آل صالح يدعو إلى الاستفادة من فرص التعاون الإماراتي الهندي للاستثمار في التكنولوجيا الدقيقة

دعا عبد الله آل صالح مدير عام وزارة التجارة الخارجية إلى الاستفادة من فرص التعاون بين الإمارات والهند للاستثمار في مجال التقنيات الدقيقة وتكنولوجيا المعلومات وابتكار منتجات جديدة تلبي احتياجات الأسواق المحلية في البلدين والأسواق العالمية. وأكد، خلال مشاركته إلى جانب وزراء هنود وعدد من المسؤولين والخبراء العالميين في جلسة عامة بـ" قمة الشراكة 2010" التي ينظمها سنوياً اتحاد الصناعات الهندية والتي عــقـدت أمــس الأول في مدينــة "تشيناي" الهندية، أن هناك إمكانيــة تـعــاون مشتركة لاستكشاف الفرص في مجـال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير اقتصاد الدولتين وتعزيز اعتمادهما على المعرفة. وأشار في بيان صحفي حول المشاركة في القمة إلى أهمية التركيز على استراتيجيات محددة لتشجيع الابتكار والإبداع حتى يتم تطوير منتجات جديدة تنسجم مع التطلعات المستقبلية. وحظيت فعاليات قمة الشراكة بحضور عالمي عالي المستوى من 26 دولة بمشاركة رئيس المالديف ورئيس الوزراء الماليزي وشخصيات حكومية هندية إضافة إلى وفود وزارية من دول مجلس التعاون الخليجي مثل وزير التجارة والصناعة العماني مقبول علي مقبول. وقال آل صالح خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان "الابتكار: شراكات لتطوير منتجات جديدة" إنه "يمكن للإمارات والهند استكشاف الفرص المتاحة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولتين"، مؤكداً أن الابتكار سيكون نقطة التطور الاقتصادي في أي مجتمع. وأوضح أن الإمارات تعد أسرع دول المنطقة نمواً في مراكز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تمتلك الدولة مراكز بحثية في مجال التكنولوجيا ومهارات فريدة تساعد في تعزيز الشراكات المحتملة في مجالات البحث والتطوير وابتكار المنتجات. يأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه أبوظبي أول مدينة في العالم مربوطة بالكامل بشبكة الألياف الضوئية في مجال الاتصالات، فيما تعد الهند الدولة المتطورة على مستوى العالم في مجال تصدير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي بلغت مساهمتها 42% من إجمالي التصدير العالمي وهي تمتلك قوى عاملة تتمتع بمهارات مميزة في قطاعات التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الدقيقة وتتميز بتكاليف تشغيلية رخيصة نسبياً. وأكد، بحسب البيان، أنه من خلال الموارد البشرية والمالية الكبيرة والبنية التحتية الواسعة القائمة في الإمارات وخبرة الهند في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فإنه يمكن للبلدين توفير منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تساعد على تعزيز مستقـبل الاقتصــادات القائمة على المعرفة. ولفت إلى صعوبة التقدم في الابتكار والإبداع من غير التمويل ودعم المؤسسات المالية والاستثمارية، إذ يمكن من خلال الاندماج بين المؤسسات البحثية والمالية التقدم إلى حلقة جديدة من النمو الاقتصادي وخلق وظائف جديدة . وأشار إلى أن الاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا في مجال البحث والتطوير سيكون بمثابة القوة التي ستدفع اقتصادات الدول إلى الأمام، موضحاً أن الهند تتميز بقدرة تنافسية في مجال التكنولوجيا الدقيقة "النانو تكنولوجي" والتكنولوجيا الحيوية أو البيولوجية "البايو تكنولوجي". وأضاف أن الشراكة الدولية مهمة للخروج من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وضمان عدم تكرارها، مؤكداً أن العالم يحتاج إلى تبادل المعرفة في جوانب التكنولوجيا والبحث والتطوير والابتكار خاصة أن الأسواق الكبيرة مثل الهند والمكسيك تحتاج إلى سلع جديدة تتميز بالابتكار والسعر المنافس والجدوى الاقتصادية الكبيرة . وشدد على أنه بناء على التقديرات والتوقعات العالمية فإن آسيا ستكون مركز النظام الاقتصادي العالمي الجديد. ولفت إلى أن العالم يشهد اليوم نمواً سريعاً في تجارة السلع التكنولوجية أكثر من النمو من في تجارة السلع التقليدية والمواد الخام. وقال إن الطاقة كانت واحدة من أكثر المجالات الواعدة للاستكشاف بين الإمارات والهند خاصة أن الهند تخطط لزيادة إنتاجها من الطاقة حتى عام 2032. وبين أن استضافة الإمارات لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة والتطوير المستمر لـ"مدينة مصدر" والتي تعد أول منطقة حضرية خالية من الكربون والنفايات على مستوى العالم إضافة إلى الحوافز المقدمة للمستثمرين الهنود ومجموعات الأعمال تعد عوامل تساعد على إقامة شراكة مع الإمارات لتطوير منتجات ومشاريع مبتكرة في مجال الطاقة المستدامة. ولفت آل صالح إلى الشراكة التجارية المتقدمة القائمة بين الإمارات والهند، موضحاً أن الهند تعد شريكاً تجارياً رئيسياً للإمارات التي تشكل تجارتها مع الهند حوالي 15% من إجمالي التجارة الخارجية للدولة. كما ناقش مدير عام وزارة التجارة الخارجية خلال المؤتمر آفاق التمويل الإسلامي، موضحاً أن التمويل الإسلامي حقق نمواً سنوياً في الأصول بلغت حوالي 29% خلال العام الماضي. وشارك إلى جانب آل صالح في الجلسة خبراء من الحكومة الهندية وهم أرون مايرا، عضو لجنة التخطيط، وسام بيترودا، مستشار رئيس الوزراء لشؤون البنية التحتية وعدد من الخبراء العالميين. وناقشت الدورة السادسة عشرة من قمة الشراكة 2010 بالهند والتي أقيمت تحت شعار "شراكات عالمية-مواجهة التحديات"، أهم القضايا العالمية إضافة إلى التقدم المتوقع في العالم خلال العقد المقبل.