السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«ديناميكية» ثلاثي هجوم الوحدة تنتصر في مواجهة «الامبراطور»

2 يناير 2012
المحلل الفني: الدكتور طه إسماعيل يقرأ أوراق الجولة إعداد: صبري علي بعد أن تغلق ملاعب “دورينا” أبوابها عقب كل جولة من جولات دوري المحترفين، يفتح “ستاد الاتحاد” أبوابه ليقدم إلى القارئ العاشق لكرة القدم رؤية تحليلية عميقة للمباريات بوجهة نظر فنية بحتة من خلال الخبير الكروي والمحلل الفني والمحاضر الدولي الشهير الدكتور طه إسماعيل، الذي يطل عبر صفحاتنا مرة أسبوعياً ليقلب معنا أوراق الجولة بنظرة هادئة محايدة مجردة من أي انتماء أو هدف سوى تقديم خدمة مميزة لكل الجماهير مهما اختلفت الألوان والانتماءات. «العنابي» يواصل التفوق من خلال «إرادة الفوز» حققت إرادة الفوز لدى لاعبي الوحدة هدف “العنابي” بتحقيق الفوز على الوصل، وهو ما يعد استكمالاً للحالة التي كان عليها الفريق في مباراته السابقة أمام بني ياس، التي حقق خلالها “أصحاب السعادة” التعادل 2 - 2، بعد التأخر حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء، وقد لعب الوحدة بطريقة مرنة، وهي أقرب إلى 4-3-3 من خلال وجود 3 لاعبين ارتكاز، هم محمود خميس ويعقوب الحوسني وخالد جلال، وأمامهم مثلث هجومي يضم هوجو كطرف أيمن، ومعه إسماعيل مطر وبيانو. وأفادت عودة حيدر آلو علي فريق الوحدة كثيراً، بسبب خبرته الدفاعية الكبيرة، وأيضاً لأن ذلك أتاح الفرصة لتألق محمود خميس في الجبهة اليسرى هجومياً، وقيادة الهجمات من هذا الجانب، وفي الوقت نفسه، كان محمود خميس مع حيدر آلو علي حائطاً دفاعياً قوياً أمام انطلاقات فهد مسعود لاعب الوصل وقائد هجماته من جهة اليمين لمنعه من عمل الكرات العرضية الخطيرة التي يتميز بها. ولعب خالد جلال أمام عيسى عبد الله في الجهة اليمنى الدفاعية لإيقاف الجبهة اليسرى للوصل، وهو ما تسبب في عمل العرضيات السهلة التي تمكن الدفاع والحارس عادل الحوسني من التصدي لها باستثناء عرضية دوندا التي سجل منها أوليفيرا هدف الوصل الوحيد، وتغيرت طريقة لعب الوحدة في بعض الأوقات لتصبح 4-3-1-2، بتأخر إسماعيل مطر خلف هوجو وبيانو، من أجل القيام بالربط بين الخطوط، وهو ما أحدث الفارق في فترات كثيرة من المباراة، بسبب تفوق مهارة مطر وهوجو وبيانو على لاعبي الوصل في الثلث الهجومي. كما تفوق محمود خميس بالعرضيات “المقوسة” الخطيرة، التي سجل منها هوجو الهدف الثاني، واستخدم “العنابي” طريقة توسيع جبهة الهجوم عرضياً بعد مشاركة عامر عمر بدلاً من عيسى عبد الله في الجهة اليمنى لعمل العرضيات من الاتجاه المقابل، وهو ما تسبب في تكثيف الهجمات، خاصة بعد هدف تعادل الوصل، واستمر ذلك حتى تحقق الهدف بخطف الفوز. ولعب الوصل بطريقة 4-3-1-2 بوجود ثلاثي الوسط فهد مسعود وعيسى علي ودرويش أحمد ثم دوندا خلف الثنائي بورتا وأوليفيرا، لكن من الضغط الدفاعي الكبير للاعبي الوحدة اضطر دوندا إلى العودة للخلف كثيراً لاستلام الكرة، وأحدث ذلك فجوة بين ثلاثي الوسط ورأسي الحربة، استغلها الوحدة