حين لا يزال أشقائي وشقيقاتي في مراحل التعليم الجامعي والثانوي، ووصلت من العمر إلى حافة العقد الثالث، ووجدت نفسي أواجه شبح العنوسة، رغم أنني على قدر جيد من الجمال، وأسرتي تتمتع بسمعة طيبة، ومما لا شك فيه، وجدت إنني سأكون عقبة أمام شقيقتي الأخرتين، وكثيرا ما أخذت هذه المشكلة حيزا كبيرا من تفكيري، وراحة بالي· منذ عام ونصف تقريبا، تقدم الي رجلا حسبته طيبا، في منتصف العقد الخامس من عمره، وأظهر ورعه، وتدينه، واستقامته، وصدقه، وحلاوة اللسان، والطيبة، وكل ما يمكن أن يتصف به شخص دمث الخلق، فضلا عن مقدرته المالية، وامتلاكه العديد من العقارات، والشركات، وقدم نفسه على أنه متزوج من أخرى، ويعاني من كثير من المشاكل معها، وأن ما يربطه بها أولاده الثلاثة فقط، والا لأنفصل عنها من سنوات· المهم، أنني لا أعرف كيف وافقت أسرتي، وكيف وافقت أنا، فكان حديثه أشبه بالمنوم المغناطيسي، ووجدت نفسي أهرب من شبح العنوسة بالموافقة وتم الزواج· غمرني هذا المخادع بحبه، وحنانه، وحسن رعايته، وحلاوة لسانه، ولا أعرف كيف وقعت تحت تأثيره، وتنازلت عن كامل حقوقي ومؤخر صداقي الذي كنت أودعه في أحد البنوك عندما اختلق قصة وهمية مفادها أنه في حاجة إلى مبلغ كبير من المال لتمشية أموره لعجز سيولته النقدية، ووقعت له شيكا لصرف كل ما لدي بالبنك في ''غمضة عين'' تحت تأثير الآمال، والوعود، والحديث المعسول المدعم بالحكم، والروايات التي يجيد اللعب بها· لم تمض أيام قليلة، حتى ظهر زوجي المخادع على وجهه الثاني تماما، من سوء اللسان، وسلاطته، وسوء المعاملة، والبخل، والإهمال، وعدم الاحترام، بل والتحقير والتأنيب والإهانة، واكتشفت أن على ذمته ثلاث زوجات غيري، وأنني الزوجة السادسة له، فقد طلق ثلاث زوجات أخريات، وما أن عرف أنني حامل، انفجر مثل البركان، وضربني بقسوة، وطلب أن أجهض نفسي، وقال إنه لن ينفق على المولود، وطردني من البيت، وأكد أنني لن أعود إليه ثانية إلا بعد أن أتخلص من الجنين· أجد نفسي أسيرة سجن هذا الكاذب المخادع، الذي حول حياتي إلى زنزانة كبيرة، وقهر وعذاب، وندم، ولا أعرف كيف أتصرف، هل أعود إليه ؟ وما مصير الجنين الذي أحمله حيث أنني على وشك الولادة، لقد أحسست بطعم الحياة، والحرية بعيدا عنه، وبعيدا عن كذبه، وخداعه وغشه، وأشعر بأن حياتي معه مستحيلة، حتى أنني لا أشعر بالندم على ضياع حقوقي منه أمام صعوبة التعامل مع هذا المخادع الكبير· م·م· دبي أنني أتوقف في البداية أمام أمر يتكرر كل يوم، حيث تفرط كثير من الزوجات في كامل حقوقها المشروعة بمجرد أن تسمع جانبا من''الاسطوانات المشروخة'' التي يجيدها الكثير من الرجال، وتتنازل بسرعة عن جميع مستحقاتها أمام الكلمات المعسولة· وفي حالتك هذه، كان ينبغي أن تتوقفي كثيرا، ولا سيما أن الفارق الزمني بينكما كبيرا، وفترة الخطوبة لم تكن كافية لدراسة كل منكما للآخر، فأنت في البداية تسرعت خوفا من فوات قطار الزواج، وانبهرت، أو خدعت فيه، وتسرعت ثانيا في تنازلك عن جميع مدخراتك، ونحن لن نخوض فيما فات، فلن يفيد، لكن لنستنبط الدروس·من الواضح أنك كنت أمام مخادع كبير بالفعل، ومحتال متمرس ومحترف، وله خبرة طويلة بعالم النساء، ويعرف جيدا كيف يختار ضحاياه، وواضح أيضا صعوبة إمكانية العودة إلى بيت الزوجية والعيش في كنف هذا الكاذب المحتال، وقد انحاز لكراهيتك له، وان كانت هذه الحقيقة، فهو شخص لا يؤتمن، ولا يؤمن جانبه· أما طلبه بأن تجهضي نفسك، فهذا كره على ارتكاب الحرام والمعصية، وأحذرك من عاقبته، وأظن أنك لو فعلت، لن يتغير فيه شيئا، فهو يريد التخلص من الالتزامات والحقوق المترتبة على ولادة طفل جديد، انه شخص أراد المتعة فقط دون تحمل أي مسؤوليات، ونصيحتي لك أن تستفيدي من أخطائك السابقة معه، ولا تنساقي إلى وعوده، أو تخشي تهديداته بارتكاب فعل محرم ، وتحملي شيئا من النتائج غير المحسوبة· انه قدرك ونصيبك وحظك العاثر، لكن لا تترددي في إثبات نسب طفلك، والمطالبة الشرعية بحقوقه من نفقة، وحاولي أن تستجمعي كل ما لديك من فطنة وصبر وإصرار على نيل حقوقك كاملة، وحقوق ولدك عن طريق المحاكم الشرعية، لعله يعود إلى رشده، أو يرزقه الله سبحانه وتعالى الهداية، ويقبل أن تعودي إليه بعد الولادة، وان أصر على موقفه، ليس هناك من سبيل سوى ان تواجهي حياتك، وهذا قدرك، مع أطيب تمنياتنا لك بالتوفيق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©