الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيدار والحيّة

31 يناير 2008 01:28
صلوا على محمد، اللهم صلّي وسلم عليه. كان يا ما كان في قديم الزمان بيدار (أي مُزارع) يعمل في مزرعة صغيرة تعينه على توفير قوته، ويستعين في عمله على حمار وثور، في أحد الأيام وبينما هو يعمل في المزرعة رأى حية تكاد تموت وهي ترتجف من البرد، نظر إليها بحذر لكنها رمقته بنظرة حزينة منكسرة وكلها رجاء بأن يساعدها ويمد لها يد العون، تأثر البيدار بمنظر الحية فحملها وغطاها بقطعة قماش كانت في يده ووضعها في جيبه· عمل البيدار في ذلك اليوم بجد واجتهاد، وبعد انتهائه من جميع أعماله استعد للذهاب الى البيت، فطلب من الحية أن تغادر جيبه، لكنها رفضت الخروج قبل أن تلدغه· قال لها كيف تكافئيني على إحساني لكِ بهذا الجزاء القاسي؟ قالت له هذا شرطي الوحيد للخروج من جيبك أردت أم أبيت، فحاول معها مستعطفا ومهددا لكنها أبت أن تسمع له· قال لها إذا فلنحتكم إلى الثور وتتعهدي لي بأن توافقي على حكم الثور، وافقت الحية فتوجها الى الثور فقال البيدار للثور: أنا يا ثوري العزيز وجدت هذه الحية تتألم من شدة البرد فعطفت عليها وغطيتها بقماش ووضعتها في جيبي، لكني عندما هممت بالذهاب الى البيت وطلبت منها الخروج اشترطت علي أن تلدغني قبل أن تخرج فبماذا تحكم؟ على الفور قال الثور مخاطبا الحية: لماذا لا تلدغيه وتريحينا منه، فكم عانيت من ظلمه وجبروته، وكم أتعبني وأرهقني في حراثة الأرض وريّها· قالت الحية للبيدار: ما رأيك هل تقبل بحكم الثور؟ قال البيدار: لا·· لا أقبل، فلنحتكم للحمار· ذهبا للحمار وقال البيدار: يا حماري العزيز لقد وجدت هذه الحية تتألم من شدة البرد فعطفت عليها وغطيتها بقماش ووضعتها في جيبي، لكني عندما هممت بالذهاب الى البيت وطلبت منها الخروج اشترطت علي أن تلدغني قبل أن تخرج فبماذا تحكم؟ قال الحمار للحية: هيا يا حية الدغيه وخلصينا، فكم هي معاناتي من ظلم وجبروت هذا البيدار اللعين، لقد أتعبني وأرهقني كثيرا في حمل الأثقال وعبور المسافات الطويلة وتسلق الجبال وفوق ذلك كان لا يتوانى بضربني بالعصا· قالت الحية للبيدار: ما رأيك هل تقبل بحكم الحمار؟ قال البيدار: لا·· لا لا فلنحتكم للثعلب· خرج البيدار من المزرعة بحثا عن الثعلب فوجده عند باب المزرعة، فقال المزارع للثعلب: أنا أيها الثعلب الحكيم وجدت هذه الحية تتألم من شدة البرد فعطفت عليها وغطيتها بقماش ووضعتها في جيبي، لكني عندما هممت بالذهاب الى البيت وطلبت منها الخروج اشترطت علي أن تلدغني قبل أن تخرج فطلبت منها أن نحتكم للثور لكن الثور شجعها على لدغي، فطلبت منها أن نحتكم للحمار فكان رأيه كرأي الثور، فبماذا تحكم؟ قال الثعلب أنا لا أستطيع أن أحكم على شيء لا أراه، لذا فإني أرجو من الحية أن تخرج وتحكي لي قصتها بنفسها، فخرجت الحية! وعلى الفور طلب الثعلب من البيدار أن ينقض على الحية بعصاه ويقتلها، فانقض عليها البيدار وقتلها في الحال· هنا قال البيدار للثعلب لابد أن أكافئك على صنيعك، فادخل الى المزرعة وكل ما شئت· دخل الثعلب فرحا الى المزرعة، لكنه ما ان دخل حتى وجد نفسه محاصرا بمجموعة من الكلاب التي حاولت أن تفترسه، فهرب وهو نادم على مساعدته للبيدار المخادع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©