في السيطرة على اللعب، وبناء الهجمات، كما تحرك دوندا في اليمين واليسار كثيراً ونجح في تمرير بعض الكرات الخطيرة، لكن الرقابة التي فرضت على بورتا وأوليفيرا، لم تسمح لهما بالاستلام والتصرف في الكرة بحرية، بالإضافة إلى قلة حركتهما. وفي الشوط الثاني حاول مارادونا مدرب الوصل تغيير طريقة اللعب، من أجل إنهاء تفوق هيكسبيرجر فلعب بطريقة 4-1-3-2 بوجود درويش أحمد أمام رباعي الدفاع، ثم الثلاثي فهد مسعود وعيسى علي ودوندا خلف رأسي الحربة، ومن خلال هذه الطريقة تحسن أداء الوصل، وظهرت خطورته الهجومية، خاصة بعد التبديلات بإشراك محمد جمال بدلاً من فهد مسعود وخليفة بن لاحج بدلاً من عيسى علي وبعدها أدرك “الإمبراطور” التعادل. وبعد التعادل ظهر عمل المدربين بصورة أكبر، حيث يختلف الأمر من مدرب إلى آخر، فكان أمام مارادونا خياران، إما الهجوم في محاولة لخطف الفوز، أو اللعب على المضمون والإبقاء على التعادل، ولكن الأمر كان واضحاً عند هيكسبيرجر، الذي راهن على حماس وحيوية لاعبيه الشباب والاندفاع البدني، من أجل تحقيق الفوز، فكان له ما أراد قبل نهاية المباراة، في حين كانت مغامرة مارادونا الهجومية غير دقيقة في ظل عدم قدرة لاعبيه على مجاراة سرعة أداء منافسهم. وظل الوصل يعاني من “الانزراعية” التي لعب بها بورتا وأوليفيرا داخل المنطقة، وعدم التحرك لاستلام الكرة وتنويع طريقة الهجمة، على عكس الثلاثي المتحرك هوجو ومطر وبيانو، الذين يملكون المهارة في الاستلام تحت ضغط والهروب من الرقابة، وترك مساحات جيدة للقادمين من الخلف، ويكفي للتدليل على ذلك أن أوليفيرا رغم تميزه لم يسجل في المباريات الماضية، بعد أن حفظ مدافعو الفرق المنافس طريقة لعبه جيدا مع سهولة مراقبته. «الأسود» يتقدم ثم يخسر في النهاية النزعة الهجومية لـ«السماوي» تفسد مخطط تماسك دبي دبي (الاتحاد)– من جولة إلى أخرى يؤكد فريق بني ياس تفوقه الهجومي يطبقه الأرجنتيني كالديرون مدرب بحثاً عن الفوز في كل مباراة يخوضها، وكانت هذه الطريقة سبباً في تقدمه بهدفين على الوحدة في الجولة الثامنة، قبل أن يدرك “العنابي” التعادل، وقبلها كانت أمام العين في المباراة التي انتهت بالتعادل في الجولة السادسة، رغم أنه دفع ثمن ذلك في مواجهة النصر بالجولة السابعة، إلا أنه نجح في تعويض ذلك في لقاء الفريقين في الكأس. وفي مواجهة دبي نجح كالديرون في تحقيق أول فوز له مع “السماوي” في الدوري، ليؤكد قدرته على أن يسير في الطريق الصحيح خطوة بخطوة، ورغم الفوز لم يقدم بني ياس العرض الممتع، وكسب نقاط المباراة الثلاث، في حين كان المنافس صاحب الأرض فريق دبي في حالة من “الضياع” الخططي، تسببت في خسارته رغم تقدمه بهدف، ورغم محاولات الفريق لتحقيق التماسك الدفاعي، الذي لم يكن في حالة تسمح له بالوقوف في وجه هجمات بني ياس. ومن خلال نتائج الفريق في المباريات الماضية، وتقدمه دائماً على منافسيه مثلما حدث أمام عجمان والشباب والشارقة والأهلي ثم فشله في الحفاظ على التقدم، يمكن القول إن مشكلة الفريق الأساسية في خط دفاعه وحارس مرماه، وذلك