الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
25 يناير 2010 21:55
هايتي ومأساة بشرية تفوق الخيال مع بداية هذا العام، منذ بداية الزلزال وأرقام الجثث والمدفونين في تزايد مستمر. هي قصة بشر غلبتهم الطبيعة وظروف الحياة القاسية فأصبحوا تحت الأنقاض. هايتي وما قد أتى وما سيأتي. توقف البحث رسمياً عن ناجين وسط الركام، وأنفاس تتصاعد من تحت الركام. آمال بنيت مع إنقاذ عجوز وشاب بعد أسبوع على هذه المأساة وإنقاذ آخر بعد 11 يوماً، إلا أن الدموع لم تدفن مع 111 ألف شخص. قصص خرجت من الأنقاض وأخرى انتهت فيها، ويبقى التعاون بين المؤسسات والمنظمات الدولية النور الوحيد الذي يميز هذه الكارثة. الكوارث تخرج العديد من القصص من بطن الحياة، وهايتي إحدى هذه القصص المؤلمة. العالم وقف ولم يجلس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. تعاون دولي إنساني جميل يجعلنا ننظر إلى الجانب الآخر من المأساة ولكنه لا يقلل من حجمها. لم تنته معاناة هايتي عند الزلازل، فهي على موعد مع توابعه، فما زال البحث جارياً عن سجناء هربوا مع هذه الهزات المدمرة. الناس يفترشون الشوارع ويهيمون على وجوههم، والصراخ والبكاء في كل مكان. هايتي على لسان كل قنوات الأخبار، تقارير وتحقيقات تطلق صرخات الإنسانية في مختلف أرجاء العالم وبمختلف اللغات. أناس ناموا في سلام وحلموا بيوم آخر، وإشراقة جديدة، غير أنهم استيقظوا على دمار شامل. آباء فقدوا وأبناء اندثروا، وأمهات غرقن في الركام. صراع الإنسان والطبيعة، ليس بجديد ولكنه أليم عندما تغضب الطبيعة وتصب جام غضبها علينا. وتظل الطبيعة مرجعنا وملاذنا حتى وإن غضبت فنحن منها. الحياة تتمحور حول الإنسان، وكل ما في الكون يدور في فلكه، هذه الفكرة التي نحيا بها، ولذا نحاول أن نسخر كل ما حولنا لخدمتنا، غافلين عن أننا جزء مهم من منظومة الكون، نفوق باقي كائناته ونعجز أمام طبيعته. الطبيعة التي تسحرنا بجمالها، هي نفسها التي تشلنا بثوراتها وتجعلنا عاجزين نحن وأجهزتنا عن التنبؤ بغضبها. نعم نحن عاجزين أمام هذه الكارثة وهذه الخسارة البشرية، ولسنا بعاجزين عن المساعدة والدعاء والحياة، على الرغم من كل شيء لا يزال الأمل موجوداً ما دام هناك بشر على هذه الأرض. هايتي ليست المأساة الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكنها الأكثر ألماً في عصر نحلم فيه بغزو المريخ وارتشاف المياه من القمر والبحث عن الهواء في المشترى. هايتي جاءت صدمة للجميع في مطلع هذا العام الذي يعد العقد الأول في الألفية الثالثة. هذا البلد المنكوب قال الكثير بصمت وما زال لديه الأكثر ليحكيه للبشرية. Ameena.awadh@admedia.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©