الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أعظم سيارات فانتوم» تجتمع في لندن

«أعظم سيارات فانتوم» تجتمع في لندن
24 أغسطس 2017 22:24
يحيى أبوسالم (دبي) منذ انطلاقها عام 1925، شهدت سيارات فانتوم من رولز-رويس على أهمّ اللحظات التاريخية، من توقيع المعاهدات إلى المناسبات الدولية والأحداث التي أسهمت في تحديد شكل العالم الذي نعيش فيه اليوم. ويشكل معرض «أعظم ثماني سيارات فانتوم» من رولز-رويس المرّة الأولى، التي تجتمع فيها هذه المجموعة الاستثنائية من السيارات الفارهة، التي تشكّل كنزاً حقيقياً في عالم السيارات تحت سقف واحد. وكلّ سيارة من طراز فانتوم هي سيارة استثنائية، غير أنّ هذه المجموعة بالتحديد ستضمّ بعضاً من السيارات الاستثنائية نظراً إلى تاريخها اللافت، والتي كانت ملكاً في فترة ما لشخصيات مشهورة كما كانت شاهدة على أهمّ اللحظات التاريخية التي أسهمت في صنع التاريخ العالمي. وشهد المعرض، الذي أقيم في نهاية يوليو الماضي، والمستمر حتى ثمانية أسابيع، في منطقة مايفير في لندن، عرض أشهر ثمان من سيارات الشركة الإنجليزية الفارهة، والتي انطلقت منذ عام 1925 ولغاية 2016. الجيل الأوّل تسرد أولى تلك الحكايات قصّة فانتوم الجيل الأوّل بنسخة فريد آستير والتي تمّ إقراضها للمعرض من قبل مالكها، وهو متحف بيترسن في لوس أنجلوس. حيث بدأت رولز-رويس إنتاج طراز فانتوم الجيل الأوّل عام 1925. وقد تمّ تطوير السيارة بسرية تامة، حتّى أنّه أُطلق على المشروع اسمٌ رمزيٌ هو Eastern Armoured Car أي السيارة الشرقية المدرّعة. وقد شكّل ذلك تلميحاً إلى أنّ رولز-رويس كانت عازمة على إنتاج السيارات العسكرية التي تمّ استخدامها في الحرب العالمية الأولى، ومن أشهرها تلك التي استخدمها لورنس العرب. وقد تمّ ترك صفائح مدرعة ملقية حول المصنع بهدف إرباك الشركات المنافسة التي كانت حريصة على اكتشاف السرّ في صنع «أفضل سيارات في العالم». وحققت فانتوم الجيل الأوّل نجاحاً فورياً، وقد منح المحرّك الجديد سعة 7,668 ليتر ذات الأسطوانات الستة المستقيمة السيارة ربيعاً جديداً في مسيرتها. وحين فتحت شركة جنرال موتورز منطقة اختبار في ميشيغان، لم تتمكّن أيّ سيارة من إنهاء لفّتين من الحلبة التي يبلغ طولها أربعة أميال بدوس كامل للوقود من دون إلحاق الضرر بذراع التوصيل في المحرّكات، أي الذراع الذي يربط المكبس بناقل الحركة. في حين تمكّنت فانتوم الجيل الأوّل من تحقيق ذلك مع أداء واثق، وبسرعة ثابتة بلغت 80 ميلاً بالساعة.   «الثاني» و«الثالث» سرعان ما أدّت رغبة السير هنري رويس، وبحسب كلماته الخاصّة، «خذ أفضل ما تجد واجعله أفضل»، إلى ولادة فانتوم الجيل الثاني عام 1929، والتي جاءت هذه المرّة مع هيكل معدني جديد بالكامل، وقدرة محسّنة على التحكّم، بالإضافة إلى محرّك ذات تصميم جديد. وجاءت الفانتوم التالية، وهي الثالثة في هذه السلسلة، وكانت المشروع الأخير الذي أشرف عليه السير هنري رويس الذي توفّي عام 1933 عن عمر بلغ 70 سنة، أيّ بعد 12 شهراً من العمل على تطوير سيارة فانتوم التالية. وتمّ الكشف عن المنتج النهائي، بمحرّكه المؤلّف من 12 أسطوانة والذي لا منازع له بعد سنتين، وقد تواصل إنتاج تلك السيارة حتى بداية الحرب العالمية الثانية عام 1936. وتمّ إنتاج الهيكل المعدني النهائي عام 1941 غير أنّ الحرب أخّرت إنتاج هيكل العربة الخارجي حتى عام 1947. ولم يصدر أيّ إعلان عن إنتاج بديل للسيارة وبدا الأمر كما ولو كانت فانتوم ضحية أخرى للحرب. «الرابع» و«الخامس» عام 1950، ظهرت فانتوم الجيل الرابع. وكان من المقرّر أن يتمّ إنتاج تلك السيارة بنسخة واحدة فقط للأمير فيليب والأميرة إليزابيث. ولكن ما إن شاهد العالم تلك السيارة حتّى تمّت التوصية، وبطلبات حصرية، على 17 سيارة من الطراز نفسه لعائلات ملكية أخرى وعدد من قادة الدول حول العالم. وتمّ تجهيز السيارة بمحرّك يضمّ ثماني أسطوانات مستقيمة، وكان أداؤها ممتازاً بسرعات منخفضة، وهذا ما كان مطلوباً في المشاركة في الاستعراضات الاحتفالية. وتمّ إنتاج فانتوم الجيل الخامس بين عامي 1959 و1968، وصُنعت 516 نسخة من هذا الطراز الذي حقق نجاحاً ضخماً، لعملاء منهم الملكة الأم، وحكام هونغ كونغ، والملك أولاف، ملك النرويج، وجون لينون. «السادس» و»السابع» فانتوم الجيل السادس، والتي استمرّ إنتاجها لفترة طويلة (1968 &ndash 1990)، واصلت ارتباطها بالعائلة الملكية ولاسيما مع نسخة اليوبيل الفضي التي تتميّز بسقفها المرتفع والتي تمّ تقديمها للملكة إليزابيث الثانية عام 1977 من قِبل قطاع صناعة السيارات البريطانية احتفالاً بـ25 عاماً على اعتلائها العرش، والتي تألّقت لاحقاً في زفاف دوق ودوقة كامبردج. وعام 2003، استقبل العالم بترقّب فانتوم الجيل السابع، والتي جاءت متألّقة لتعلن بداية النهضة لرولز-رويس في دارها الجديد في جودوود، غرب ساسكس. وكانت سيارة عصرية جداً مع الحفاظ على اللمسات الجمالية الأساسية التي تميّز طرازات فانتوم. وتمّ بناء تلك السيارة في دار رولز-رويس، في مركز التميّز القمّة في الحداثة، وتمّ تجهيزها بمحرّك سعة 6,75 ليتر يضمّ 12 أسطوانة وينتج قوّة تبلغ 453 حصاناً، أي ما يمكّنها من التسارع من صفر إلى 62 ميلاً بالساعة في غضون 5,9 ثانية، كما وفّرت جميع وسائل الراحة التي قد يطمح إليها أيّ عميل عصري. ومع العناية الدقيقة بأصغر التفاصيل، والتي تنعكس على سبيل المثال في مظلات السيارة المكسوّة بمادة التفلون، ومراكز العجلات ذاتية التقويم، لم يعد من مجال للشكّ بأنّ العلامة في أيادٍ أمينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©