الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عارضات الأزياء يربطن الأحزمة بسبب الأزمة المالية

عارضات الأزياء يربطن الأحزمة بسبب الأزمة المالية
7 فبراير 2009 03:16
ملابس مجانية من أكبر بيوت الأزياء وجيش من المعجبين و15 ألف دولار لمجرد السير بشكل استعراضي على خشبة المسرح·· لا عجب إذاً أن تطمح آلاف الفتيات الصغيرات إلى أن يصبحن عارضات أزياء مشهورات· ولكن العارضات النحيلات في أكبر بيوت الأزياء في باريس واللواتي يرتدين الحرير ويعرضن حياة البزخ يجدن أن عالمهن ينقلب رأساً على عقب بسبب الأزمة الاقتصادية· تقول العارضة ''أنّا تشيزي'' (23 عاما) من كييف بعد أن استبدلت أحد فساتين بيت أزياء ''ستيفان رولان'' بسروال من الجينز لتتوجه إلى العرض التالي ''كل شيء بنصف الثمن في كل مكان·· من ميلانو وحتى نيويورك''· ومثل العديد من العارضات القادمات من أوكرانيا وروسيا والبلقان والتشيك تقوم ''تشيزي'' بارسال أموال بانتظام إلى ديارها لدعم أمها، مهندسة الديكور التي تعمل بالقطعة وتواجه صعوبات في العثور على عمل بسبب التراجع الاقتصادي· وأضافت تشيزي قبل أن تختفي وسط حشد من الفتيات الشقراوات النحيفات ''تقول أمي·· أنّا يجب أن تساعديني الآن·· يجب أن أعمل لمساعدة أمي· لا يمكنني رفض أي عقد''· ولكن مع إحجام المشترين عن الشراء وسط ارتفاع معدلات البطالة والخوف من كساد عميق وطويل الأمد خفضت المتاجر بشكل عام من توقعاتها للأرباح وأيضاً من ميزانيات التسويق· وحتى الشركات الكبرى التي تنتج السلع الفاخرة بدأت تشعر بوطأة الأزمة· فقد أعلنت شركة ''ريتشموند'' السويسرية التي تنتج أقلام ''مونبلون'' وساعات ''كارتييه'' في وقت سابق هذا العام أنها لا ترى دلائل على الانتعاش بعد أن جاءت مبيعاتها في الربع الثالث من العام الماضي أقل من المتوقع· وناشرو المجلات من ''كوند ناست'' التي تنشر مجلة ''فوج'' الشهيرة للأزياء وإلى مؤسسة ''تايمز'' يشهدون تراجعاً كبيراً في مبيعات الإعلانات· وقالت ''نيويورك تايمز'' إنها تتوقع أن تتراجع المبيعات بدرجة أكبر· وفي عروض أزياء يناير في باريس وميلانو وهو مناسبة رئيسية للإعلانات عن المنتجات الفاخرة والماركات العالمية استخدم المصممون عدداً أقل من عارضات الأزياء بالمقارنة مع العام الماضي· وبدأت العارضات ووكالات الإعلان تشعر بوطأة الأزمة· ويقول ''إيدن جون ماري'' مدير وكالة ''برايم'' لتشغيل العارضات في لندن، والتي كانت في وقت ما تمثل عارضة الأزياء الشهيرة كلاوديا شيفر وعملاء يدفعون للعارضات ثلاثة آلاف جنيه استرليني (4200 دولار) في اليوم، إن العارضات الآن يعملن بأجر 1500 جنيه· وللتغلب على الأزمة تقوم الوكالات بعمل توليفة مما يطلقون عليه ''العارضات التجاريات''، اللائي يعملن في مجموعة من الأعمال الأخرى مثل تصوير الكتالوجات، وبين ''عارضات المسرح'' المكلفات اللائي يقدمن عروض الأزياء وتظهر صورهن على أغلفة مجلات الموضة· ويقول جان ماري ''نحتاج للاثنين لمواجهة التراجع الاقتصادي ولكن النسب تتغير قليلاً الآن باتجاه العارضات التجاريات''· وتقول كارين دايموند مديرة وكالة ''مودلز''1 إن ''الأثر الكامل للأزمة سيظهر في وقت لاحق من هذا العام لأن ميزانيات الإعلانات توضع في وقت مبكر''· وأضافت أن ''العملاء سيستخدمون العارضات العاملات في المجال بالفعل وسيكون الوضع صعباً على القادمات الجدد''· ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي وظهور الإنترنت تحول عمل عارضات الأزياء إلى أحد أكثر أسواق العمل تنافسية وعولمة· واليوم قد ترسل فتاة مراهقة من قرية صغيرة في شرق أوروبا صورتها بالبريد الإلكتروني لإحدى الوكالات وتجد نفسها مشهورة بين ليلة وضحاها· ومن تصل إلى القمة، دون حساب النجمات البارزات مثل كيت موس وناعومي كامبل، تحصل على 500 ألف دولار سنويا· ولكن في ظل الأزمة الراهنة تقول العارضة جورجينا ستوليكوفيتش (19 عاما) من صربيا التي تشارك في عروض بيت الأزياء ''كريستيان لاكروا'' ''لدي بعض الشكوك الآن بسبب هذا الوضع· كلنا نقوم بهذا العمل من أجل المال فإذا لم يكن هناك مال ربما يجدر بي العودة للتركيز على دراستي''· وكانت جورجينا قد علقت الحصول على شهادة في العلوم السياسية لمدة عام للعمل ومساعدة أسرتها· وقالت جورجينا '' ما زال هذا العمل يوفر مالاً أكثر من أعمال أخرى كثيرة· أنا أكسب أكثر من والدي· ومن المؤسف أنهما درسا وعملا كل هذه السنين''· ولكن الجديـــــة بدت على وجههـــا فجــــأة وقــــالـــت إن ''الأزمـــــة قـــــد يكــــون لها جانب إيجابي إذا اجبرتهـــــا على استكمال دراستها الجامعية''· أما ''أنّا نشيزي'' الأوكرانية فتأمل في أن يساعدها زملاؤها في مجال الموضة في الحصول على عمل آخر إذا لم يعد أحد يطلبها لعروض الأزياء· ولكن العديد من العارضات اللاتي بدأن العمل وهن مراهقات دون خبرة في أي شيء سوى الابتسام أمام الكاميرات فقد قلن إنهن ليست لديهن خطط أخرى ويشعرن بالقلق من قلة العمل· ولكن بابلو بالي (23 عاما) وهو عارض أزياء أرجنتيني في قسم الملابس الرجالية لبيت أزياء ''ديور'' قال إن ''العديد من زملائي جاؤوا من الأرجنتين· وعندما تعيش في مثل هذا البلد فإنك تعيش في أزمة مستمرة· وترى كيف يعيش الناس هنا وتتساءل أي أزمة هذه التي يتحدثون عنها؟''·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©