الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إلاّ ظن السوء

3 يوليو 2018 21:46
«تعرفت عليها في مرحلة الدراسة، درسنا معاً وتخرجنا بتقدير متميز، تخرجنا معاً، وكان من المصادفة أن نصبح في مؤسسة واحدة، سعدت كثيراً بهذا الخبر، كيف لا وقد كنا خير صحبة في الدراسة، وفي المرحلة الجامعية، واليوم نحن معاً على مقاعد العمل. عملنا معاً لفترة، ولكن طوال تلك الفترة أحسست بتغيير كبير من جهة صديقتي، لم أكترث وظننت أنني أتوهم، ولكن طال هذا التغيير زميلاتي في العمل، ليصل إلى أسماعي ما مؤداه انتشار إشاعات غير ودية عني، وكلام فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع! والمفارقة أن كل تلك الأمور المحزنة جاءت فقط جراء سوء ظن من صديقتي بأنني أنانية أحب أن أعمل لوحدي، ليكون سوء الظن ذلك منبعاً لإشاعات أحبطت روح العمل في قلبي، وأبعدت صديقة عمري عن دربي».. نعم ظن السوء بزملائنا وأصدقائنا وإخوتنا قد يفعل، ومن دون أي مبالغة، أكثر من ذلك، فعدم حسن الظن بالناس قد يفاقم مشاكل ويتسبب في خلق العديد منها، وفي القرآن الكريم (... إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...)، سورة الحجرات: الآية 12»، وهذا البعض القليل سماه الرحمن سبحانه وتعالى ووصفه بـ «الإثم»، فما بالنا إنْ كان الظن بالسوء كبيراً، فبالتأكيد إثمه عظيم على من خفق قلبه للظن، واستسلم عقله بالتفكير بظن السوء حيال أي قريب منه، فنجد البعض قد يسيء الظن حتى بأمه وأبيه، ويرى شدتهم في التربية كرهاً لشخصه ولتصرفاته، دون أن يعلم بأن والديه هما أكثر الناس حرصاً عليه، ويحرصان على تهذيبه وتأنيبه بسبب حرصهما على تربيته أحسن تربية. وقد نجد البعض الآخر من الزملاء في الدراسة يظنون ظن السوء بزميلهم النشط والمتميز، معتقدين أنه إنسان متكبر متعجرف يحب الشهرة فحسب، غير مدركين أنهم لو تقربوا إليه وسألوه في حاجة لهم لوجدوه من أكثر الناس تواضعاً ومساعدة لهم!! مسك الختام: إنْ كنا نريد أن نذكر أوجه سوء الظن، فالأوجه عديدة، ولكن العاقبة السوداوية والمأساوية واحدة، وكثيراً ما نسمع عن خلافات حدثت وعلاقات تحطمت بسبب سوء الظن، فالنيران الضخمة لا تأتي إلا من مستصغر الشرر، ولذا احرصوا يا قرائي الأعزاء على صفاء نواياكم، وتطهير قلوبكم من كل حقد وحسد وظن سوء بالناس. نعم أنا أعلم بأن بعض الأطراف بالفعل قد تخطئ، ولكن كونوا السباقين في حسن الظن دائماً، وأعطوا بقدر ما استطعتم العذر للغير، والتمسوا للناس أحسن المخارج، ولوموا أنفسكم وحاسبوها على أي خطأ أو زلل قد يمر بها، وصدقوني، فإن من يعش صافي النفس والعقل، يسعد ويهنأ ويعش مرتاح البال، لأن الله لا يعطي العبد المؤمن إلا على نواياه الطيبة، فلا تقتلوا راحة بالكم بظن السوء تجاه الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©