واشنطن، سيدني - وكالات الأنباء: كشف عسكري أميركي في شهادة عن التجاوزات في سجن أبو غريب غربي بغداد بمجلس النواب الاميركي عن الجنود الاميركيين عذبوا أطفالا عراقيين للضغط على آبائهم المعتقلين، فيما بث التلفزيون الأسترالي العام 'أس بي أس' صورا جديدة لسجناء عراقيين يتعرضون للتعذيب على أيدي حراسهم التقطت مع المجموعة الأولى من الصور التي أثارت موجة عارمة من الغضب في مختلف أنحاء العالم عام 2004 ·واستشهد الرقيب صموئيل بروفانس، الذي جرد من رتبته بعد ادلائه بشهادته أمس الأول، بواقعة ضابط عراقي يدعى حميد جبار وابنه الذي اعتقل معه· وقال نقلا عن أحد زملائه إن العسكريين الاميركيين فضلوا إساءة معاملة ابنه لإجباره على الإدلاء بمعلومات· وأوضح أن الفتى وضع في سجن مخصص للمجرمين، في حين من المعروف أن الاغتصاب ينتشر بين هؤلاء المعتقلين كما تعرض لصب المياه المثلجة عليه تحت نظر والده· وتابع أن الضابط انهار بسبب تعذيب ابنه الى درجة انه لم يعد قادرا على الإدلاء بأي شهادة، مشددا على أن إساءة معاملة الأطفال 'كانت شائعة للضغط على آبائهم'· وأظهرت إحدى الصور على شاشة 'أس بي أس' سجينا مذبوحا من حلقه وبدت في صورة ثانية جروح غائرة في رأس سجين آخر ملقى على نقالة والدماء تغطيه بينما تكشف ثالثة سجينا وقد احترقت ذراعه بشكل بشع وهو مغطى بما يبدو أنها مخلفات بشرية· ويظهر في صور أخرى نشرت قبل بثها كاملة رجل عار معلق من قدميه في سرير مرتفع وآخر مقنع وموثوق ويهدده كلب على ما يبدو· ولم يظهر أي جنود أميركيين في الصور وهي محل نزاع قضائي لمنع نشرها في الولايات المتحدة·
وقالت المحطة التليفزيونية الاسترالية في بيان أصدرته أمس 'عندما تسربت الصور الاصلية لما يجري في أبو غريب إلى وسائل الاعلام تسنى لاعضاء في الكونجرس الاميركي الاطلاع وحدهم على الصور الجديدة'· وأضافت ' لقد أصيب هؤلاء الاعضاء بالصدمة إزاء ما كشفت عنه الصور الاضافية عندما أطلعوا على صورة شاملة للرعب الناجم عن هول الممارسات والانتهاكات في أبو غريب'· وأوضحت أن تلك الصور 'تكشف عن المزيد من عمليات التعذيب واسعة النطاق تشمل حوادث قتل وتعذيب وإذلال جنسي وأن حجم التجاوزات أسوأ بكثير مما يعتقد'· وأوضحت أنها الوحيدة في العالم التي تمتلكها و لم تنشر من قبل وبالتالي يشكل نشرها 'سبقا صحافيا عالميا'· وذكرت أنها ستعرض أكثر من 40 صورة أخرى وأنها 'واثقة من مصداقية مصدر الصور وأشرطة الفيديو الجديدة'·
وقال مايك كاري منتج ومنفذ برنامج 'ديتلاين' في المحطة الذي عرض الصور إنه حصل على ملف يضم مئات منها· وأضاف 'من الاهمية بمكان نشرها حتى يدرك الناس فظاعة ما كان يحدث داخل أبو غريب 'لأن الشعب يهتم بنشر القصة الكاملة للتجاوزات هناك'·
وقال كاري في البرنامج إن عددا من السجناء قتلوا عندما نفد الرصاص المطاطي الذي لدى الجنود الأميركيين فحاولوا قمع تمرد في السجن باستخدام الذخيرة الحية وهناك صور تظهر سجناء في أوضاع جنسية مهينة قدرت المحطة انها غير مناسبة للعرض، فيما تظهر الصور الثابتة وتسجيلات الفيديو سجناء تستخدم في تعذيبهم أنواعا مختلفة من الآلات وأحيانا يقف جندي مبتسم بجوارهم· وأكد أن 'اتحاد الحريات المدنية' الأميركي حصل على حق الاطلاع على الصور بمقتضى بنود حرية تبادل المعلومات في الولايات المتحدة لكن الحكومة الأميركية تستأنف القرار· وقال عضو الاتحاد المحامي امريت سبنج للبرنامج إن الصور تعد دليلا على ان جنودا اميركيين ارتكبوا 'انتهاكات بشكل متكرر وعلى نطاق واسع ضد السجناء'·
عدد اليوم
