السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستويات من الرصاص في دماء المراهقين

مستويات من الرصاص في دماء المراهقين
25 يناير 2010 21:54
تعد المياه الملوثة من التحديات التي تواجه الكثير من دول العالم، فيما تعاني دول أخرى من عدم توافر مياه صالحة للشرب، ومعظم المهتمين بأمور البيئة والصحة على معرفة بأن مادة الرصاص تتطاير في الهواء، خاصة من المواد الخاصة بالصباغة، وتعود لتقع في المياه، حيث تبقى مئات من خزانات المياه مكشوفة نتيجة اللامبالاة أو الإهمال، ولذلك لا يعلم المستهلك حجم كميات الرصاص التي ربما تقبع في المياه التي يستخدمها. وزعت منظمة الصحة العالمية نتائج لدراسات بحثية أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام باحثون في واشنطن من جامعة جونز بإجراء فحوصات على الأطفال والمراهقين، فوجدوا أن هناك كميات ضئيلة من الرصاص توجد في دمائهم، ومعروف مدى خطر الرصاص على الكليتين، كما توجد كميات بشكل شائع في دماء المراهقين الأميركيين، واكتشف الباحثون أدلة للفشل الكلوي المبكر عند الأطفال. الدكتور جيفري فادروسكي الذي أشرف على الدراسة قال إنَّه، وبرغم خفض مصادر الرصاص، إلا أن المعدن لا يزال يدمر صحة بعض الأشخاص، كما جاء في نتائج الاختبارات على 769 مراهقاً تتراوح أعمارهم مابين 12-20 عاماً، وكان ذلك خلال المسح الوطني. أيضاً الدكتورة سوزان فورث، من مركز جونز هوبكنز للأطفال، قالت إنهم توصلوا لنتائج مدهشة، وهي أن هناك انخفاضاً في وظائف الكلى لدى أطفال أصحاء، مما ينبئ بمزيد من المشاكل في الكليتين في المستقبل عندما يكبر الأطفال، إلى جانب إمكانية تعرضهم لعوامل أخرى مثل البول السكري وارتفاع ضغط الدم. في مصر حذرت دراسة علمية مصرية من خطر مركبات الرصاص المستخدمة في صناعات عديدة على الإنسان وخصوصاً الأطفال، حيث قال البروفيسور فوزي الشوبكي، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية في المركز القومي للبحوث، إن التعرض لعنصر الرصاص أو مركباته يؤدي إلى حدوث آثار مدمرة على كثير من أجهزة الجسم مثل الجهاز العصبي والدوري والتناسلي والبولي، وكذلك على هيموغلوبين الدم. وجد أن الأطفال هم الأكثر عرضة لهذه الأخطار، حيث إن زيادة تركيز الرصاص في الدم، تؤدي إلى حدوث خلل واضح في ثلاثة نظم رئيسية هي نظم نقل الإشارات العصبية، وهو الأمر الذي يفسر تأثير الرصاص على الأداء الذهني خاصة بالنسبة للأطفال، حيث وجدت هناك علاقة بين انخفاض مستوى الذكاء والأداء العقلي عند الأطفال والتعرض للتلوث بالرصاص. يذكر الباحث المصري أن التعرض للتلوث بالرصاص يؤدي إلى حدوث مشاكل في التكاثر البشري، حيث وجد أن ذلك يؤدي إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن، ويعانون من مشاكل في النمو خاصة نمو الجهاز العصبي، وقد أكدت دراسات كثيرة أن الرصاص يستطيع أن ينتقل من الدم، من خلال المشيمة إلى الجنين أثناء الحمل، مشيراً إلى وجود علاقة كذلك بين زيادة عنصر الرصاص في الدم، وبين ارتفاع ضغط الدم، خاصة بين المدخنين ومدمني الخمور. ثبت أيضاً أن ذلك يؤثر على جهاز المناعة في الجسم، حيث وجد أن المعرضين للرصاص أقل مناعة، وأكثر حساسية للميكروبات والملوثات الأخرى، وأكد أن الكائنات البحرية التي تعيش في مياه ملوثة بالرصاص تنقله إلى المستهلكين، وأن هذا النوع من الرصاص ثبت أنه يمتص بسهولة من الأمعاء، لمن يتناولون الكائنات البحرية من أسماك وغيرها، حيث ثبت أن معدل تركيز الرصاص وصل إلى 64 ميكروغراماً في الغرام الواحد، بعد 3 أسابيع فقط من استمرار الفرد في تناول هذا الطعام البحري. وحدد الدكتور الشوبكي طرق وصول الرصاص إلى الإنسان، من خلال العبوات والمواسير الخاصة بالمياه والزجاج الذي يحتوي على الرصاص، وكذلك الأواني الفخارية المغطاة بطبقة من السيراميك المحتوي على الرصاص، بخلاف الصناعات التي لا حصر لها والتي تدخل فيها مركبات الرصاص، وفي مقدمتها صناعة الأصباغ ومواد التلوين، والدهانات والزخرفة بالمينا وصناعة الخزف والزجاج والكريستال. يستعمل مسحوق أوكسيد الرصاص ويتطاير منه رذاذ على هيئة ضباب، ويتعرض العمال للتسمم الناجم عن الأتربة والأبخرة في صناعة المطاط ولعب الأطفال وحلمات الرضاعة للأطفال. كما يدخل الرصاص في صناعات البطاريات والكابلات الكهربائية ومواسير المياه وكابلات الهاتف وسبائك حروف الطباعة، وأيضاً ثقالات شباك الصيد وفي اللحام والطلاء الكهربائي، كما يوجد في الأحبار والدباغة والمبيدات الحشرية، وتحضير الأحماض وورق الحائط وتستعمل خلات الرصاص في أعمال طبية. تؤثر كمية الرصاص التي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق في مفعولها مائة ضعف الكمية التي تدخل عن طريق الجهاز الهضمي، ويتراكم الرصاص في الرئة وتلتهمه كريات الدم البيضاء، ثم يسري مع تيار الدم إلى جميع أجزاء الجسم على شكل فوسفات الرصاص، ونجد أنه يترسب في العظام ويسبب آلاماً رهيبة، كما يلعب الرصاص ومركباته دوراً خطيراً في حياة خلايا الجسم، حيث يبطل عملية التنفس، ويتلف أنسجة الكبد والكلى والرئتين. كما تم الكشف عن أن أنسجة المخ تتمتع بجاذبية خاصة تجاه مركبات الرصاص، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة المخ والرئتين بالرشح، وتنتاب المصاب نوبات الأرق والغثيان والأنيميا وبطء النبض وسرعة التنفس، تظهر أعراض فقد الشهية وعدم القدرة على التركيز، كما يصيب الرصاص الشباب بالعصبية والانفعال والتوتر والغضب والاضطراب، وارتفاع ضغط الدم مما يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وتكسير كريات الدم الحمراء، وهو الأمر الذي يتطلب الحد من استخدام هذه المواد، وأيضاً نستطيع أن نتساءل هل نحن بحاجة للإسراع في تنظيم حملات لفحص المياه وإجراء فحوصات خاصة تتعلق بحجم تلوث الدم بالرصاص؟ خاصة أنه يتراكم بمرور الوقت، أم نستبعد تلوثنا بالرصاص وننتظر؟.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©