الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وليد الصيعري: أفتقد الأمان والأسرة في أستراليا

وليد الصيعري: أفتقد الأمان والأسرة في أستراليا
14 يناير 2011 21:15
قرر طريقه العلمي بنفسه، خطط وبحث حتى التحق بجامعة استرالية، وليد الصيعري الإماراتي القادم من مدينة العين، يحاول التأقلم مع الحياة في آخر قارات الأرض “ أستراليا” ويطمح إكمال دراسته في الجزء الآخر من العالم “ أميركا” . يعشق وليد علي سالم الصيعري مجال البحث والتحري، هاجس لازمه منذ الصغر، ليجسد عشقه من خلال دراسته المجال للحصول على بكالوريوس في المختبرات الجنائية من جامعة “ديكن” الواقعة في مدينة جيلونق بأستراليا. حمل هذا الإماراتي الشاب ذو الـ 22 ربيعاً والقادم من منطقة اليحر في مدينة العين، حلمه ليشق به طريقاً شارك القدر برسمه. منذ نعومة أظفاره وطوال مراحل دراسته المختلفة إلى حصوله على الثانوية العامة، ترك له الأهل له حرية اختيار التخصص الذي يريده، يقول وليد “ فكرت بالسفر للدراسة في الخارج في مجال له علاقة في البحث والتحري، فهذا ماكنت أحلم به، وشخصياً أحب هذا المجال، وبعد تشجيع من الأهل والأقارب كانت عروض المنح الدراسية كثيرة والحمدلله فقررت السفر”. أنهى وليد اول سنة دبلوم في علوم المختبرات الجنائية، ويبدأ التحضير للسنة الثانية في الجامعة. قرار واختيار لم يقع الصيعري في فخ الحيرة، فكان اختياره أن تكون دراسته في أستراليا بمجرد وضع السفر نصب عينيه، وذلك من خلال نصيحة قدمها له أحد الأصدقاء المقربين منه، يقول وليد “لي صديق يدرس تخصص الصحة والسلامة في أستراليا، وهو من اقترح علي اخيار هذا البلد تحديداً للدراسة، لم يكن الأمر سهلاً في بادئ الأمر، بحثت كثيراً في الشبكة العنكبوتية عن الأوضاع في الجامعات الأسترالية لأزيد معرفتي عن النظم وكيفية تقديم الطلبات واخترت جامعة “ديكن” في مدينة جيلونق بأستراليا بعد بحث وجهد طويلين”. لا مكان للمستحيل “من طلب العلا سهر الليالي “ يؤمن وليد بهذا المبدأ، ويؤكد بأن الصعوبات في مرحلة البحث عن المكان الأفضل قد تواجه المرء قبل السفر وبعدها، ولكن على الإنسان أن لايخضع لها وخاصة إذا كان لايوجد هناك خبرة في السفر والاغتراب بعيداً عن الأهل، يقول الصيعري الشاب “واجهتني العديد من العقبات النفسية في بداية الأمر وأهمها أنني أسافر لأول مرة في حياتي إلى دولة أجنبية بعيدة ومن دون أهلي، بالإضافة الى أني لم أكن أجيد الإنجليزية بشكل يسمح لي بالإختلاط والدراسة في مجتمع جديد لغته الأساسية هي الإنجليزية، ولكن ولله الحمد استطعت تجاوز معظمها قبل السفر، حيث انتسبت لمعهد تعليم الإنجليزية وبشكل مكثف استطعت التعلم بسرعة كبيرة لأنني اعتبرت السفر والدراسة تحديا ويجب أن أجتازه.” لايأس مع الأمل يتذكر وليد بدايات وصوله لمدينة “جيلونق” والتحاقه في جامعة “ديكن” التي يدرس فيها ويقول “كنت شديد الحزن والألم لمغادرة البلاد والأهل وتذوقنا طعم الاغتراب، وراودني التفكير كثيراً في إمكانية العودة ولكن تم نصحي وتنبيهي من قبل أحد الأصدقاء الدارسين بالخارج أن الأيام الأولى ستكون صعبة جداً، وهي الامتحان الأول والأصعب الذي يجب تجاوزه، وفي حال النجاح فيه فقد تعديت مرحلة الصدمة الأولى في الغربة”، ويعتبر الشاب وليد نفسه من المبتعثين المحظوظين لأنه كما أورد وجد من يقف إلى جانبه في المراحل الأولى من اغترابه، يضيف : الحمدلله اني كنت أعرف طلابا هنا “والله يعين اللي كانوا بروحهم”. هرب الصيني وبقي العرب يتذكر الصيعري الشاب أوائل أيامه الدراسية، والتي كانت بدايتها في تعلم اللغة الإنجليزية، حيث كان يتوقع طلاب من جميع الجنسيات، يقول وليد “ رسمت في مخيلتي أن يكون هناك جنسيات متعددة، ولكن الذي لم أتخيله أن يكون في صف اللغة الإنجليزية 20 طالباً، منهم 18 طالبا من المملكة العربية السعودية وأنا، وواحد صيني فقط”، ويضيف ضاحكاً “ولكن يبدو أن الصيني لم يحتمل وهرب حيث انقطع عن الدوام من أول أسبوع”. يبدأ وليد يومه بصلاة الفجر، ثم يتوجه لجامعته، ويحرص على استغلال جزء من وقته في ممارسة الرياضة للحفاظ على لياقته الصحية ، وعن صعوبات الدراسة إن وجدت يقول الصيعري “ في البداية بدا كل شيٍء صعباً لكن