الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف ينتزع «الجمهوريون» النصر الانتخابي؟

25 يناير 2010 21:57
جلين بولجر ونيل نيوهاوس كاتبتان متخصصتان في بحوث الرأي العام بعد تلقينا لهزائم الانتخابات النصفية المريرة في عام 2006 لتليها خسارتنا القاسية للانتخابات الرئاسية لعام 2008 خيل لنا نحن "الجمهوريين" أنه قد كتبت علينا لعنة الانتظار الطويل والعزلة في منافي الحياة السياسية وأطرافها النائية، قبل أن نتمكن من تجديد أفكارنا وإعادة رص صفوفنا في مواجهة موجة النهوض السياسي العاتية لخصومنا "الديمقراطيين". غير أن الانتظار لم يمتد بنا طويلاً في حقيقة الأمر. فقد ساعدت الانتصارات الانتخابية المتتالية التي حققها "الجمهوريون" في كل من نيوجيرسي وفرجينيا، ثم أخيراً ذلك النصر الساحق الذي حققناه في ولاية ماساشوسيتس في رفع الروح المعنوية للحزب وتعزيز موقفه، بقدر ما كشفت عن مخاطر إفراط الثقة بالنفس لدى خصومنا "الديمقراطيين". وكانت للديمقراطيين في هذه الولايات المذكورة سيطرة تامة على كافة مفاصل السلطة فيها، ابتداءً من مكتب حاكم الولاية مروراً بجميع مقاعد مجلس الشيوخ، ثم غالبية مقاعد مجلس النواب، إضافة إلى ما بين خمسة إلى ستة من مقاعد الجمعيات التشريعية المحلية. وفيما يبدو فقد اعتقد "الديمقراطيون" أن المواطنين صوتوا لهم دعماً لأجندة تخصهم، ولم يأبهوا حتى بمجرد مشاركة الناخبين فيها. غير أن السياسات التي طبقها الحزب "الديمقراطي" كشفت الآن عن تدن غير مسبوق لشعبية رئيس أميركي بعد مضي عام كامل على توليه لمنصبه، وفق ما أشارت لذلك استطلاعات الرأي العام التي أجرتها مؤسسة "جالوب" العالمية. وقد كان لنا -نحن كاتبتا هذا المقال- شرف المشاركة في حملات استطلاع الرأي في اثنتين من الحملات الانتخابية الثلاث التي فاز بها "الجمهوريون" مؤخراً، في كل من ولايتي نيوجيرسي وماساشوسيتس، حيث تكشف لنا وجود نقاط كثيرة مشتركة بين كلتا الحملتين. وكلاهما تظهران كيف يمكن للحزب "الجمهوري" أن يحافظ على هذا الزخم السياسي الذي حققه وصولاً إلى موعد إجراء الانتخابات التكميلية في خريف العام الحالي وما بعده. وبينما يسعدنا أن نقول لأصدقائنا "الديمقراطيين" إنه لم يسبق قط لأي رئيس أميركي أن حقق ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الدعم الشعبي لأدائه الرئاسي خلال الفترة الممتدة بين شهر يناير وحلول موعد الانتخابات التكميلية في تاريخ استطلاعات الرأي الحديث في بلادنا على أقل تقدير، ندرك جيداً أن ما يحدث خلال فترة الانتخابات التكميلية هذه لا يحدثنا كثيراً عن احتمالات إعادة انتخابه بعد عامين على توليه المنصب الرئاسي. وفي الوقت الحالي، فإننا نبقى على موعد مع شهر نوفمبر المقبل، ولا تزال لــ"الجمهوريين"، فرص كبيرة لاستغلالها. وفيما يلي نجيب عن السؤال كيف يكون ذلك؟ ففي حالتين من الحالات الثلاث المذكورة، كان المرشحان عاملاً رئيسياً من عوامل النصر الانتخابي الذي حققاه. فقد بدا بوب ماكدونيلز رجلاً عائلياً خلال حملته الانتخابية في ولاية فرجينيا. وأظهرته الحملة بمظهر الحادب على قضايا بعينها مثل إنشاء المزيد من الوظائف للمواطنين وتحسين خدمات المواصلات. أما في ولاية ماساشوسيتس فقد بدا المرشح "الجمهوري" سكوت براون متحدثاً لبقاً وقادراً على الإبقاء على رسالته السياسية حية في أذهان الجمهور، لا سيما ما يتعلق منها بقضايا الأمن القومي والرعاية الصحية، فضلاً عن الحاجة إلى التغيير السياسي في واشنطن، على رغم الحملة الدعائية المضادة القوية التي ووجه بها من قبل خصومه "الديمقراطيين". وأكد كلا المرشحين قدرتهما على التواصل، وعلى مثابرتهما فضلاً عما يتمتعان به من رؤية واضحة وقدرة على قيادة التغيير نحو الأفضل. ومما لا شك فيه أن شدة تركيز المرشح ماكدونيل على السياسات، هي التي أرغمت "الجمهوريين" على انتخابه باعتباره شخصية قادرة على توصيل استجابتهم لخطاب أوباما الذي يلقيه عن حال الاتحاد يوم الأربعاء المقبل. وفي كل ذلك ما يؤكد أهمية المزايا الخاصة للمرشحين أولاً. ثانياً: إياكم وتوجيه الإساءات المباشرة للرئيس. صحيح أن خطة أوباما لإصلاح نظام الرعاية الصحية عدت سلبية بالكامل، ليس في ولاية فرجينيا وحدها، إنما هي كذلك في ولاية ماساشوسيتس أيضاً. وكما أظهرت زيارات الرئيس للولايات الثلاث قبل الانتخابات الأخيرة، إلا إن الدرس الذي تعلمه "الجمهوريون" من هذه الزيارات هو الترحيب بالرئيس في كل ولاية من الولايات، مع تنظيم المواكب الشعبية التي تشكك في سياساته وأدائه الرئاسي، دون توجيه إساءات شخصية له. ثالثاً: استثمار تزايد حماس قواعد الناخبين "الجمهوريين" للمشاركة الانتخابية. وقد ساهمت قضايا بعينها مثل الدعوة إلى المسؤولية الاقتصادية، وإنشاء المزيد من الوظائف، ومواجهة سياسات الإنفاق الطائش، التي تتبعها إدارة أوباما، في تأجيج حماس "الجمهوريين" في ولايتي ماساشوسيتس وفرجينيا بالذات كما رأينا مؤخراً. رابعاً: الاهتمام باستقطاب أصوات الناخبين المستقلين. فعلى "الجمهوريين" الاستفادة من دروس خسارتهم لأصوات المستقلين في انتخابات عامي 2006 و2008 لصالح الديمقراطيين بنسبة 57-39 في المئة. والملاحظ في الانتخابات الأخيرة فوز المرشح الجمهوري ماكدونيل بنسبة 66 في المئة من أصوات المستقلين في ولاية فرجينيا. وفيما لو ثابر "الجمهوريون" على الفوز بأصوات هؤلاء، فإن ذلك سوف يفتح أمامهم طريقاً أكيداً إلى النصر الانتخابي. خامساً وأخيراً: استراتيجية صد الهجمات السلبية مع التركيز على الرسالة الجمهورية. وهذه هي الاستراتيجية التي ينبغي للمرشحين "الجمهوريين" وناخبيهم تعلمها من تجربة المرشح جون كورزين، الذي بدأ حملته سلباً بتوجيه الهجوم المبكر على خصومه ومنافسيه في ولاية نيوجيرسي. وكانت النتيجة المنطقية التي انتهت إليها حملته هي الفشل، بسبب انصرافه عن رسالته الأساسية التي كان ينوي توجيهها للناخبين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©