«تيكي تاكسي»!

محمد حامد (دبي) في الوقت الذي نجح بيب جوارديولا في احتلال البريميرليج بـ«التيكي تاكا»، وقبلها أبهر العالم بفريق البارسا أو «بيب تيم» الذي يصفه البعض بالأفضل في التاريخ الكروي، أصبحت هذه الفلسفة الكروية مثار سخرية في المونديال الحالي، فقد وصفتها صحيفة «الجارديان» البريطانية بأنها تتحول إلى «تيكي تاكسي»، أي أن الفريق الذي يعتمد عليها يعاقب بالهزيمة، ويودع المنافسات والبطولات، ويعود من حيث أتى، أي أن المدرسة الواقعية تقول كلمتها في نهاية المطاف، دون أي اعتبار لفارق المستويات. وجاء الأداء الإسباني أمام منتخب روسيا المتواضع فنياً، المنظم تكتيكياً، القوي بدنياً، ليعيد فلسفة التيكي تاكا إلى دائرة الجدل من جديد، وبدا من تفاعل الصحافة اللندنية، خاصة «الجارديان»، أن هناك هجوماً حاداً عليها، فقد أشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا ودعت المونديال بعد أكثر من 1000 تمريرة، ونسبة استحواذ اقتربت من 75%، ولكنها في نهاية المطاف لم تنجح في العبور إلى الدور التالي. كما سخرت الصحيفة من نجم إسبانيا صاحب اللمسات الخاصة إيسكو، مشيرة إلى أنه لمس الكرة 194 مرة، وهو ما يعادل جميع التمريرات التي تقوم بها بعض المنتخبات في شوط وربما في مباراة كاملة، ولكن في نهاية الأمر تظل النتيجة هي الأكثر أهمية، وفي تحليلها للجانب السلبي في طريقة الأداء التي تعتمد على السيطرة والاستحواذ، أشارت «الجارديان» إلى أن التيكي تاكا تأكل نفسها، حيث لم يكن مطلوباً من المنتخب الروسي أكثر من ترك نجوم إسبانيا يتناقلون الكرة طوال الوقت، ما يتيح للروس الفرص للتمركز بطريقة صحيحة في الخلف، ويبدأ الإسبان في خنق أنفسهم! فيما أشارت تقارير عالمية أخرى إلى أن ما حدث لمنتخب «لافوريا روخا» الإسباني، يؤشر بوضوح إلى أن جيل «التيكي تاكا» انتهى، بل إن هذه النظرية الكروية نفسها معرضة للزوال، والمفاجأة أن سيسك فابريجاس ابن أكاديمية البارسا، وأحد نجوم الفريق الكتالوني ومنتخب إسبانيا سابقاً، انتقد هو الآخر طريقة تطبيق «التيكي تاكا»، مشيراً إلى أنه من عشاقها وتربى عليها منذ بداياته، وهي الكرة الجميلة دون شك، ولكن ما حدث أمام روسيا، أن المنتخب الإسباني لم يفعل شيئاً بالاستحواذ على الكرة طوال الوقت، حيث لم تكن هناك الكثير من فرص التسجيل، وذهب فابريجاس بعيداً في انتقاده لهذه الطريقة قائلاً: «الأصل في الاستحواذ أن يكون بهدف الهجوم الفعال، وهذه هي روح التيكي تاكا، ولكن ما حدث أن الاستحواذ الإسباني بدا وكأنه من أجل الدفاع، وحرمان المنافس من الكرة لا أكثر».