على مدار 60 دقيقة أبهرت دبي العالم باستقبال العام 2013، حيث انطلقت الاحتفالات من قلب منطقة وسط المدينة، وفي محيط “برج خليفة”، أعلى قمة بناها البشر، وبكل ألوان الطيف، وبلغة الموسيقى وبالألعاب النارية وبشلالات المياه والليزر، ليشهد العالم حالة خاصة جداً لاستقبال العام الجديد في دانة الدنيا.
منذ الساعات الأولى ليوم أمس الأول توافد الجمهور على منطقة برج خليفة، لاستقبال العام الجديد، وتجاوز العدد في محيط برج خليفة مليوني شخص، مع توقعات بأن يشاهد العرض الفني المتكامل، أكثر من 5 ملايين شخص.
دعم لوجستي
تعاونت مختلف الهيئات الحكومية في دبي من القيادة العامة لشركة دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، والدفاع المدني، ودبي للإعلام وهيئة الكهرباء، وشركة إعمار على إنجاح الحدث حيث تم توفير كافة وسائل الأمان لمليون زائر داخل منطقة برج خليفة، ومليون آخر انتشروا في المناطق المجاورة، وفي الشوارع الفرعية، وعلى امتداد شارع الشيخ زايد.
واستمر تسيير رحلات “مترو دبي” على مدار الساعة من صباح يوم الاثنين وحتى صباح اليوم التالي “الثلاثاء”، وركزت طرق دبي على توفير مختلف الخدمات المحطات الأربع في محيط منطقة الاحتفالات، وهي محطات مركز دبي التجاري ومركز دبي المالي ودبي مول والخليج التجاري، إلى جانب توفير 10 آلاف موقف سيارات إضافية، بينما وفرت الشرطة المئات من الرجال لتوفير الأمن والسلامة لضيوف الحدث.
ومع دقات الساعة الحادية عشرة والنصف انطلقت فعاليات استقبال العام الجديد قبيل منتصف ليلة أمس الأول تحت ظلال برج خليفة، لتبدأ 45 دقيقة من الإبهار الفني لاستقبال الخمس عشرة دقيقة الأولى من 1 يناير 2013، وتعزف فرقة “براج الفلهارمونية” ومن فوق مسرح “برج ستيبس” المطل على “برج خليفة” مقاطع موسيقية عالمية ومن “سيمفونية الحياة”، لمدة 15 دقيقة، إذ عزفت مجموعة من المقطوعات لأشهر المؤلفين الموسيقيين في العالم، وفي عروض حية.
وتمازجت عناصر الضوء والماء والنار، مع مناظر الشلالات المائية، واللوحات المصورة بالليزر، حول بحيرة برج خليفة، في عروض ليلة رأس السنة الجديدة، والتي نظمتها شركة “إعمار العقارية” في أكبر فعالية احتفالية شهدها العالم، بشهادة مؤسسات ومطبوعات وفضائيات إعلامية، استقبلت 2013.
ووصف الحضور ووسائل إعلامية العرض بأنه الأضخم من نوعه على الإطلاق، خاصة مع تكامل جميع عناصره الإنتاجية بتناغم شديد ودقة فائقة، ضمن سلسلة من الفعاليات الجديدة والمبهرة التي اختيرت بعناية لتلبي أذواق وتطلعات جميع سكان المدينة وزوارها المتوافدين إليها من كافة بقاع الأرض على حد سواء.
وشهد الحفل والبرنامج الثقافي لأمسية الانتقال من 2012 إلى 2013، نحو ملياري شخص حول العالم، عبر عشرات الفضائيات العالمية، وقنوات دبي الفضائية.
احتضان العالم
انتقل العرض من حالة إلى أخرى، متضمناً كل ألوان الطيف، معلنة ترحيب الإمارات بالحضور، من قارات العالم الست، وأشخاص بالملايين ينتمون لما يقرب من 120 جنسية، وربما أكثر، والتي وصفها أحد الزوار من بلجيكا أن سمع كل لغات العالم تحت قمة “برج خليفة”، بينما وصف زائر آخر من ألمانيا بأن العالم جاء إلى هذه المنطقة ليحتفل بعام جديد، إلى ذلك يرى زائر من جنوب أفريقيا بأنه لم يندم عندما قطع آلاف الكيلومترات ليرى مولد 2013 في دبي.
