الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رفاقي وزوجي كانوا أقسى من خصومي

رفاقي وزوجي كانوا أقسى من خصومي
31 يناير 2008 01:17
باب سري.. تكشف سيغولين روايال في كتابها أنها سكنت طيلة فترة الحملة الانتخابية في غرفة سرية في مقر حملتها دون أن يعلم احد بذلك سوى مساعدة لها والمسؤولين عن أمنها كمرشحة لأكبر منصب سياسي في فرنسا، فبجانب مكتبها بمقر الحملة الانتخابية، ووراء ما يخيل للناظر أنه خزانة يوجد باب سري يؤدي إلى غرفة مريحة كانت تسكن بها· وختمت هذا الفصل بقولها: ''نعم لكي أفوز في الانتخابات المقبلة لا بد من مساندة حزب بأكمله وبمساندة رفيق درب عاشق ومحب''· وهي تقول إنّ كتابها يمثل سابقة، إذ انه لأول مرة يعمد مرشح للرئاسة إلى تحليل أسباب فشله مستشهدة بحالة جاك شيراك عندما خسر أمام فرانسوا ميتران، فقد بقي عاماً بأكمله لم يتجه فيه ولو بكلمة واحدة إلى الرأي العام، وأن فرانسوا ميتران نفسه قال لها إنه كان على امتداد مسيرته السياسية الطويلة يتألم شديد الألم طيلة أشهر بعد كل هزيمة انتخابية له· الطيب بشير بكل جرأة كشفت سيغولين روايال (53 عاماً)، المرشحة غير المحظوظة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة في كتاب نشرته هذه الأيام أسراراً كثيرة، وقد اختارت لكتابها عنوان ''أنتم أجمل قصة في حياتي''· على طريقة المافيا وأوردت روايال حادثة غريبة حصلت لها إثر عودتها من إجازة في شهر أغسطس ،2006 فقد لاحظت أنه تم الدخول إلى شقتها في فترة غيابها دون سرقة أي شيء منها، وإنما اكتفى ''الزائرون'' ببعثرة التحف والأثاث وبعض محتويات البيت وقلبها رأساً على عقب وتركها عمداً على تلك الحالة· استغربت الأمر ولكنها علمت من رجل أمن أنه أسلوب متبع من'' المافيا''، وهو بمثابة الإنذار ومفاده: إننا قادرون على أن نأتي في أي وقت وكيفما نريد ونفعل ما نريد وهو الأسلوب المعروف بـ ''تقنية التشويش على المنافس''· مكالمات مجهولة المصدر كما أوردت حادثة أخرى لا تقل غرابة نقلاً عن مقال صدر بصحيفة ''لوماتان'' السويسرية في يونيو 2007 بعنوان ''العلاقات الخطيرة بين سلطة المال والإعلام'' ورد فيه تصريح لصحفيّة تعمل بجريدة ''الفيغارو'' اليومية جاء فيه أن هناك في محيط نيكولا ساركوزي من يستعملون أساليب عديدة للترغيب والترهيب كأن يتلقى صحفي مكالمة هاتفية من مجهول يقع فيها ذكر اسم عشيقته وتهديده بأن المعلومة ستصل إلى زوجته إذا لم يظهر في مقالاته أكثر ليونة وموالاة''· اعترافات·· مريرة ومن أغرب ما كشفت عنه روايال في كتابها أنّ فرانسوا هولاند الأمين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي ورفيق دربها، وشريك حياتها، (وهما يعيشان معاً منذ 30 عاماً بدون زواج ولهما أربعة أبناء)، لم يكن متحمساً لترشّحها، ولم يساندها بقوة، وأوردت ما كان يردده من ''أنه يعرف خصال المرشحة للرئاسة ولكن أيضاً عيوبها''· وتروي في هذا السياق أنها أثناء زيارة لها للأرجنتين لتهنئة كريستينا كريشنر بفوزها بالرئاسة، أن مدير الحملة الانتخابية للرئيسة الجديدة قال لها: ''إنها