يظهر من خلال الأهداف التي دخلت مرماه ووصلت إلى 16 هدفاً، كرابع أضعف خط دفاع بعد الإمارات والشارقة والأهلي، وهي المشكلة الحقيقية التي تواجه أيمن الرمادي مدرب الفريق القديم الجديد. رغبة بني ياس في تحقيق الفوز تجعله دائماً مندفعاً باتجاه مرمى الفريق المنافس من خلال حماس وقوة لاعبيه، خاصة حبوش صالح وعدنان حسين وفوزي بشير وسانجاهور، وترابط لاعبي الدفاع والوسط بشكل جيد، وتغير طريقة اللعب أكثر من مرة من 4-4-2 إلى 4-2-3-1، وفق قدرات وطريقة لعب الفريق المنافس، في حين لم تكن طريقة لعب “الأسود” مرتبة بالطريقة التي تمكنه من الوقوف في وجه النزعة الهجومية للضيوف. ورغم الدفعة المعنوية التي حصل عليها دبي، بالحصول على نقطتين إضافيتين، من خلال قرار احتساب نتيجة مباراته أمام الشارقة فوزاً بدلاً من التعادل، إلا أن لاعبيه لم يترجموا هذه الدفعة من خلال الأداء في الملعب، الذي جاء متواضعاً. «السرعة» خدمت الأهلي أمام الشارقة دبي (الاتحاد)– لعب الأهلي بـ “سلاح” السرعة في مواجهة الشارقة من خلال طريقة 4-3-3 بوجود ثلاثي الوسط طارق أحمد وعامر مبارك وماجد حسن على الطرف الأيسر، مع ترك الحرية كاملة للثلاثي إسماعيل الحمادي وأحمد خليل وجرافيتي للتحرك للأمام، وكانت سرعة الحمادي وأحمد خليل علامة فارقة في تفوق “الفرسان” قبل أن يدرك “الملك” التعادل. ويظل إسماعيل الحمادي أحد مفاتيح اللعب المؤثرة في الأهلي من خلال السرعة في الانطلاق بالكرة والمراوغة والتمريرات الخطيرة، في حين اهتم الإسباني كيكي مدرب الأهلي بالدفاع، وتغيير طريقة اللعب إلى 4-5-1 من أجل مشاكل الفريق الدفاعية التي ظهرت في المباريات الماضية، حيث لعب “الأحمر” كوحدة واحدة مع تضييق المساحات. ورغم النجاح في بداية اللقاء إلا أن هناك مشاكل “تكتيكية” تحتاج إلى إصلاح مثل التمركز الدفاعي، خاصة في التعامل مع الكرات الثابتة، وقد لاحظ كيكي استحواذ الشارقة على الكرة في الشوط الثاني فأشرك أحمد خميس بدلاً من ماجد حسن وخيمنيز بدلاً من أحمد خليل، وذلك من أجل استغلال قدرة خيمنيز على الاحتفاظ بالكرة، ثم تطوير الهجمة إلى الأمام، وقد كانت مشاركة أحمد معضد في جهة اليسار بدلاً من وسط الملعب، من أجل القيام بدور هجومي، ليظهر تطور الفريق من مباراة لأخرى، بعد تحسن حالة التفاهم بين اللاعبين والمدرب. ولعب الشارقة مع مدربه البرازيلي فييرا بطريقة 4-4-2 ، مع عمل بعض التغييرات في التشكيلة، بوجود علي السعدي في مركز الظهير الأيمن، وأمامه الغاشمي عبيد، ووجود عبد العزيز صنقور، وأمامه سليمان المغني في الجهة اليسرى، وتحرك إدينهو في كل مكان في الوسط والهجوم للهروب من الرقابة المفروضة عليه، أما مارسلينهو فكان محور الهجوم. ونجح الشارقة خلال الشوط الثاني في السيطرة على وسط الملعب بواسطة عصام درويش وإيمان مبعلي وإدينهو الذي لعب خلف محمد سرور ومارسلينهو، في ظل تمركز غير جيد من دفاع الأهلي، رغم أن دفاع الأهلي لعب بشكل أفضل كثيراً من مبارياته السابقة، في حين عانى الشارقة من بطء متوسط الدفاع إيجور وياسر عبد الله، وعدم