الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصان طروادة الرقمي

2 ديسمبر 2008 01:24
لم يعد الحديث عن مشكلة التجسس على البطاقات الائتمانية يهدف إلى التسلية أو الترفيه عن هواة متابعة أخبار العلم والتكنولوجيا، بل أصبح يمثل خطراً حقيقياً يهدد مصالح الناس· وكشف أحدث التقارير عن شركات عالمية متخصصة يديرها عباقرة من المجرمين الافتراضيين المتخصصين في اختراق الجدران النارية لملفات البطاقات الائتمانية· ومن أغرب ما كشفته هذه التقارير الأسبوع الماضي أن هذه العصابات أصبحت تشتري الأرقام السرية لبطاقات الائتمان الإماراتية بأغلى من سعر أسرار بطاقات الائتمان الأميركية بنحو 250 مرة نظراً للثراء النسبي لمعظم سكان الدولة· ويدل هذا الخبر الغريب على أن بطاقات الائتمان أصبحت بمثابة (حصان طروادة البلاستيكي الرقمي) الذي يمكن للمجرمين العباقرة أن يعبروا عن طريقه إلى داخل حسابك الشخصي ليسلبوا منه ما أرادوا· ولعل الأخطر من كل ذلك أن اللصوص الرقميين أصبحوا يتاجرون بأرقام البطاقات المخترقة فيبيعونها لبعضهم البعض بالجملة أو المفرّق· وهذا كله يدل على أن بطاقة الائتمان أصبحت تنطوي على فوائد قليلة وأخطار كثيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يهملون القواعد الآمنة للتعامل معها، ومن أهمها الاختيار المناسب لكلمة السر بحيث لا تتألف من أرقام شهيرة كتاريخ الميلاد أو رقم بطاقة الضمان الصحي أو غير ذلك، والحرص الشديد عند استخدامها في آلة السحب النقدي، وتبديل كلمة السرّ كل عدة أيام· وينصح الخبراء كل إنسان لا يحقق من بطاقة الائتمان الفوائد المهمة التي أنشئت من أجلها أن يتخلى عنها على الفور· ويبدو من تسلسل أحداث هذه القصة أن اللصوص الافتراضيين لأرقام بطاقات الائتمان أثبتوا ذكاء ومقدرة يفوقان تلك التي يحتكم إليها الخبراء المتخصصون في الدوائر القانونية والمؤسسات المدنية المتخصصة بمكافحتهم· وهنا يكمن الخطر الأكبر· المحرر adnanod@maktoob.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©