أكثر حظاً منك فقد حظيت بمساندة كل أقطاب حزبها وبمساندة زوجها أيضاً''، كما أشارت المؤلفة، وهي تعدد أسباب قوة منافسها نيكولا ساركوزي ـ وهي كثيرة ـ ''انه كان قوياً أيضاً بزوجته التي نجح في إقناعها باستعادته لها والعودة إليه''، علماً أنّ ساركوزي كان في قطيعة مع زوجته السابقة'' سيسيليا ''قبل الحملة الانتخابية، ثم عادت إليه قبل أن يتطلقا مؤخراً· كما كشفت روايال أن أجهزة المخابرات كانت تعلم منافسها ساركوزي بكل تفاصيل مشاكلها الشخصية والسياسية· وتذكر روايال أنّ زوجها كان أثناء الفترة السابقة للانتخابات الفرنسية ينقل لها كلاماً محبطاً، إذ كان يعود من كل اجتماع له مع ليونال جوسبان (الوزير الأول الأسبق والراغب في الترشح للرئاسة باسم الحزب الاشتراكي) ليقول لها: ''إنك لن تكوني قادرة على مواجهتهم والصمود أمام شراستهم''، وهو يشير بذلك إلى بعض أقطاب الحزب الاشتراكي الذين يرون أنهم أجدر منها للترشح لمنصب رئيس الجمهورية· هي تذكر كذلك أن جو سبانه كان يتساءل دوماً كيف نسلم الزر النووي إلى إمرأه؟ · بين السياسة والحب وتلح سيغولين روايال في كتابها على التأكيد بأنها لن تبوح بأي شيء من شأنه الإساءة إلى صورة الرجل الذي انفصلت عنه· والسؤال الذي تطرحه هو: هل المشاكل الخاصة بينها وبينه قبل الانفصال كان لها دور في فشلها في الانتخابات الرئاسية؟ وتبوح سيغولين المرأة بأنها كانت تأمل بأن يكون شريكها قريباً منها أيام الحملة الانتخابية، وأن يكون سنداً لها ولكنه ''اكتفى بالنظر من بعيد''· وبكلّ ألم تضيف ''أنها في الفترات الصعبة والعصيبة لم تجد صدراً حنوناً تلتجئ إليه، وسنداً تتكئ عليه للبكاء في الفترات العصيبة أو الضحك في الأوقات السعيدة''· وتؤكد أن عينيها دمعتا لإحساسها ''بأن التضامن السياسي الذي أبداه إزاءها قرينها لم يعوض هجره لها في الحياة الخاصة''· غياب الشفافية وتعترف روايال بأنها ''أحست بالإهانة وبوجع كان مؤلماً جداً أحياناً''، ولكنها تستدرك لتعلن ''أنها استمدت من هذا الامتحان قوة وصلابة''، مضيفة: ''إني أعتبر ما حصل من الماضي، وإني أتذوق اليوم الحرية الجديدة، وعندما عبر فرانسوا هولاند مؤخراً عن رغبته في العودة لي، فإني أخبرته بأنها ليست فكرة جيدة·· إني أتمنى له السعادة، فهو على الأقل لم يعترض على ترشحي·· وكل واحد له الحق أن يغير حياته وأن يحب امرأة أخرى، ومثلما يقول الشاعر بودليير انه لكل واحد الحق في أن يتناقض ويذهب في حال سبيله· وتشير روايال بوضوح إلى غياب الحقيقة في تصرف والد أبنائها، وهي بلا شك تشير دون التصريح إلى إخفائه علاقة عاطفية له بامرأة أخرى قائلة: ''إنه أمر محبط عندما يسحب البساط من تحت رجليك والمؤلم هو غياب الحقيقة''· انقسامات وعداوات والكتاب جاء زاخراً بالكثير من المعلومات والمعطيات التي تعرّي أسرار ''المطبخ'' السياسي الفرنسي، وخفايا المناورات والدسائس والأكاذيب التي تقول إنها كانت ضحية لها من قبل بعض منافسيها سواء من داخل حزبها (الاشتراكي) أو من خارجه (أنصار منافسها ساركوزي)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©