وجود عمق دفاعي وعدم تفاهم، فكان من الطبيعي أن ينتج عن ذلك التعادل وسط كل هذه الأخطاء. تراجع معدل التهديف وتغييرات في جدول الترتيب دبي (الاتحاد)– تراجع معدل التهديف في الجولة التاسعة من 22 هدفاً في الجولة الماضية إلى 19 هدفاً فقط في هذه الجولة، وذلك رغم رباعية العين في الإمارات، ووجود 4 أهدف في اثنين من المباريات بتعادل النصر والجزيرة 2 - 2 وتعادل الأهلي والشارقة بالنتيجة نفسها، ورغم عدم خروج أي مباراة من المباريات الست بنتيجة سلبية. وحافظ فريق الإمارات على لقب أضعف هجوم وأضعف دفاع منفرداً، بعد أن اهتزت شباكه 4 مرات أمام العين المتصدر، واحتفظت خمسة فرق بمراكزها في جدول الترتيب في المقدمة والوسط والمؤخرة، حيث بقي العين على القمة، في أعقاب فوزه برباعية نظيفة الإمارات، وبفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه الشباب، بينما تمسك الوصل والأهلي بموقعيهما في وسط القائمة، حيث بقي “الإمبراطور” في المركز السادس، تلاه “الفرسان” في المركز السابع، كما كان حال الفريقين بنهاية الجولة الثامنة. ولم تخدم الجولة موقف فريقي الإمارات ودبي بعد أن ظلا في المؤخرة، بعد أن خسر دبي أمام بني ياس بهدفين مقابل هدف، وخسر الإمارات بالأربعة ليبقى الفريقان في وضعهما نفسه، بينما تراجع النصر من المركز الرابع إلى الخامس، بعد التعادل مع الجزيرة، وتراجع عجمان والشارقة إلى المركزين التاسع والعاشر، يسبقهما بني ياس في المركز الثامن بعد فوزه على “الأسود”. وسوف تكون نتائج مباريات الجولة التاسعة سبباً في زيادة درجة الإثارة في الجولة المقبلة التي تشهد مباريات قوية أبرزها لقاء الشباب والعين التي ستحدد الكثير في سباق تحديد “بطل الشتاء”، وهناك أيضاً “ديربي” أبوظبي بين الجزيرة والوحدة، كأحد أقوى لقاءات الدوري دائماً. الميدالية الذهبية كوزمين استحق الروماني أولاريو كوزمين مدرب العين، أن يكون أحد نجوم الجولة التاسعة، ليس فقط بسبب الفوز الرباعي على الإمارات، والاحتفاظ بصدارة جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه، ولكن أيضاً بسبب قدرته على توظيف كل اللاعبين الذين تضمهم القائمة بكل جيد، والاستفادة بقدرات كل لاعب في الوقت المناسب، وتعويض غياب بعض الأساسيين المؤثرين، من خلال البدلاء، كما حدث في اللقاء الأخير. وأصبح فريق العين تحت قيادة المدرب الروماني لا يتأثر كثيراً بغياب أي عنصر من التشكيلة الأساسية، كما حدث مع ياسر القحطاني وأسامواه وغيرهما، وذلك بفضل وجود عدد من البدلاء والصاعدين الذين تم تجهيزهم بشكل جيد بدنياً وفنياً، من خلال التدريبات للمشاركة في أي وقت، وهو ما تحقق بالفعل في أكثر من مباراة، للتأكد مع المدرب الروماني المقولة القديمة “العين بمن حضر”. الميدالية الفضية ليو ليما أصبح البرازيلي ليو ليما لاعب وسط النصر أحد أبرز لاعبي خط الوسط المدافعين “الارتكاز” في الدوري بعد 9 جولات من عمر الدوري، وأهم اللاعبين في صفوف “العميد”، الذي يتأثر الفريق بغيابه كثيراً، خاصة أنه قوة دفاعية كبيرة، وأهم عوامل الربط