مع المذاكرة الدائمة والجدّ والاجتهاد تغلبت على هذا الأمر، وكانت اللغة عائقا كبيراً في البدايات لكني وبحمد الله اجتزت أكثر الصعوبات”. ويتابع “أكثر مايفتقده المغترب عن البلاد هو الأهل والوطن ، ومع اني أزور البلاد مرتين أو ثلاثاً في السنة لكنها زيارات لا تكفيني، كل مرة أسافر فيها إلى أستراليا أشعر بذات الشعور الذي أحسسته في سفري لأول مرة ومع أني بدأت التأقلم على الغربة لكن طعم اللقاء لذيذ والفراق مرٌ قاس”. اختلاف حضاري ومناخي وديني تأثر وليد الصيعيري باختلاف المناخ ما بين الإمارات وأستراليا، يقول ضاحكاً “مع الوقت استطعت التأقلم مع الجو ولكن بعد عدة مرات من المرض القوي، والشمس في أستراليا حرارتها عالية أكثر من الإمارات، وقد تسبب سرطان الجلد عندالتعرض لأشعتها فترةً طويلة، والبرد محمل بالرطوبة وقاس بينما شتاء الإمارات جاف، هذا التقلب المناخي لقارة تقع في النصف الجنوبي من العالم أثر طبعا على صحتي، لكني الآن اكتسبت المناعة اللازمة وتأقلمت “. كما تغلب وليد الصيعري على مشكلة الطقس وتغلب أيضا على مسألة اختلاط الثقافات في المحيط الذي يعيش فيه من حيث المحافظة على العادات والتقاليد العربية والإماراتية مع احترام عادات البلد الذي يدرس فيها ونادراً ما تعرض لمواقف تنم عن عنصرية أونفور ويرجع الصيعري ذلك إلى سمعة الإمارات وأهلها في اكرام الضيف والترحيب به ويقول “ قليلاً ما نتعرض أنا وأصحابي الإماراتيين أوالعرب لمواقف عنصرية، فالشعب الأسترالي ودود والمجتمع فيه كم كبير من المهاجرين أساساً لذا فهم متآلفون منسجمون ونادراً ما يحصل أي شيء له أصل عنصري”. يتذكر وليد موقفاً حصل معه قبل فترة قريبة ويقول “من المواقف الطريفة التي حصلت معنا، كان لنا عدد من الأصدقاء العائدين إلى الامارات ، ارتدوا “ كناديرهم” قبل الذهاب إلى المطار، فصادفنا رجلا أستراليا عجوزا، أخذ يصرخ فينا : اذهبوا إلى الجحيم ! فلم نتمالك أنفسنا من الضحك وأكملنا طريقنا على صوت صراخ العجوز”. يشير وليد إلى بعض الفروق في نمط الحياة الأسترالية التي يراها طريفة، فيقول: عانى الطلاب من اختلاف مكان جهة مقود السيارة ، وطالما سبب لهم ارتباكاً قبل الاعتياد عليها، بالإضافة إلى الأمان الذي يفتقده أحياناً لأنه وكما يؤكد وليد ليس في كل مكان وزمان تشعر بالأمان، فالأمن الإماراتي لا يمكن أن يصل إليه أي مستوى أمني في العالم. مع أن المسافة التي تفصل وليد عن الأهل في مدينة العين فذلك لم يمنعه عن التواصل الروحاني في المناسبات الدينية والأعياد مع الأصدقاء والمسلمين في المنطقة التي يعيش فيها وخاصة بوجود جالية كبيرة جداً من المسلمين العرب وغير العرب، حتى أن بعض المحاضرين من أصول عربية ومسلمة، مما سهل عليهم الكثير من غربة التواصل الروحاني والديني ، حيث يوجد أماكن مخصصة للعبادة من المساجد والمصليات في الجامعة، يقول وليد “ يوجد الكثير من العرب والمسلمين في جيلونق، وفي الجامعة أيضا الكثير من الطلاب المسلمين كما أنه هناك محاضرين في الجامعة من أصول عربية ومسلمة من مصر وسوريا والمغرب، والحمد الله نحتفل بالعيدين سوياً ونجتمع مع بعضنا نصلي صلاة العيد في جامعٍ كبير جدا في المدينة كما نقوم بزيارت الاصدقاء كما نحاول تقليد طقوس المناسبات الدينية على ارض الوطن مع وجود بعض الفوارق بالطبع”. طموح بلا حدود يتواصل وليد وزملاؤه مع بقية الطلبة الإماراتيين في الولاية نفسها “فيكتوريا” من خلال اللقاءات والاجتماعات وينظم ذلك مجلس طلبة ملبورن. يحاول وليد الابتعاد عن أي مشاكل قد تنغص عليه، ولكن في حال حدوثها يبادر الى الاجتماع مع مسؤول شؤون الطلبة الأجانب في الجامعة فإنه سيلجأ الى الملحقية الثقافية وينصح الجميع بذلك وعدم اتخاذ أية قرارات فردية بدون اللجوء الى السفارة. يطمح الصيعري لإكمال دراسته بعد التخرج والذي خطط له منذ الأن للحصول على درجة الماجستير وعن ذلك يقول “إن شاء الله سأكمل دراستي بعد الحصول على البكالوريوس للحصول على درجه الماجستير، التي قررت دراستها في أميركا، كي أزيد من خبراتي من الناحية الثقافية والأكاديمية ، وأعتقد أن التطور في هذا المجال أكبر في الولايات المتحدة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©