السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد حسن أحمد يكتب جماليات الطبيعة والحب في «سبيل» و «ظل البحر»

محمد حسن أحمد يكتب جماليات الطبيعة والحب في «سبيل» و «ظل البحر»
3 يناير 2010 01:36
في ختام الدورة السادسة لمهرجان دبي السينمائي الذي أقيم في شهر ديسمبر الماضي وبحضور حشد من السينمائيين العرب والأجانب، فوجئ الشاعر والسيناريست الشاب محمد حسن أحمد بالإعلان عن اسمه ليتسلم جائزة أفضل موهبة سينمائية إماراتية لعام 2009 بجانب فوز نواف الجناحي بجائزة أفضل مخرج ومنال بن عمرو بجائزة أفضل مخرجة. ولالتقاط أثر الدهشة المفاجئة والمفرحة في ذات الوقت التي شعر بها محمد وللتعرف عن قرب على ردة فعله وعلى أثر الجائزة على حماسته السينمائية وهواجسه الفنية والإبداعية القادمة. سألناه عن القيمة المعنوية للجائزة وعن أبعادها الشخصية والعامة، فقال إن أهمية الفوز بهذه الجائزة تنبع من أنها ذهبت ولأول مرة لشخص يعمل خلف الكاميرا، وهي لفتة ذكية ومقدرة ــ كما قال ــ للقائمين على الجائزة الذين أعادوا الاعتبار للمبدعين والتقنيين الذين يعملون في صمت وبعيداً عن الوهج الإعلامي الذي غالباً ما يذهب نصيبه الأكبر للمخرجين. وأضاف “ رغم أهمية دور المخرج في صياغة الشكل النهائي للفيلم، إلا أن هذه الجائزة كافأتني على الكتابة السينمائية وهي مكافأة تعيد الاعتبار لهذا الحقل السينمائي الذي يعاني الضمور وقلة الأسماء المحلية التي تساهم في إنتاجه، ومن هنا أتمنى أن تغري هذه الجائزة الآخرين لممارسة فعل الكتابة السينمائية التي تنطوي على قدر كبير من المتعة والبحث البصري في القصص الإنسانية المتقاطعة مع الواقع والخيال في آن”. وعن مشاريعه القادمة في مجال الكتابة السينمائية قال محمد “إنه بصدد الانتهاء من كتابة فيلمين أحدهما قصير والآخر روائي طويل، الفيلم القصير يحمل عنوان “سبيل” وتدور أحداثه في طبيعة جبلية صامتة، ومن خلال شخصيات معزولة وسط جماليات الطبيعة المحيطة بها يحاول الفيلم أن يطرح رسائله الضمنية بأسلوب رمزي، يعتمد على إمكانيات الصورة وطاقاتها التعبيرية الصرفة، وسيقوم بإخراج الفيلم الإماراتي الشاب خالد المحمود، أما الفيلم الطويل فيحمل عنوان “ ظل البحر” وهو أول عمل طويل أكتبه وسيقوم بإخراجه نواف الجناحي، ويتألف الفيلم من مجموعة خطوط سردية تنفصل وتتقاطع في صياغة سينمائية تخلق نوعاً من التوازن بين المطلب الجماهيري والشرط الفني لهكذا أفلام طويلة، تتناول البيئة القاسية التي ينمو فيها الحب بين شخوص الفيلم، ويتفرع هذا الحب ليلمس أنماطاً بريئة ومتطرفة حسب شروط وإملاءات الواقع المحيط”. أضاف محمد “وهناك مشروع ثالث مختلف نوعاً ما عن الفيلمين السابقين بعنوان : “ أسود فاتح” سيقوم بإخراجه عبدالحليم قائد ويعتمد الفيلم على الحركة السريعة والأجواء المعاصرة التي لا تستغني عن جماليات الصورة”. وعن سبب غياب وقلة الأعمال السينمائية المحلية مقارنة بما تم إنتاجه في الأعوام السابقة، قال محمد” السبب الرئيس يعود لغياب مظلة سينمائية ثابتة يجتمع تحتها السينمائيون الإماراتيون، والسبب الثاني يعود لتشتت الجهود السينمائية وسط المهرجانات الكبرى، وغياب الهم الإبداعي الحقيقي أمام مغريات مادية كثيرة وأمام هوس الشهرة وملاحقة هاجس الفيلم الطويل الأضخم والأول وغيرها من المصطلحات التي لا تخلق فناً خالصاً، بل تساهم في تشويه هذا الفن وزحزحته عن سياقه الإبداعي والجمالي والإنساني بشكل عام”. سيرة محمد حسن أحمد يعتبر من الأسماء الحاضرة والمتجددة إبداعياً في المشهدين الأدبي والسينمائي في الإمارات، جرب محمد الكتابة في حقول الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرح، وامتد نهمه البصري إلى السينما من خلال كتابة سيناريوهات الأفلام القصيرة التي امتازت بقوامها الشعري الأنيق ومخاطبتها لقصص وعذابات إنسانية مغيبة ومسكوت عنها في المخيلة الشعبية، ترجمها في أفلام حازت جوائز وانتباهات نقدية عديدة نذكر منها: “بنت مريم” و”آمين” و”مساء الجنة” و”مريمي” و”تنباك” و”صورة ناقصة” و”عرس الدم” بالتعاون مع مواهب إخراجية شابة مثل سعيد سالمين وجمعة السهلي وعبدالله حسن وغيرهم من المخرجين الذين استفادوا من الخيال السينمائي الخصب الذي لوّن فضاءات الكتابة السينمائية لدى محمد حسن.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©