وللمرة الثالثة يشارك “برج خليفة” منذ افتتاحه، العالم في الاحتفال بقدوم عام جديد، بحفل عَكَسَ ثقافة الدولة، كمركز يحتضن العالم كله، بعروض من الفنون والتشكيلات البصرية والحسية، وصور حية للوحات مائية، وعروض من النار وبالألوان والأضواء، لتتوالي أعلام دول العالم، في تعبير عن عالمية دبي. واستعداد للعد التنازلي قبيل الساعة الثانية عشرة، من أول دقيقة من 2013، تزينت شاشات العرض العملاقة وبأطوال تصل إلى 210 أمتار، بأعلام دولة الإمارات وصور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ووسط العروض البصرية وبالفيديو حول إنجازات دولة الإمارات في الدقائق الأخيرة من 2012، مع إبراز للتراث العربي، يبدأ العد التنازلي من 10 إلى 1، ليدخل عام جديد، على وقع ألعاب نارية لمدة 15 دقيقة تغطي وتغلف برج خليفة بحالة فريدة من الألوان وأمواج من الإضاءة، وتشكيلات من الألعاب النارية للمرة الأولى هذه السنة، وامتدت لجميع مباني وسط المدينة، والتي تحولت إلى كتل من الأنوار والألعاب النارية، من أعلى قممها إلى آخر نقطة والعكس.
واستمرت العروض وسط أنغام الموسيقى السيمفونية الحية، في حالة إبهار للجمهور الذي استغرق في تصوير هذه المناسبة بكاميرات وهواتف وكل ما يمكن التصوير به، مع العروض الضوئية والموسيقية، والإضاءة التي رسمت الكثير من الصور الفنية لثقافات العالم، وتعكس الدعوة للسلام والحب، والأمن.
وفي الربع ساعة الأخيرة من الحفل وحتى الثانية عشرة والنصف من أول ساعة للأول من يناير 2013، قدمت فرقة “براج الفلهارمونية” مجموعة من أشهر سيمفونيات مشاهير الموسيقى العالميين، ومقاطع للموسيقى العربية والشرقية، في الوقت الذي تواصلت فيه شلالات الأنوار، ولوحات الليزر، ليقف الجميع في نهاية الحفل إجلالاً للسلام الوطني لدولة الإمارات في إعلان لنهاية حفل أسطوري دخل التاريخ.
79 فناناً
شارك في عروض احتفالات العام الجديد 79 فناناً من مختلف أنحاء العالم، وتم إنتاجها من قبل الفريق المنظم لاستعراضات الألعاب الأولمبية في بكين ولندن، واحتفالات العام الجديد في سيدني.
وأفاد المنظمون بأن كلمات الأغنية المصاحبة للعرض عبرت عن جوهر مفهوم “قلب العالم الحاضر تجول في أرجاء العالم، مفعمة بالحيوية، مشعة بالنور، تحمل معها ثقافة، وطبيعة مستقبل باهر، والصداقة الطيبة، وتؤكد اعتزاز الإمارات بتراثها وماضيها، وتطلعات إلى غد مشرق، تحت شعار، وسط مدينة دبي... الآن، للحياة عنوان”. كما أحاطت الألعاب النارية المكان بألوان العلم الوطني الأحمر والأخضر والأبيض. في هذا الإطار، قال رئيس مجلس إدارة “إعمار العقارية” محمد العبار “تعد احتفالات العام الجديد في “وسط مدينة دبي” استعراضاً بصرياً وصوتياً متكاملاً تتألق في خلفيته اللوحة العمرانية الرائعة لأرقى كيلومتر مربع في العالم، كما أنها تعبر رؤية دبي المشرقة لمستقبل عالمي زاهر مفعم بالتفاؤل والتآخي”.
وأوضح أن هذه الاحتفالية أصبحت اليوم في مصاف أروع احتفالات العام الجديد العالمية التي تقام في المدن الكبرى مثل نيويورك ولندن وسيدني وغيرها، مؤكداً أن احتفالات العام الجديد في “وسط مدينة دبي” تساهم في تأكيد المكانة التي تتمتع بها دبي بوصفها الوجهة الرائدة للسياحة والفعاليات على المستوى الدولي، إذ أنها الحدث الأبرز على أجندة فعاليات دبي الذي يترقبه الزوار من مختلف أنحاء العالم. ونوه إلى أن استعراض “شعلة المياه” استمد جماليته من تلاقي العناصر المميزة لمختلف الحضارات العالمية في “وسط مدينة دبي”، ومن روح هذه الثقافات التي عبرت المحيطات لتصل إلى ضالتها المنشودة وتسكن “قلب العالم الحاضر”، الذي يجمع الناس بنبض الأخوة والمودة.
