السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب و«بريكست».. تحديان أمام أوروبا الموحدة

24 يناير 2017 23:23
إن وصول ترامب إلى البيت الأبيض يعني أنه ربما قد حان الوقت، أخيراً، لكي تتخذ أوروبا قراراً. وربما تكون الانتقادات الصادرة من الرئيس الأميركي الجديد خلال الفترة التي سبقت تنصيبه الأسبوع الماضي قد حفزت تعهدات بتوحيد الصفوف وإحياء الدعم للاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالحفاظ على الوحدة من خلال الحوار المستمر مع سائر الأعضاء. ودعا رئيس وزراء هولندا «مارك روته» إلى التركيز مجدداً على الاقتصاد، فيما حذر نائب رئيس المفوضية الأوروبية «فرانس تيمرمانس» النقاد من التقليل من عزم الكتلة الأوروبية. والاختبار هو ما إذا كان التزامهم المتجدد كافياً لمعالجة العيوب في هيكل الاتحاد الأوروبي، والتي تم التغاضي عنها في السنوات الأخيرة، ومنذ أن أدى المستوى العالي من التكامل إلى إصدار العملة الموحدة والتوسع نحو الشرق، تجنب الاتحاد الأوروبي الرد على أسئلة مثل إلى أي مدى سيتم تجميع الضرائب والديون، وما حجم الإنفاق على الدفاع، وما إذا كان يجب تبني سياسة خارجية مشتركة نحو الدول المجاورة مثل روسيا وليبيا. ومع قرار المملكة المتحدة بأن تدير ظهرها للاتحاد الأوروبي، لتشجع بذلك الحملات الشعبوية في جميع أنحاء القارة، يواجه المدافعون عن الكتلة بالفعل معضلة ملحة بشأن مدى استعدادهم لصياغة اتحاد وثيق رداً على ذلك، وازدادت شكوك ترامب بشأن إمكانية استمرار هذا المشروع على المدى الطويل. في مقابلة عبر الهاتف، قال «جانترام وولف»، مدير معهد «بروجل» في بروكسل، إن «تأثير ترامب يتمثل في ضرورة أن تقرر أوروبا بسرعة كبيرة ما هو شكل أوروبا التي تريدها». واستطرد: «هذه مشكلة كبيرة لأنه يتعين علينا الرد الآن وهناك هذا القدر الكبير من الإنكار». وكان ترامب قد هز الاتحاد الأوروبي بوصفه بأنه وسيلة للهيمنة الألمانية. وقال في مقابلة مع صحيفتين أوروبيتين في 15 يناير إن دولاً أخرى ستتبع المملكة المتحدة في مغادرة الاتحاد الأوروبي ووصف منظمة حلف شمال الأطلسي، الضامن للدعم العسكري الأميركي لأوروبا، بأنها «قد عفا عليها الزمن».. كل ذلك حدث فيما كان يقوم بمقدمات مع روسيا. وبينما كان يخاطب الأمة من أمام مبنى الكونجرس يوم الجمعة الماضي، قال ترامب: لقد حان الوقت لجعل «أميركا أولاً» عند التعامل مع الدول الأخرى. وصور الولايات المتحدة، أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم، باعتبارها دولة دمرتها عواقب الحدود الضعيفة، والتحالفات غير المتوازنة والاتفاقيات التجارية الضعيفة. وبالرغم من هذا الغلو، هناك شيء من الحقيقة في انتقادات ترامب، الذي ستكون أمامه فرصة للتعبير عنها مباشرة لرئيسة وزراء بريطانيا «تيريزا ماي». وقد غضب السياسيون والناخبون في جنوب أوروبا من مطالب ألمانيا وحلفائها خلال أزمة منطقة اليورو، بينما يدرك قادة أكبر كتلة اقتصادية في العالم أنهم ظلوا لعقود يعتمدون على القوة العسكرية للولايات المتحدة. ولا تزال الخطة التي وضعها رئيس المفوضية الأوروبية «جان كلود يونكر» ورئيس الاتحاد الأوروبي «دونالد توسك» ورئيس البنك المركزي الأوروبي «ماريو دراجي» لتحقيق التكامل قابعة في «جارور» في بروكسل، في حين أن مبادرة لتعزيز التعاون الدفاعي بعد«بريكست» لم تتعد حتى الآن تعهدات غامضة. وفي دافوس، سويسرا، أعلن رئيس وزراء هولندا «روته» الأسبوع الماضي أن حلم مؤسسي الاتحاد الأوروبي بوجود «اتحاد أوثق من أي وقت مضى»، قد مات ودفن، وقال إن قادة اليوم بحاجة إلى التركيز بدلاً من ذلك على تحقيق النمو الاقتصادي. وتأتي مشاكل أوروبا فيما يواجه رؤساء الحكومات في هولندا وفرنسا وألمانيا - ثلاث من الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي - انتخابات حيث يفكر الناخبون الذين يشعرون بأنهم مهملون من قبل المؤسسة في التخلي عن الاتحاد الأوروبي والسعي نحو تحقيق مصالحهم القومية. وبينما استغل ترامب وحملة بريكست هذا السخط، يناضل قادة أوروبا لتوضيح كيف يمكنهم تغيير الأمور بالنسبة لناخبيهم. وعلق وزير المالية الإيطالي «بيير كارلو بادون» قائلاً أثناء جلسة نقاش في دافوس الأسبوع الماضي: «إننا نفتقر إلى هذه الرؤية. وهذا هو التحدي الذي يطرحه ترامب وبريكست. إن لديهم رؤية بينما نحن نفتقدها». وبدلاً من وضع خطة عظيمة، تدافع المستشارة الألمانية ميركل، وهي أقوى شخصية في أوروبا، عن النهج العملي والتدريجي للتعامل مع هذا التحدي، كما كان الحل في التصدي لأزمة الديون اليونانية، وبدء إنشاء اتحاد مصرفي والوقوف في وجه العدوان الروسي في أوكرانيا. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©