بين الدفاع والهجوم، ونقطة بداية التحول السريع إلى الهجوم في طريقة الإيطالي زنجا. ويستحق ليما نجومية الجولة بعد الأداء الذي قدمه في مباراة الجزيرة الأخيرة، وهو امتداد للمستوى الجيد الذي يقدمه منذ بداية الموسم الحالي، وذلك بعد أن عانى في الموسم الماضي من انتقادات شديدة، لدرجة أن تم ترشيحه بقوة للرحيل، قبل أن ينتفض النجم البرازيلي، ويقدم مستوى رائعاً هذا الموسم أسعد جماهير الفريق، التي بدأت تتغني باسمه. الميدالية البرونزية إسماعيل مطر قدم النجم إسماعيل مطر في مباراة الوحدة أمام الوصل، مما يؤكد استعادة اللاعب لمستواه المعروف تدريجياً، ليصبح أحد أبرز لاعبي الدوري، كعادته في السنوات الماضية، وذلك بعد فترة من التراجع الفني والمعنوي، حيث نجح “سمعة” في قيادة “العنابي” لتحقيق فوز مهم على “الإمبراطور” أعاد فريقه إلى المركز الرابع، ليبدأ مرحلة الدخول في سباق المنافسة على مراكز المقدمة. ومن يعرف قيمة إسماعيل مطر كأحد أفضل من أنجبت الملاعب الإماراتية في السنوات الأخيرة، يدرك أن مستوى اللاعب في المرحلة السابقة، لا يمكن أن يكن مرضياً لمحبيه جميعاً، وذلك بعد أن قلت لمساته الفنية الإبداعية، وغابت أهدافه المؤثرة، وهو ما ينتظره منه الجميع، بعد أن بدأ طريق العودة في الجولة الماضية، لأنه إذا عاد مطر عاد “العنابي”. تغيير نظرية «الهجوم خير وسيلة للدفاع» طريقة النصر تفقد الجزيرة التركيز والتوازن لمدة ساعة دبي (الاتحاد)– في الكرة الحديثة الآن، لم يعد من الصواب أن نقول فقط إن”الهجوم خير وسيلة للدفاع”، وإنما هناك أيضاً مبدأ مهم يجب الاعتراف به، وهو “الهجوم الفعال يأتي من خلال دفاع منظم متزن”، وهذا ما يطبقه فريق النصر حالياً من خلال اللعب الدفاعي المنظم، الذي يفقد الفريق المنافس توازنه وطموحه وثباته مع مرور الوقت. ولعب النصر بهذه الطريقة أمام الجزيرة، من خلال غلق المساحات أمام منطقة الجزاء وداخلها، وبعد الاستحواذ يكون الانطلاق بسرعة وقوة اندفاعية كبيرة باتجاه مرمى المنافس، لأن الدفاع يستخلص الكرة، ويطورها دون “تطفيش”، وهو ما يسمح بتقدم اللاعبين من الوسط والأطراف ليكون الهجوم بعدد كبير من اللاعبين. وفي دفاع النصر استطاع محمود حسن وطلال حمد ومسعود حسن من اليمين، ومحمد علي من اليسار، مع عودة حميد عباس في كسب الكرات العالية، مع مهاجمي الجزيرة، وذلك في وجود ليو ليما وحبيب الفردان أمام المدافعين، ثم ترك الحرية للأسترالي بريشيانو للعب بحرية في اليمن واليسار والعمق، خلف الثنائي الهجومي كاريكا وديانيه مستغلاً مهاراته العالية، وقدرته على التسديد، والتمرير المتقن للأمام، الذي يملك القدرة على المراوغة والمناورة بالكرة ودونها، وتهديد مرمى المنافس. ولعب النصر أمام الجزيرة كرة قدم إيجابية، من خلال ثبات التشكيل الذي يعتمد عليه زنجا بدفاع رائع، يطبق كل واجباته في الضغط والرقابة وغلق المساحات، وسرعة الانتقال إلى ملعب المنافس، ولعب “العميد” بهذا الشكل الجيد لمدة ساعة من خلال أسلوبه وسجل هدفين خلال هذه المدة وأضاع عدة أهداف أخرى، في الوقت