الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عروض تستخرج مضامينها من الحب والموت وتجارة المبادئ

عروض تستخرج مضامينها من الحب والموت وتجارة المبادئ
11 ديسمبر 2008 02:28
لم يتوقف المسرح في المغرب العربي عن التجريب والمحاولة بحثاً عن الدهشة والإمتاع وربما لا يصادف بحثه توفيقا في بعض الأوقات، لكنه يستمر يحاول، ويظل للمغرب العربي مع المسرح وضعية خاصة· الجزائر عانت اعمال عنف على مدى سنوات كانت ضربة للمسرح عموما وللتجريب على وجه الأخص الذي لا يزدهر الا في مناخ اكثر انفتاحا· وقد تراجع التجريب في الجزائر التي كانت واعدة ليعود بعد عشر سنوات، وهي فترة كافية لاعادة الأوضاع لنقطة البداية، لكن المسرحيين هناك لم يستسلموا وجاءوا إلى القاهرة بتجربة ''فالصو'' ليشاركوا في المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح التجريبي، لكنهم لم يتمكنوا من تجاهل أكبر همومهم، فجاءوا بقضية البطالة والتطرف· وعلى العكس تماما تأتي تونس المترفة مسرحيا والتي تحول فيها التجريب الى تيار كبير ومهم له جمهوره ونقاده ومبدعوه في وقت تعلن الدولة رسميا دعمها للتجديد في المسرح ومساندتها لأصحاب الابداع من كل الأجيال وان ظل الشباب في مقدمة التجربة، وجاءت تونس بعرض ''حراس المدينة''· يتأرجح المغرب وليبيا بين الحماس للتجريب ونقص الامكانيات والمراوحة الرسمية بين الاهتمام والتجاهل· لكن تبقى محاولات المبدعين وتمسكهم بعالم المسرح والتجريب الذي يعني بالنسبة للمبدع مغامرة جديدة مع كل عرض· وقد جاء المغرب متسلحا بنص مهم لسعد الله ونوس هو ''بلاد أضيق من الحب''· بينما جاءت ليبيا بعرض ''رجل تافه''· اقتباس جزائري عرض ''فالصو'' الجزائري لفرقة ''المسرح الجهوي لسيدي العباسي'' مقتبس عن رواية ''المنتحر'' لنيكولاي أردمان وتناول البطالة التي يعانيها الشباب العربي· وجاء العرض محاكمة للجميع بسبب ما عاشه بطل العرض ''ناصر'' وجعله فريسة لتجار المبادئ من رجال الدين والسياسة· وعلى الجانب الآخر يأتي الرجل الناضج الذي قرر تطليق السياسة ومعه عقله الذي يؤرقه، فقرر أن ينغمس في الخمر ليزيد من احباط الشاب المحبط بعد أن أعجزته البطالة وأفقده البحر اصدقاءه الباحثين عن فرصة عمل· ''ناصر'' يقرر الانتحار، وهنا يأتي من يقنعه بالانتحار الشرعي أو بعمل انتحاري ضد الكفار ويعطيه المال فيردد مقولاتهم ثم يأتي مبشرون يغرونه بالتنصر لأنه لا يصلي صلاة المسلمين ولا يصوم ويكره الأذان، وبعد أن يقرر الاستجابة للاغراء يتحول لفريسة جديدة لسياسي مستغل يبيع بلاده مقابل توكيلات اجنبية، وهنا تدور أهم كلمة في النص عندما يتحاور السياسي ممثلا للغرب مع أم الشاب ويقول لها: تقاليدكم تمنع المرأة من العمل· فترد عليه بل اقتصادكم منع الرجل عندنا من العمل· ومزج مخرج العرض عز الدين عبار خبرة عبد القادر جريو ''السكير'' مع حيوية عبد الله جلاب ''الابن'' والأداء المحكم لدليلة نوار ''الأم'' وخلط الكوميديا بالمأساة، فأدانت ''فالصو'' الجميع· واختار المخرج مشهد النهاية ليعبر به عن النهاية الكئيبة فتغطي خشبة المسرح ملاءة بيضاء تتحرك في ايحاء بموج البحر الذي يغرق الجميع، بينما يقف ''ناصر'' مركزة عليه الاضاءة كأنه يتهم المجتمع بحالة الغرق التي طالت الكل· الاخراج كان على قدر من التميز أهل صاحبه ليكون ثالث ثلاثة يتنافسون على جائزة أحسن اخراج في المهرجان حيث استطاع أن يحافظ على حيوية العرض وطرحه بطريقة