السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشارقة ترمم أبنيتها التراثية وتجدد أحياءها القديمة

الشارقة ترمم أبنيتها التراثية وتجدد أحياءها القديمة
9 أغسطس 2010 21:11
الاهتمام بالأبنية التراثية الموجودة في الشارقة القديمة والعمل على تجديدها وإحيائها والمحافظة على جميع ما كانت تحويه من مقتنيات، إضافة إلى إعادتها إلى صورتها التي كانت عليها هو الشغل الشاغل الذي تولية إمارة الشارقة. وحرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على إحياء المناطق القديمة في الشارقة، مثل منطقة الشارقة القديمة التي بدأ العمل فيها في منتصف عام (1990)، وتم افتتاحها على مراحل متعددة، ومن أهم ما نتج عنها اكتشاف وبناء سور الشارقة القديم، وكذلك ترميم عدد كبير من البيوت تمثل في مجموعها نمطاً من أنماط العمارة التقليدية التي تتميز ببساطة البناء وملاءمته للبيئة والمناخ، وقد تم تحويل بعض من بيوت منطقة الشارقة القديمة إلى مراكز للتراث خصصت لعرض مختلف الجوانب التراثية. تعتبر مدينة الشارقة القديمة منطقة التراث، حيث تحتضن في داخلها الأزقة الكبيرة والصغيرة المتعرجة، والمساحات المحصورة بين وحدتها التي كانت متنفساً لأهالي الفريج «الحي». كما يحيطها سور ذو أبراج ومربعات وجميع وحدتها مبنية من الحجر البحري والجص. وهي تضم وحدات سكنية كالبيوت وخدمية كالسوق القديم»العرصة» وبعض المجالس والمساجد. وتمثل المساجد المنتشرة بالمنطقة عنصراً بارزاً للمباني الدينية، وفن بنائها يعود للموروث من مخزون في تاريخ العمارة التقليدية وهندستها، أما السوق القديم بأزقتة الضيقة ومحاله المتلاصقة، فيجسد الطبيعة كصورة حقيقة عن النشاط التجاري قديماً، ويعرض للسياح الزائرين البضائع والمقتنيات التراثية. ووسط العمارة التقليدية يعتبر بيت المرحوم خالد بن إبراهيم آل يوسف، من البيوت التراثية لأنه يقع ضمن منطقة المريجة التراثية في الجهة الجنوبية منها، وتحيط بالبيت أزقة صغيرة من جانبيه الشرقي والغربي والباحات في الشمال والجنوب وله ثلاثة أبواب أصلية: الباب الرئيسي وباب المجلس وباب المدخل الداخلي، كما يوجد فيه بارجيل ثنائي الفتحات، ومزغل أفقي، وهو أساساً مبني على طراز التراث البحريني منذ أكثر من مائة عام تقريباً، قامت حكومة الشارقة بترميم المنطقة التراثية، وذلك للحفاظ على الهوية التراثية لإمارة الشارقة، وقد استمر العمل في ترميم هذا البيت لمدة ثلاث سنوات، وتم افتتاحه في 9/4/2003. الجدير بالذكر، أن المرحوم خالد بن إبراهيم آل يوسف عاش طفولته في البحرين، ودرس هناك حتى المرحلة الجامعية، ثم ترك البحرين بعد وفاة والده ليستقر به المقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بإمارة الشارقة، حيث عمل بتجارة اللؤلؤ «الطواشة»، وكان يذهب إلى جزيرة دلما في أبوظبي ليأخذ منها القماش»اللؤلؤ»، ويسافر به إلى الهند لتسعيره وبيعه هناك، حتى أصبح من أعيان الشارقة. في أثناء التجول من غرفة إلى أخرى، تستطيع أن تتخيل كيف كانت الحياة وقتذاك من دون رفاهية العصر، ولكنها مفعمة بالإبداع والتخيل. فالمطبخ تقليدي وغرف المعيشة النموذجية، ورداء العرس الأنيق، والسلال المضفرة من سعف النخيل، وحاويات ماء الورد، وصندوق اللؤلؤ الخشبي المزخرف، والسيوف، والخناجر المزخرفة ومداخل البيت والغرف والأبواب نقشت عليها بعض الزخارف، أما الشبابيك والأعمدة فتدل جميعها على الروح الإبداعية والفنية لعناصر البناء في مدينة الشارقة قديماً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©