الذي افتقد الجزيرة خلاله التجانس والتماسك وحلول التهديف، ولكن الموقف تغير بعد ذلك، في ظل تراجع النصر إلى الخلف بصورة مبالغ فيها، وهو ما أعطى للجزيرة الفرصة كاملة للهجوم بكل لاعبيه، بعد أن كان حامل اللقب يفتقد ذلك لفترة طويلة. فقد النصر انضباطه وتوازنه خلال آخر 20 دقيقة، فسجل الجزيرة هدفين، ولكن بعد أن صحح الأخطاء التي ظهرت في طريقة اللعب والمكررة من مواجهتي الشباب والعين، فالتحضير بطيء جداً، كما لو أن التمرير والتحضير هو “غاية وليس وسيلة”، وقد أعطى هذا التحضير البطيء الفرصة للاعبي النصر مواجهة المحاولات الهجومية بكثافة مع ارتداد كل اللاعبين، وهذه الأخطاء تحدث من الجزيرة أمام كل الفرق التي تلعب بتوازن دفاعي هجومي، فلو استطاع النصر الاحتفاظ بهذا التوازن في الأداء لخرج فائزاً بسهولة. وظهر في أداء الجزيرة التأثر بسوء حالة عدد من اللاعبين مثل أوليفييرا البعيد عن مستواه، الذي يتفادى الاشتراك في الكرات، ومعه دلجادو غير المؤثر في طبيعة الأداء، بالإضافة إلى باري، الذي يفتقد الرشاقة والسرعة في الأداء وحاسة التهديف، وهناك ضعف واضح في خط الوسط، سمح للنصر بالاستحواذ والسيطرة، حتى عاد لاعبو “العميد” طواعية، كما أن خط دفاع حامل اللقب لم يكن في حالة جيدة تسمح له بأداء الواجبات المطلوبة، ولذلك تكرر استقبال الأهداف بالثلاثة أمام الشباب والعين وهدفين أمام النصر، وكذلك إصابة مرماه بثلاثة أهداف أيضاً أمام عجمان رغم فوزه وهدفين كذلك أمام الشارقة. ويظل الحديث عن طريقة اللعب بلا معنى، إذا كان الفريق لا يستطيع أن يؤدي واجباته الدفاعية، أو ينوع في طريقة بناء الهجمات مع الارتداد السريع من حالة إلى أخرى، فلا يمكن لفريق لا يجيد الدفاع أن يتقدم دائماً إلى الهجوم، وقد أحدثت تغييرات فرانكي مدرب الجزيرة بمشاركة علي مبخوت بدلاً من عبد الله قاسم، وأحمد جمعة بدلاً من باري، وخالد سبيل بدلاً من سالم مسعود انتعاشة هجومية كانت كافية لتحقيق التعادل بمساعدة النصر. ويمكن الإشادة بالإيطالي والتر زنجا مدرب النصر بسبب اللعب بالطريقة التي تناسب فريقه، بغض النظر عن جمال الأداء، لأن النتائج هي التي تبقى. «الصقور» فريق بلا ملامح «الزعيم» يحقق هدفه دون أدنى صعوبة خططية دبي (الاتحاد)– حقق العين ما يريده من مباراته أمام الإمارات من خلال الأسلوب المعتاد نفسه وطريقة اللعب 4-2-3-1، التي يطبقها دائماً رغم اختلاف بعض الأسماء، وهذا لم يكن مؤثراً أمام منافس يلعب بعشوائية كبيرة تسهل من مهمة أي فريق يلعب أمامه، فماذا لو كان العين هو المنافس، وهو يلعب للفوز دائماً من أجل البقاء في الصدارة في طريق الفوز باللقب. سيطر هلال سعيد ورادوي على وسط الملعب بكفاءة مع انطلاقات عبد العزيز فايز ومحمد عبد الرحمن ومحمد سالم وأسامواه قبل خروجه ومشاركة محمد ناصر، والحقيقة أن المباراة لم يكن فيها الكثير من الأمور الخططية التي تستحق التوقف أمامها، فقد أدى الإمارات دون أي تنظيم يذكر في الدفاع والوسط والهجوم، بينما العين يلعب بمجموعة من الشباب يريدون إثبات قدراتهم في غياب