واستخدم المنظمون 15 منصة مائية مجهزة بشاشات نصف شفافة في العرض إلى جانب الشاشة العلاقة بطول 201 متر، وتم تنصيب شاشات العرض العملاقة في “برج بارك” ومسرح “برج ستيبس” لضمان راحة الزوار، الذين كان بإمكانهم الوصول إلى “وسط مدينة دبي” باستخدام “مترو دبي” الذي عمل على مدار الساعة عشية العام الجديد، واستفاد الزوار أيضاً من سهولة الوصول والملاءمة عبر “جسر المترو” الذي تم افتتاحه مؤخراً ليربط محطة “مترو دبي” مع “وسط مدينة دبي”.
وحققت احتفالات العام الجديد في “وسط مدينة دبي”، أرقى كيلومتر مربع في العالم، إنجازاً عالمياً استثنائياً كإحدى أكثر الفعاليات استقطاباً للجمهور، ونجحت احتفالات العام الجديد، بضخامتها ورقيها غير المسبوقين، في تبوء موقع رائد كأحد أكثر الاحتفالات متابعة على مستوى العالم، مع بث فعاليات الحفل على الهواء مباشرة عبر أكثر من ألف محطة تلفزيونية.
وتمت تغطية هذا الحدث الاستثنائي باستخدام 18 آلة تصوير متطورة تم نصبها خصيصاً لتقديم البث التلفزيوني على الهواء مباشرة عبر شاشات القنوات الفضائية المجانية، والتي نقلت الحفل من الموقع الممتد على مساحة 500 فدان، تحت شعار “قلب العالم الحاضر”.
الأكثر مشاهدة
دخلت احتفالات العام الجديد في وسط مدينة دبي ضمن أحد أبرز الاحتفالات بالعام ضمن أجندة الفعاليات العالمية، والتي تقام تحت شعار «قلب العالم الحاضر».
إلى ذلك، قال العضو المنتدب لشركة «إعمار العقارية» أحمد المطروشي «تشير البيانات إلى أن احتفالات العام الجديد من العروض المذهلة الأكثر مشاهدة في العالم، خاصة أنها ضمت أكبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات إلى جانب المستوى الفني الراق، كما أنه منصة رئيسة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات وأهلها، وتسليط الضوء على النسيج الثقافي الذي تتميز به دبي كمدينة عالمية».
أجواء الفرح تعم دبي
انتشرت الاحتفالات بالسنة الجديدة في مختلف مناطق دبي وشوارعها، واختار الجمهور مواقع أخرى بالإضافة إلى منطقة برج خليفة لاستقبال العام الجديد، هروبا من الزحام، إلا أن الازدحام كان العنوان المشترك في كل مناطق دبي.
في منطقة “جميرا بيتش ريزيدنس” (جي بي آر) تجمع عشرات الآلاف لاستقبال العام 2013، وللاستمتاع بالألعاب النارية وعروض الليزر، التي نظمتها الفنادق والمطاعم، على امتداد الشاطئ. وفي برج العرب كان الحضور على امتداد الشوارع والطرق المطلة على البرج، لمتابعة الألعاب النارية والليزر، التي أضافت على مبنى “برج العرب” بهجة أخرى لواحد من معالم دولة الإمارات.
أما في أتلانتس نخلة جميرا فقد تحول شاطئ المنتجع وبامتداد 1,4 كيلومتر، إلى لوحات فنية رسمتها الألعاب النارية لتضئ مياه الخليج العربي لمدة 15 دقيقة تفصل العام 2012 عن العام 2013، شاهدها جمهور غفير انتشر في كل سعفة من سعاف النخلة الاصطناعية الأكبر من نوعها في العالم.
ونظم دبي فستيفال سيتي مول أطول عرض حي ومباشر خاص بليلة رأس السنة بالإمارات ليضيء الشاطئ الممتد لنحو 23 كيلو مترا على خور دبي، بالتزامن مع عرض الماء والضوء والألعاب النارية، في إطار من أنغام الموسيقى العالمية، وسط أمواج من البشر.
عدد اليوم
