الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يتعلم المجتمع الدولي من أخطائه؟

هل يتعلم المجتمع الدولي من أخطائه؟
9 أغسطس 2010 21:03
من البديهي أن على القطاع الخاص، ممثلاً في الشركات والمؤسسات، الالتزام بالعمل على تطوير التنمية الاقتصادية، على ألا يكون ذلك على حساب المجتمع والبيئة المحيطة. عندما كشفت حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة عمل الامارات للبيئة، قبل عدة سنوات عن الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والشركات، كانت الجائزة المشار إليها هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وقد قامت المرعشي عبر مجموعة عمل الامارات للبيئة بحملة واسعة بين قطاع الشركات من أجل التعريف عن أهمية الجائزة التي تبرز الشخصيات التي تعمل على دعم البيئة التي تعمل من خلالها، كجزء من مسؤوليتها تجاه المجتمع. ليست الجائزة من أجل التباري بين الشركات والمؤسسات على الفوز بها، وإنما هي تهدف للتباري في صنع نجاحات واضحة من قبل الشركات تجاه المجتمع المحلي، والاجتهاد في التميز بيئياً مما يبرز الأداء الاقتصادي والبيئة والمجتمع ككيان واحد من قبل الشركات الفائزة. خلال حديثنا مع حبيبة المرعشي قالت إن الكثير ممن يرغبون بالمشاركة في الجائزة ربما تكون لديهم معلومات غير دقيقة عنها، لأن الجائزة لم تنظم من أجل الحصول على كأس أو درع أو مكافأة، ولكنها وضعت من أجل إبراز جهود تلك الشركات والمؤسسات التي تعمل بكل جد في سبيل تخصيص جزء من ميزانياتها أو جهودها لمصلحة المجتمع، والكثيرون اليوم يتحدثون عن المسؤولية الاجتماعية للأداء التجاري، وذلك يؤدي إلى سيادة القيم الربحية ويهمش القيم المجتمعية. ذلك أن العالم يتنافس صناعياً وعقارياً والاستثمار فيما يضر بالبيئة، دون إلقاء نظرة إلى مخلفات ذلك التنافس مما أوقع العالم في أزمة مالية، وان مشاركة الشركات التي تملك حس المسؤولية في دول مجلس التعاون الخليجي ساعد في الاعتراف بالكثير من الجهود التي تبذل من مجتمع الأعمال العربي، مما أدى إلى توأمة الاستراتيجيات والعمليات التي تتلائم مع المبادئ الاجتماعية والبيئية العالمية، وقد تم ذكر ذلك في محطة السي إن إن، والتي أعربت عن أملها في أن تنجح هذه المبادرة على المدى البعيد، في بناء قاعدة معلومات لأفضل ممارسات مواطنة للشركات في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات,وأن تؤسس لنموذج فعال لممارسات المسؤولية الاجتماعية, يمكن تطبيقه من جانب كافة الشركات. فيما يتعلق بالتنوع الاحيائي وبعد أن تم انتخاب المرعشي ممثلة لمنظمات المجتمع المدني في إحدى حلقات منتدى غرب آسيا وشمال افريقيا في مايو الماضي في الأردن، شاركت حبيبة خلال المنتدى، وهي تقول إن المنظمات اتفقت على أن المجتمع الدولي بحاجة للتعلم من إخفاقاته في تحقيق الأهداف، ويبدأ ذلك من خلال الحفاظ على التنوع الحيوي والحد من فقدانه، وعلى الجميع أن يتعلم أن ذلك ليس مسوؤلية فرد واحد بل الجميع، ومن حق البيئة التي تعيش الشعوب من خلالها أن تأخذ مكانتها الصحيحة، خاصة الاستدامة التي يجب أن تكون محور حياة رئيسياً. إن التحدي الرئيسي لا يكمن في الاتفاق على الحاجة للعمل، ولكن على إيجاد طرق للمضي بشكل صحيح وفعال، وبما يتناسب وجميع الثقافات، ويمكن التغلب على المعوقات بالتعاون بين المؤسسات البيئية الدولية وبين المؤسسات البيئية في كل دولة، خاصة تلك التي تتسبب في الكثير من التلوث والاحترار في العالم، وترى حبيبة أن زمن إدعاء الشركات حول عدم توافر قوانين وعدم سن تشريعات للالتزام بها، قد ولى لأن حماة البيئة حاضرون في كل مكان يراقبون ويوجهون النداءات، بعد الحصول على نتائج بحثهم ودراستهم للأوضاع.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©