مجموعة من النجوم مثل ياسر القحطاني وعلي الوهيبي وسكوكو وإسماعيل أحمد والحارس وليد سالم. ولم يجد “الزعيم” أي صعوبة في تحقيق الفوز على الإمارات من خلال الضغط المستمر من لاعبي الوسط، دون أي نوع من التهاون أو الاستعراض، وذلك بفضل حماس الشباب خالد عبد الرحمن ومهند سالم ومحمد عبد الرحمن ومحمد سالم ومحمد ناصر، والمهم أن هذه المجموعة أدت المباراة بالطريقة نفسها التي لعب بها الأساسيون في المباريات الماضية، تحت قيادة هلال سعيد ورادوي من خلال جدية و”ديناميكية”، وهو من أهم مكاسب العين، بعد توسيع قاعدة الاختيار أمام المدرب الروماني كوزمين في المرحلة المقبلة. أما فريق الإمارات فهو يعاني كثيراً، ولا يمكن أن يكون تغيير المدرب وحده كافياً، من أجل تصحيح مسيرة الفريق، وهناك أخطاء كثيرة في طريقة اللعب والتحرك الفردي والجماعي، رغم وجود بعض اللاعبين المؤثرين مثل محسن متولي وأوراك، لكن ذلك يبقى غير كاف دون مساعدة ومعاونة من بقية الخطوط، ويظل الفريق في حاجة كبيرة لتعديلات فنية كبيرة، ودعم كبير بلاعبين مواطنين وأجانب. دوافع الشباب تهزم طموح عجمان المحدود دبي (الاتحاد)- كثيراً ما تحسم القدرات الفردية لبعض اللاعبين نتيجة المباراة في ظل حالة التكافؤ التي تسيطر مجريات اللعب، وهذا هو ما حدث في لقاء عجمان والشباب، التي تقاسم الفريقان السيطرة عليها، واستمر ذلك إلى أن سجل البرازيلي سياو هدف اللقاء الوحيد، بضربة رأس قبل 5 دقائق فقط من نهاية اللقاء، ليفوز “الجوارح” بأهم ثلاث نقاط في مباراة تفوق فيها دافع الشباب على الطموح المحدود لعجمان. كانت المحاولات الهجومية على مرمى الفريقين في حالة ضعف شديد، ولم تشكل الخطورة المطلوبة على المرميين بسبب الاهتمام الأكبر بالدفاع على حساب الهجوم من الفريقين، رغم امتلاك كل فريق لأدوات هجومية جيدة مثل كاريكا وحسن معتوق وإبراهيما توريه في عجمان وفيلانويفا وسرور سالم وسياو في الشباب. ورغم أن الشباب يلعب كل مبارياته بطريقة واحدة من خلال تحرك لاعبيه “كتلة واحدة” في الدفاع والهجوم، إلا أن ذلك لم يتحقق، حيث كانت الخطوط غير مترابطة بالشكل المعروف، في حين كان أداء عجمان أيضاً مفتقداً للترابط الخططي الذي ظهر به في المباريات الماضية، وقد يكون ذلك سبباً في الخسارة الثانية على التوالي بعد الخسارة السابقة أمام الأهلي في الجولة الثامنة، بل أن هذه الطريقة حققت هدف الشباب في النهاية، ولو بهدف يتيم، ضمن للفريق الصعود إلى المركز الثاني خلف العين المتصدر، وبفارق 5 نقاط قبل جولتين من ختام الدور الأول. ورغم نجاح كاريكا في عجمان وفيلانويفا في الشباب في مهمة قيادة الهجمات وصناعتها من الوسط، إلا أن مهاجمي الفريقين فشلوا في استغلال الفرص، ليس بسبب قوة الدفاع فقط، ولكن بسبب قلة التركيز في إنهاء الهجمة، وأيضاً عدم وضوح طريقة اللعب أو تحركات اللاعبين، خاصة في ظل تعطل الجناحين في كل فريق، والاعتماد كثيراً على الاختراق من العمق لتصبح مهمة المدافعين وحارسي المرمى أكثر سهولة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©