الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باربرا بيكولسكا تحاضر عن تأثير الأدب العربي على البولندي

باربرا بيكولسكا تحاضر عن تأثير الأدب العربي على البولندي
25 يناير 2010 22:02
أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالشارقة مساء أمس الأول محاضرة بعنوان “ تسرب الموضوعات والأشكال والأجناس الأدبية العربية إلى بولندا” قدمتها المستعربة البولندية الدكتورة باربرا ميخالاك بيكولسكا رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة ياجيللونسكي، وقدم المحاضرة ناصر العبودي أمين عام الاتحاد. وأشار العبودي خلال تقديمه للمحاضرة، إلى أن باربرا ميخالاك بيكولسكا اختارت اللغة العربية من بين لغات شرقية عديدة لتختص بها في بولندا ثم جاءت إلى منطق الخليج العربي ودرست الأدب الحديث في الكويت والبحرين وعمان لتختص بالحديث عنها في عدد من المحافل الأوروبية والمؤتمرات العلمية التي استضافتها خلال الفترة الماضية. من جهتها كشفت باربرا ميخالاك بيكولسكا أنها قد حصلت على منحة اكاديمية من وزارة التعليم العالي في بلادها للكتابة عن الأدب الإماراتي ضمن اهتمامها بأدب منطقة الخليج العربي، حيث تم التنسيق مع سفارة دولة الإمارات في العاصمة البولندية وارسو، ووزارة الثقافة والشباب والتنمية المجتمع، لهذه الزيارة التي تقوم بها الآن. وكشفت باربرا ميخالاك بيكولسكا خلال المحاضرة أن حضور الأدب العربي وتأثيره على الأدب البولندي عموما يتعلق بأدب العصور الوسطى العربية وفقا للتقويم الميلادي، أي خلال الفترة الممتدة من العام 750 – 1055 ميلادية فحسب، وذلك بحسب ما أوضحت. جاءت المحاضرة أشبه بدراسة في حقل الأدب المقارن شرحت الباحثة من خلاله أثر بعض الأدباء العرب الكلاسيكيين على أدباء بولنديين وصلت إليهم تأثيرات الأدب العربي عن طريق الثقاف الفرنسي على وجه التحديد، وبالتأكيد حسب قولها “يظهر هنا دور الليالي العربية الألف بوصفها ملهما بحكاياها ومخيلتها الشعبية فضلا عن عدد من الشعراء العرب والمسلمين، كسعدي الشيرازي وسواه من أدباء العربية”. أيضا تطرقت باربرا ميخالاك بيكولسكا في بحثها إلى مراحل أكثر تقدما كالرومانسية التي تلت مرحل التنوير الأوروبي عندما “بدأ البحث عن المهرب من الواقع المؤلم إلى عالم الخيال الذي ترسم أفقه الحكايات الأسطورية. لقد سلب الشرق خيال الشعراء البولنديين عندما تعرفوا إلى عالمه السحري الآسر في أعمال بايرون ومور ولامارتين وفولتير، وصولا إلى القرن العشرين”. وأوضحت باربرا ميخالاك بيكولسكا خلال الحوار أنه ما من معرفة واسعة بالعرب وثقافتهم في بلادها، بسبب قلة المجتمع العربي في بلادها بالقياس إلى بلاد أخرى من أوروبا الشرقية. ففي المدينة التي تعيش فيها “لا يوجد سوى عربي واحد ونتعامل معه بوصفه بولنديا هو الذي يتحدث العربية والبولندية بطلاقة لكن لا اهتمامات أدبية لديه حاله حال الكثير من البولنديين.” وأشارت أيضا إلى أن سبب عدم اطلالتهم على الآداب العربية الحديثة هو أنه ليس هناك سوى إرث القرون الوسطى من الاهتمام بهذه الآداب والذي يتلقاه البولنديون في المدارس ويرقى إلى المتنبي فالشنفرى، لا أكثر. كما أشارت إلى أن الانقطاع عن الآداب العربية حدث مع بولندا الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية حيث لم تكن هناك أي معرفة بآداب منطقة الخليج العربي تحديدا، إلى أن جرى افتتاح سفارات من دول الخليج العربي في بولندا حديثا، حيث افتتحت السفارة السعودية قبل خمسة أعوام. هنا أوضحت باربرا ميخالاك بيكولسكا أن حركة الترجمة من العربية قد بدأت بعد ذلك من خلال اللغة الانجليزية. أما بصدد الاستشراق فأوضحت أنه قد بدأ متأخرا في العام 1919 في مدينة كراكوف مع أن الجامعة التي تنتسب إليها قد أنشأت منذ أكثر من مئة سنة ثم استعرضت جملة من الإشكاليات التي تواجهها الأقسام الثلاثة المختصة بالعربية وآدابها سواء لجهة صعوبة اللغة العربية ذاتها أو أن الاهتمام بها ينشط الآن في أوساط الدبلوماسيين البولنديين العاملين في المنطقة العربية. هذا النقاش الذي لم يخل من الصراحة أوضحت خلاله باربرا ميخالاك بيكولسكا أنهم بحاجة إلى منح دراسية لطلبتهم الذين يتعلمون العربي ليتلقونها في مناخاتها الأصلية كما أنهم بحاجة إلى أن ترسل الدول العربية أساتذة لغة عربية لا يتقنون أبدا حرفا واحدا من البولندية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©