الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وعود في الهواء

وعود في الهواء
13 يناير 2013 23:38
المنامة (الاتحاد) - اختلف مشهد البداية في «خليجي21» بالبحرين، عندما جاءت المنتخبات رافعة راية التحدي، ومطلقة أقوى التصريحات، وبين مشهد النهاية الذي عجل برحيل أربعة منتخبات منذ الدور الأول، لتكون بذلك المسافة بين الطموح والواقع بمثابة الفارق بين السماء والأرض. وتنوعت التصريحات المليئة بالتفاؤل والثقة في النفس قبل انطلاقة المنافسات وصلت إلى حد رفع بعض المنتخبات شعار وحيد للمشاركة وهو الفوز باللقب، إلا أن الصورة التي تم رسمها لإمكانيات هذه المنتخبات، كانت مبالغ فيها ومختلفة تماماً عن الواقع فصدمت الجماهير وحيرت المتابعين. وأول تصريح قوي وصريح تمثل في الشعار الذي رفعه أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عندما وصل إلى البحرين متفائلاً، وقال «لم نأت إلى هنا، إلا لإحراز البطولة»، وبعد الفوز على اليمن في الجولة الثانية، وتصحيح البداية المتعثرة عاود عيد تصريحاته المتفائلة عندما قال أيضاً: «ثقتنا في اللاعبين ممتازة بعد ثقتنا في الله، ثقتنا في المدرب لا زالت قائمة، ولا يوجد شيء مقلق بشأن المدرب، خاصة أن اللاعبين ضحوا بالكثير، وقدموا ما يشفع لمواصلة المشوار، بالإضافة إلى استمرارية المدرب ريكارد مع السعودية». وخيب «الأخضر» آمال وطموحات جماهيره، وضرب بها عرض الحائط ليحبط المشجعين الذين زحفوا وراءه إلى المنامة، ويودع «خليجي21» من الدور الأول، برصيد ثلاث نقاط يتيمة. وتحولت التصريحات الرنانة قبل انطلاقة البطولة إلى اعتذارات، بعد أن ودع الأخضر أمس الأول، وذلك في مشهد حزين، يعكس غياب المنطق في تقييم الواقع وتوصيف الحلول. أما المنتخب القطري المنافس على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2014، فكانت تصريحات رئيس الاتحاد مليئة بالتفاؤل، حيث اعتبر الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني أن كل شيء، ممكن وأنهم جاؤوا إلى المنامة لينافسون على اللقب، بينما خسر «العنابي» مباراتين، محتلاً المركز قبل الأخير في مجموعته بثلاث نقاط، مسرعاً الرحيل من المنامة، بعد أن عجز عن مقارعة منافسيه. وعلى الرغم من امتلاكه نخبة من اللاعبين المميزين، إلا أن ظهوره بالبطولة كان باهتاً، ولم يترك أي أثر في المنافسات، ليزيد من حيرة الشارع الرياضي القطري الذي خدعته التصريحات الرنانة، وحلقت به عالياً ثم هوت به إلى الأرض، ويتخوف الجمهور القطري، بعد المشاركة السلبية على مسرية منتخبه في تصفيات المونديال، لأن العرض الذي قدمه في البحرين لا يبشر بالخير لتتحول بذلك تصريحات التفاؤل إلى حالة من التشاؤم. وفي الجانب العُماني الذي يملك جيلاً متميزاً من اللاعبين الموهوبين، قال خالد البوسعيدي رئيس الاتحادي العُماني قبل ضربة البداية «لن نشارك من أجل إثبات الحضور، والظفر باللقب مطلب مهم بالنسبة للمنتخب العُماني، وإن لم يكن هو المطلب الأهم بالنسبة لنا، لكن على كل الأحوال نحن نتطلع إلى المنافسة بقوة»، إلا أن القوة التي تحدث عنها البوسعيدي انقلبت إلى ضعف كبير في الأداء والمستوى والنتيجة، حيث لم تشاهد الجماهير، سوى منتخب متواضع جمع نقطة يتيمة، وخسر مباراتين، واحتل المركز الأخير في مجموعته، ليودع دون أن يلفت الانتباه إليه في مشهد حزين لا يعكس حقيقة إمكانات الكرة العُمانية التي تعد بالمواهب الصاعدة. واعتبر البوسعيدي بعد الخروج المبكر أن النتائج عاقبت منتخب بلاده، لأنه لم يحسن التعامل مع اللقاءات، وأضاع العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وضمان الفوز، وبحث عن أسباب جانبية للخسارة، مثل انتقاد التحكيم، وذلك في مشهد مغاير لضربة البداية، عندما كان واثقاً من قدرات منتخبه في المنافسة على لقب البطولة. أما في الجانب اليمني فاختلف الوضع قليلا حيث إن كل تصريحات مسؤولي المنتخبات المشاركة دارت في فلك واحد، باستثناء ما قاله رئيس الاتحاد اليمني الذي بدا واقعياً، فاعترف بأن منتخب بلاده «صفر على الشمال» مقارنة بالمنتخبات الأخرى. وكان الواقع متطابقا مع التوقعات، عندما خرج المنتخب اليمني صفر اليدين، بثلاث خسائر متتالية، وبنتيجة هدفين في كل مباراة، محتلاً المركز الأخير في مجموعته. ولم يخدع رئيس الاتحاد اليمني جماهير المنتخب، ولم يحلق بهم في سماء الوعود الخيالية، بل صارحهم منذ البداية معتبراً أن إمكانات منتخبه لا تؤهله للمنافسة على اللقب، أو المرور إلى الدور الثاني، خاصة أن الكرة اليمنية تشكو توقف المسابقات المحلية إلى حد الآن. والوحيد الذي خدع الجماهير اليمنية وسلك منهج الوعود الكاذبة هو مدرب المنتخب البلجيكي توم سينتفيت الذي وعد الجماهير خلال لقائه الإعلامي قبل البطولة بانه عازم على الفوز بأربع نقاط في خليجي21، لكن هذه التصريحات تحولت إلى اعتذارات أمس الأول، خلال مؤتمر الوداع، مؤكداً أنه أصيب بخيبة أمل كبيرة بسبب الفارق الكبير بين إمكانات المنتخبات الخليجية والمنتخب اليمني، مطالباً الإعلام بالصبر على اللاعبين والوقوف إلى جانب العناصر الشابة التي اختارها في القائمة استعدادا لاستحقاقات مقبلة مثل تصفيات كأس آسيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©