السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترشيد استخدام المياه لحماية البيئة وتفادي نضوب الطاقة

ترشيد استخدام المياه لحماية البيئة وتفادي نضوب الطاقة
25 يناير 2010 21:48
تتحدث رزان خليفة المبارك، العضو المنتدب لجمعية الإمارات للحياة الفطرية، عن مشكلة هدر المياه وعن حاجة الجميع إلى الماء، وهي تدعو، من أجل ذلك، لأن نكون أكثر حذراً في استخدام الماء، لأن مستوى استهلاك الفرد في الإمارات حالياً مرتفع جداً، مما يتطلب تحلية المزيد من مياه البحر بكميات ضخمة، وتنتج عن ذلك زيادة البصمة البيئية للكربون، وزيادة العبء في مشكلة التغير المناخي. وجهت المبارك الدعوة للحفاظ على الثروة المائية من خلال الترشيد في المنازل والشركات والمؤسسات،وحثت الأهالي والمقيمين على تبني نصائح بسيطة تقوم بدورها في التخفيف من هدر المياه، ويمكن تنفيذ النصائح منزلياً من خلال تطبيق ثلاث نصائح، وهي التأكد من إغلاق صنبور المياه أثناء تنظيف الأسنان وحلاقة الذقن وغسيل الأطباق، لأن عدم القيام بذلك يهدر 34 لتراً من الماء يومياً لكل فرد، والتعود على أخذ الدش السريع بدلا من البانيو أو الحوض، لأن أخذ حمام يهدر 38 لتراً من الماء يومياً لكل فرد، كما ينصح باستخدام دلو واسفنج لغسل السيارة، بدلاً من استخدام خرطوم الماء، لأن استخدام الخرطوم يهدر 180 لتراً من الماء عند كل مرة يتم بها غسل السيارة. يعمل ذلك على خفض استهلاك الماء لغاية 46 % (252 لتر للفرد)، دون لمس أي تغير في مستوى الراحة ونمط الحياة اليومية، وإذا قام كل فرد في الإمارات بتطبيق هذه النصائح، يمكننا توفير 410 مليارات لتر من المياه كل سنة، أي ما يكفي لملء 164,250 بركة سباحة مقاس أولمبي. يعد لاستهلاك المفرط للماء عاملاً رئيسيا يساهم في بصمة الإمارات المرتفعة، والتي تعد للأسف الأعلى في العالم لكل فرد، ويعود السبب الرئيسي لذلك لأن قرابة 100 % من المياه العذبة التي نستهلكها تأتي من تحلية مياه البحر، وهو إجراء يتطلب كماً كبيراً من الطاقة، مما يعني زيادة في انبعاث غاز الكربون، وملوثات أخرى في الجو والبيئة. تلعب المواد الملوثة دورها في دفع عجلة الاحتباس الحراري، ولها تأثيرات سلبية للصحة على المدى البعيد، إضافة إلى السلسلة الغذائية ومتطلباتنا الأساسية الأخرى، ولذلك وجب التركيز على استدامة الطاقة والمياه، حيث تعتبر البصمة البيئية للفرد في دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأعلى في العالم، وهذا يعني أن كل شخص في العالم إذا ما أراد أن يعيش ويستهلك بنفس المعدل الذي يستهلكه الفرد في الإمارات فإننا سنكون بحاجة لمساحة وموارد تعادل 4.5 مساحة كوكب الأرض، للوفاء باحتياجاتنا ومتطلباتنا.وبالتالي فإن ترشيد استهلاك الطاقة، وزيادة الكفاءة في استخدامها، سيساعدان في التقليل من حجم هذه البصمة. تحمل رزان إجازة الماجستير في الفهم العام للتغير البيئي من كلية لندن الجامعية، بالمملكة المتحدة، حيث شملت أطروحتها توثيقا وتحليلاً للأعراف البحرية التقليدية المتبعة لدى القبائل، لتنظيم صيد الأسماك في أبوظبي في حقبة ما قبل النفط. كما تحمل شهادة البكالوريوس الفخرية في الدراسات البيئية والعلاقات الدولية، من جامعة توفتس في مدفورد بالولايات المتحدة الأميركية. تقول رزان إن الجمعية من خلال الحملة المشتركة التي أقيمت بعنوان أبطال الإمارات بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي، سعت لحث مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة على اتخاذ إجراءات لخفض استهلاك الطاقة والمياه، من أجل المساعدة في خفض حجم البصمة البيئية في الدولة، وتجنب أزمة نضوب الطاقة التي تلوح في الأفق ومواجهة التغيرات المناخية. إن معدل استهلاك الماء لكل نسمة سبب آخر يدعو للقلق، حيث يبلغ ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، وترتبط الطاقة بالمياه بشكل وثيق في الإمارات العربية المتحدة، بسبب اعتمادنا على تقنيات تحلية مياه البحر، والتي تستخدم الوقود الأحفوري بكثافة، ما يؤدي إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. علاوة على ذلك، فإنه من المتوقع أن تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بعض التأثيرات القاسية، الناجمة عن تغير المناخ مثل صيف أكثر حرارة وعواصف أكثر شدة، وتفاقم ندرة المياه العذبة وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المناطق الساحلية، ويهدد بالتالي كل أشكال الحياة بالخطر، وربما تواجه الدولة نقصا خطيرا في الطاقة، حيث تجاوز الطلب على الطاقة حجم العرض في وقت قريب، الأمر الذي سيؤثر تأثيرا مباشرا على أنماط عيش السكان، وبالتالي فإن الاستخدام الأمثل للطاقة وإدارة الطلب عليها، سوف يلعبان دورا حاسما في اتجاه التقليل من هذه المخاطر في المستقبل. تعمل رزان المبارك مع جمعية الإمارات للحياة الفطرية والصندوق العالمي لصون الطبيعة منذ إنشائها عام 2001، حيث عملت على تأسيس المكتب المحلي للصندوق العالمي لصون الطبيعة، وشريكه المحلي جمعية الإمارات للحياة الفطرية. في منصبها كمدير عام فإنها تشرف على كافة المشاريع التي تضطلع بها المؤسسة، حيث تقود المشاركة الاستراتيجية في تطبيق التنمية المستدامة، وضمان الجدوى المالية، والتطبيق المتوافق مع السياسات والمعايير الدولية للصندوق العالمي لصون الطبيعة، آخذة بالاعتبار الخطط والتوصيات المعتمدة من مجلس إدارة جمعية الإمارات للحياة الفطرية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©