تطبيقات الوسائل الإعلامية على الهواتف الذكية تنمو بشكل مطرد

فتحت التطبيقات على الأجهزة المتنقلة والحواسيب الكفية آفاقا واسعة في طرق ومواقيت الاستخدام وكذلك في عادات المستخدمين، وأسهمت حتى الآن في إعادة ترتيب أهمية المحتويات الرقمية بما في ذلك الإخبارية منها، إلا أنه ما يزال من المبكر الحديث عن نتائج ثابتة من هذا القبيل وخاصة مع دخول تكنولوجيات جديدة منها الإعلان عن تطبيقات فيسبوك في بعض ماركات السيارات، ما يؤشر على أن نطاق ومفهوم التطبيقات قد يشمل فضاءات لم يسبق لأي من الشركات والمخترعين التفكير بها من قبل. دراسات واستطلاعات حتى الآن أدت التطبيقات على الهواتف الذكية واللوحات الرقمية تعديلا مهما في عادات استهلاك المحتويات، ولكنه تعديل لا يختلف جذرياً عن عادات المستخدمين لشبكة الويب والكمبيوتر الكفي، سواء تعلق ذلك بالمحتويات الإخبارية أو بغيرها من الفئات الرئيسية للمحتويات مثل الشبكات الاجتماعية. وفي استطلاع جديد ظهر أن 33% من حاملي الهواتف الذكية ولوحات الكمبيوتر الكفية في الولايات المتحدة الأميركية قالوا إنهم أنزلوا تطبيقات إخبارية في فترة الثلاثين يوما السابقة. كما أظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة نيلسون للأبحاث، أن التطبيقات الإخبارية جاءت في المرتبة الخامسة بعد تطبيقات الألعاب، وتصفح الخرائط والموسيقى والشبكات الاجتماعية. وفي نتيجة تهم المؤسسات الإخبارية ذات التطبيقات المدفوعة؛ قال 14% فقط من المشمولين بالاستطلاع، من الذين أنزلوا تطبيقات إخبارية، إنهم استخدموا التطبيقات الإخبارية المجانية، بينما قال 3% فقط إنهم أنزلوا التطبيقات المدفوعة الرسوم، في حين قال 16% إنهم انزلوا التطبيقات المجانية والمدفوعة على حد سواء. وجاء الاستطلاع ضمن دراسة شركة نيلسون عن «حالة وسائل الإعلام: الاستخدام استهلاكي للعام 2011». وأظهرت نتائج بحث أجرته شركة «آرس تكنيكا» أن نحو 51% من مستخدمي الهاتف النقال المشمولين بالاستطلاع، قالوا إنهم لا يمانعون في الإعلانات خلال تطبيقاتهم «إذا كان كان ذلك يعني السماح لهم بالدخول مجانا إلى المحتويات». وفي هذه الأثناء نقل موقع «مركز الفارس» للصحافة عن شركة أبحاث «فلوري» بيانات تظهر أن مستخدمي الهواتف الذكية يمضون وقتا أكثر مع تطبيقات الهاتف أكثر مما يتصفحون شبكة الإنترنت المتنقلة؛ حيث يمضي مستخدمو الهاتف الذكية 94 دقيقة يوميا في المتوسط في استخدام التطبيقات مقارنة بنحو 72 دقيقة يوميا في تصفح الإنترنت عبر المحمول. وعلى صعيد المواقع الاجتماعية، قال تقرير شركة «فلوري» إن لموقع فيسبوك الفضل في هذا الترتيب نتيجة دخول المستخدمين المتزايد إلى الشبكة الاجتماعية عبر التطبيق الخاص بهذا الموقع أكثر من دخوله عبر تصفح الشبكة. آفاق جديدة تزايدت تطبيقات كبرى الوسائل الإعلامية الإخبارية على الهواتف الذكية واللوحات الرقمية بشكل مطرد خلال العام الماضي، على الرغم من غموض التوقعات بشأن المردود المالي الذي يمكن أن تجنيه جراء ذلك كتعويض عن تراجع الواردات التقليدية من الإعلان والمبيعات. وكان من التطبيقات البارزة في نهاية العام الفائت دخول شبكة «بلومبيرج» للأخبار المالية والاقتصادية ببثها الحي على جهاز آيباد متبعة في ذلك خطى شبكة سي أن أن وغيرها. وخلافا للثانية التي جعلت أخبارها المباشرة متوفرة فقط للمشتركين، قامت «بلومبيرج» بتوفير برامجها مجانا لجميع حاملي الكمبيوتر الكفي الذي أتاحت لهم مشاهدة مختلف أنواع بثها من خلال تطبيقها بما في ذلك أسعار البورصات وغيرها من الأخبار التي تتطلب رسوما بيانية. كما يتيح تطبيق «بلومبيرج» مكتبة على الطلب على أن توفر قريبا محتوى حصريا بآيباد وفق ما ذكره موقع «ماشابل» المتخصص في التكنولوجيا. في هذا الوقت توقع محللون نموا من نوع آخر للتطبيقات مع إعلان شركة «مرسيدس بينز» في الولايات المتحدة عن إدخال نسخة خاصة من خدمات موقع فيسبوك إلى طراز سياراتها «دايملر أي جا»، وهو تطبيق يعتمد الاتصال المرئي، ويختلف عن استخدامات المواقع الاجتماعية في الكمبيوتر الشخصي أو الهواتف الذكية، كما أنه سيبدأ بعد محدود من المميزات التي صممت خصيصا للسائقين وتعني بشكل أساسي بأمكنة الأصدقاء والشركات. ويوضح هذا «الفتح» الجديد لفيسبوك أن غزو الشبكات الاجتماعية مرشح ليطال فضاءات وأمكنة لم يسبق لأي من مصممي المواقع الاجتماعية التفكير بها، ما يدع الباب مفتوحا أمام وتيرة نمو يصعب توقع حدودها، لكن من غير الواضح حتى الآن إمكان استفادة الفئات الأخرى، مثل المواقع والمحتويات الإخبارية من هذه المجالات، في حين يتوقع بعض المحللين أن يتحول فيسبوك إلى عالم قائم بذاته بعزل عن شبكة الويب. وقال نائب رئيس فيسبوك للشراكة وتسويق المنصات، دان روز، إن نسخة فيسبوك في مرسيدس تعكس توسع خدمات شبكات المواقع الاجتماعية إلى مستويات جديدة حيث تتوفر الشاشات ووصلات الإنترنت. ولفت إلى أن فيسبوك آخذة بالاندماج بشكل متزايد في التلفزيونات حيث يتوقع أن يبدي مصنعون كثر لأجهزة التلفزيون اهتماما بدمج فيسبوك في أنظمتهم، ومن هؤلاء «ديركت تي في»، الذي يقدم تطبيقا اجتماعيا جديدا للتلفزيون في معرض الإلكترونيات في لوس أنجلوس الذي بدأ مؤخرا، وهو تطبيق يسمح للناس التشارك بما يشاهدونه وإضافة التعليقات على الشاشة. ولكن إدخال فيسبوك في السيارات يثير اعتبارات تتعلق بالأمن والسلامة، علما أن تطبيق الموقع الاجتماعي يتيح مدونات شبه جاهزة ويمكن للسائق نشرها على الموقع بحركات ولمسات سريعة.