السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تسونامي» من العواصف البلازمية على سطح الشمس

«تسونامي» من العواصف البلازمية على سطح الشمس
9 أغسطس 2010 21:11
خلال السنوات القليلة الماضية، رصد فلكيون تشكيلات معقدة شديدة الغرابة لم يسبق لهم أن شاهدوا مثلها من قبل فوق سطح الشمس. وسرعان ما أعلنوا أنها تعود في سببها إلى الحركة المستمرة لجوّها العامر بالأيونات المشحونة التي تدعى البلازما. إلا أن أحد المراصد الشمسية الدائرة حول الأرض أثبت مؤخراً أن الأمر ليس كذلك، وأن العديد من الانفجارات الشمسية تحدث هناك على نحو متكرر حتى أطلق علماء وكالة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” على هذه الظواهر تعبير “تسونامي شمسي”. وبما أن كلمة “تسونامي” ارتبطت أصلاً بالموجات العاتية، فقد فسّر علماء هذه التسمية بالقول إن موجات هائلة الضخامة من “البلازما” الحارّة تندفع بشكل متقطع من القطاع السطحي للشمس وتنتشر في الفضاء. وأثبتت عمليات الرصد الأخيرة وجود هذه التدفقات التي تبدو على شكل نتوءات مادية تنطلق في الفضاء إلى مسافة آلاف الكيلومترات ثم تعود إلى سطح الشمس. وقال علماء مشككون في هذا التفسير إن هذا الذي بدا وكأنه “تسونامي شمسي”، ليس إلا ألعابا ضوئية طبيعية تخلق هذا الانطباع عندما تتلألأ داخل الغلاف الجوي للشمس. وما لبث المرصد الأرضي “ستيريو” أن أثبت عدم صحة آرائهم. وقال جو جورمان الخبير في مركز جودارد للطيران “تأكدنا الآن من أن ظاهرة (التسونامي) الشمسية هي حقيقة واقعة”. و”البلازما” هي ذرّات متقشرة خالية تماماً من الإلكترونات، وغالباً ما تتألف من عنصر الهيدروجين؛ ولهذا السبب، تكون مشحونة بكهرباء ساكنة موجبة. وهي التي تشكل ما يعرف بالرياح الشمسية التي تضرب الأرض بين الحين والآخر. ولقد سجلت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عاصفة شمسية كان لها تأثير ضعيف بالمقارنة مع تلك التي ضربت الأرض بقوة عام 1989 وعطلت شبكة توزيع الطاقة الكهربائية في كندا كلها وأدت إلى تشوش أنظمة توجيه الطائرات والهواتف المحمولة المخصصة للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية. وتنطلق العواصف الشمسية من القطاع الذي يلف الشمس ويعرف باسم “الهالة” أو “الإكليل” corona. ومن المعلوم أن هالة الشمس تقذف بالمادة إلى الفضاء على شكل عقود مقوّسة تنتشر لأبعد كواكب النظام الشمسي حتى قيل إن الكواكب ليست أكثر من مجرد أجسام مغمورة في خضمّ البلازما الشمسية. وفي الأحوال العادية، لا يكون للنشاطات الشمسية تأثير كبير على المجال المغناطيسي الأرض، ولكن العواصف الشمسية تترك أبلغ الأثر عليه وتتسبب في إصابته بالتشوه الذي يؤدي إلى نشوء “العواصف المغناطيسية”. ولقد تكررت هذه الظاهرة مرات كثيرة خلال التاريخ الحديث كانت آخرها العاصفة الشمسية التي حدثت عام 2000 وعطلت شبكات توليد ونقل الطاقة الكهربائية في كندا وشمال أميركا وأثرت على أداء الأقمار الاصطناعية المتخصصة بالاتصالات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©