الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضبعية·· جزيرة تصادق البحر

الضبعية·· جزيرة تصادق البحر
7 فبراير 2009 01:54
تتباين تضاريس الساحل الغربي للدولة ما بين جزر وأشباه الجزر، في عقد فريد تزينه العاصمة أبوظبي، من هذه التضاريس جزيرة الضبعية التي يعرفها أهل البحر من سكان أبوظبي ويقصدونها في رحلات موسمية للصيد والغوص· الضبعية جزيرة ذات تضاريس مختلفة، رمالها بيضاء سبخية وفيها صخور نحتتها الرياح وعوامل التعرية '' كمنطقة رأس كهف'' التي تمتد كلسان جلمود يواجه البحر قوياً صامداً أمام عصف الرياح منذ عقود طويلة· هذه الجزيرة ذات التربة الملحية لا تنبت فيها الكثير من الأشجار وتكتفي بعض الشجيرات المتحدية للأملاح بالصمود على أرضها، لكنها نالت من العناية الحكومية الكثير وازدانت بأشجار النخيل وغيرها من الأشجار التي تتحدى الملوحة · تعد الجزيرة برغم خلوها من السكان تقريباً مركزاً تراثياً رائداً في الدولة ويرعاها نادي تراث الإمارات بكثير من الحرص، لذا تنطلق سباقات المحامل الشراعية بمختلف فئاتها متوجهة إلى أبوظبي ويقام فيها معرض موسمي لأدوات الصيد والغوص التراثية يتزامن دوماً مع سباقات المحامل، الأمر الذي يضيف الحيوية إلى الجزيرة ويجعلها مقصداً سياحياً في أيام السباقات· بخلاف ذلك تحظى الجزيرة بمغاصات هي الأجمل في إمارة أبوظبي من حيث تنوع الحياة البحرية ووضوح الرؤية، فعمق المياه فيها يصل إلى 13 متراً في بعض المناطق، وقاعها غابة مرجانية تحيط بها الرمال ، وتتنوع الأسماك الموجودة في الضبعية لتشمل أغلب اسماك الخليج المعروفة كالهامور، الجين، الشعري، السمك الملاك، والسمك المهرج، السلاحف، السولي الجد، الحمّر، الدردمان، الجش وسمك القرش وغيرها، من المخلوقات البحرية المحلية كقنفذ البحر والرمّاي· وأظهرت الدراسات الجيولوجية التي مسحت الجزيرة مؤخراً أنها كانت سابقاً جزيرة حاجزية ضمن مصطبة اللؤلؤ الكبرى التي التحمت بالأرض أثناء عصر الهولوسين، وهو الكشف الذي أظهرته تجمعات مركزة لمكاشف كربونات تشابه ما وجد في الجزر الأخرى· كما أظهر وصف تفصيلي لمكشف تتابع رسوبي على شاطئ أبوظبي، أن كثبان الضبعية الرملية تعلوها رمال من الكوارتز الجيري رمادية اللون، ما يوضح أن الجزيرة عانت من عوامل تعرية بحرية تطورت من خلالها وبرزت لليابسة بعد حركة مد وجزر· ولا ينسى أهل أبوظبي أن الضبعية كانت إحدى محطات انتقالهم للحياة الرغدة، لأنها كانت محطة إنزال للمؤن ومركز توزيع بعد أن توصل السفن المعدات إليها قبل أن يتم نقلها بالبر إلى طريف وحقل مربان·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©