الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فن «إضاعة الوقت»!

14 يناير 2015 23:09
اطلعت قبل بضعة أشهر على تقرير طبي «سري ومكتوم»، يوضح نتائج الاختبارات الطبية التي أجريت لعدد كبير من لاعبي كرة القدم الأردنيين الذين يلعبون في دوري «المحترفين» الأردني، وكم كانت بعض تلك النتائج صاعقة!. يشير التقرير إلى أن عدداً كبيراً من اللاعبين يدخنون السجائر أو النرجيلة، وأن «رئاتهم» لا تحمل هواءً نظيفاً بمقدار تلك السموم المنبعثة من مختلف أشكال التدخين، وأن عدداً قليلاً منهم يتعاطون «المخدرات»، وبعضهم يعاني «فقراً في الدم» نتيجة لـ«سوء التغذية». حقيقة صادمة، لكنها للأسف تشكل واقع الحال لكثير من اللاعبين العرب في مختلف الدول، لأن اللاعب العربي لم يفهم معنى الاحتراف ولم يتأقلم مع «ثقافته»، وتعامل مع صحته من دون مبالاة، والنتيجة واضحة، قصر العمر الافتراضي للاعب العربي في الملاعب، انخفاض المستوى البدني وضعف اللياقة، كثرة الشرود الذهني، لأن اللاعب يقضي ساعات طويلة في السهر على حساب راحته وصحته، فليس غريباً أن يكون بعض اللاعبين حاضراً بجسمه في الملعب فقط، وقدماه لا تكادان تحملانه على المشي وليس الجري خلف الكرة. في كأس آسيا يسعى المعنيون بالمسابقات إلى تطبيق شعار «60 دقيقة– حتى لا تؤخر اللعب»، حيث تحتاج الكرة الآسيوية إلى زيادة بمقدار ثماني دقائق لتبلغ الحد الذي وضعه الاتحاد الدولي لفاعلية اللعب في مسابقاته، بعد أن أثبتت الدراسات أن اللاعب الآسيوي يلعب 52 دقيقة فقط بفاعلية، ويهدر 38 دقيقة غير الدقائق المحتسبة وقتاً بدل ضائع، بينما يلعب اللاعب الأوروبي نحو 65 دقيقة بفاعلية. ولكن كم دقيقة يلعب اللاعب العربي بفاعلية لا سيما في المسابقات المحلية؟... بعض التقارير تشير إلى أنه يلعب شوطاً ويهدر مثله، لأن لياقته البدنية لا تسعفه على الجري أطول وقت ممكن، فيكثر «إما لضعف اللياقة أو لانخفاض الذكاء الميداني». في الملاعب الأوروبية يطلق المتفرجون صافرات الاستهجان، عندما يبالغ اللاعبون في «إضاعة الوقت»، وفي ملاعبنا يصفق الجمهور أحياناً للاعب الذي يعيد الكرة للخلف، على اعتبار أنه حرم الفريق الآخر من فرصة امتلاك الكرة، ولذلك ليس عجيباً أن يغط بعض المتفرجين بالنوم، عندما يشاهدون كثيراً من المباريات العربية.. عجبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©