ابتعدت عن التقليدية· مدرسية مغربية وعن ''بلاد أضيق من الحب'' للراحل سعد الله ونوس جاء العرض المغربي ''طايطوشة'' لفرقة ''تياتروكم'' مدرسيا، ولم يرتق لمستوى آخر ما كتب ونوس من ابداع ولم تكن اللهجة المغربية العامية سببا في عدم تفاعل الجمهور مع العرض بدليل عدم حرص مغاربة حضروا العرض على البقاء للنهاية· الفكرة اعتمدت على مرونة الانتقال عبر الزمان والمكان فحول المخرج الايقاع المسرحي لما يشبه السينما وهو ما يحسب له، لكنه تعامل بتقليدية مع النص وحاول التطوير في الشكل، ومن باب التجريب لجأ لما يسمى الديكور المحمول، فالرجل والمرأة يحملان كرسيهما دائما كما يحمل آخر عامود الاضاءة أو ينقل آخر رصيف الانتظار للدلالة على الانتقال لمكان آخر· عرض ''طايطوشة'' دارت أحداثه حول عاشقين في مواجهة منظومة القيم والأعراف والقوانين الكل يطاردهم ويحاول أن يمنع هذه العلاقة التي نشأت بين جريحين، فالرجل كاتب مصاب بالسرطان وينتظر الموت والمرأة رسامة هاربة من تجربة زواج مؤلمة·· والحب في المسرحية فوضى جميلة تدين الأرواح الفقيرة التي تقدس النظام ولا تهتم بالجمال المعني الذي قصدته المسرحية موح ومتميز لكن لم تتح له عناصر فنية تجعله أكثر وصولا للجمهور· سخرية تونسية ''حراس المدينة'' كان العرض التونسي الساخر لفرقة المسرح اليومي التونسي، ويدور حول اتفاق ''قرمط'' و''السيد جمجمة'' على احضار فزاعة ضخمة خارج أسوار المدينة بقصد الحراسة والتبرك لتتحول الى رمز للنفوذ والسيطرة· وبينما يضعانها يتذكران جوانب من تاريخ العرب من الانتصارات والانكسارات والصراعات الداخلية التي تتسبب في حالة الضعف التي تعيشها الشعوب· السخرية المرة من الأوضاع كانت اهم ما ميز العرض بجانب التعبير الضوئي وحركة الجسد· المنجي بن ابراهيم مخرج العرض يقول: لدينا في تونس 300 مهرجان بين وطني ودولي ومحلي وهذا التنافس خلق حركة كبيرة تعتمد على البحث والتجريب وتقلص المسرح بمفهومه التقليدي منذ سنين وجمهور التجريب في تونس يمثل الأغلبية ولدينا جمهور كبير للعروض التجريبية وهو ما يدفع الفنانين والفرق الى البحث التجريبي· حيلة ليبية ليبيا التي تستعد للمهرجان التجريبي الرابع بها بعد انتهاء الدورة 11 للمهرجان الوطني للمسرح وهي في الطريق لانشاء دار أوبرا ومسارح شاركت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي بعرض ''موت رجل تافه'' لفرقة المسرح الوطني ببنغازي· وتميز أحمد العيساوي في الدور الرئيسي للمسرحية خاصة في مشاهد التعذيب والاغتصاب التي تعرض لها وتعاطف الجمهور معه وهو يؤدي دور الوالد المتألم لما أصاب ابنه الذي تركه ليواجه مأسي لم يكن يتوقعها· ولجأ مخرج العرض وليد العبد الى حيلة دخول البطل خشبة المسرح من بين الجمهور، لكنه وقع في خطأ سببه الطمع في أن يقول كل ما يريد في عرض واحد فلم يكتف بمونولوج قوي مكثف قاله البطل عن الحرية والعدل نال استحسان الجمهور وكان من المفترض أن ينهي العرض بهذه الذروة، لكنه أعاد الممثل للحالة الحوارية والتي جاءت متكررة فأضاعت فرصة وصول العرض في قمة سخونته· وهو الرأي الذي أسر به أحد أعضاء لجنة التحكيم التي شاهدت العرض، مؤكدا أن ''موت رجل تافه'' كان أفضل عرض ليبي يشاهده· مهرجان مغربي ـ إسباني لمسرح الأطفال شهدت العاصمة المغربية الرباط ومدينة الدار البيضاء أول مهرجان مسرحي مخصص للأطفال شاركت اسبانيا في تنظيمه مع المغرب بهدف تعزيز الحوار والتفاهم بين البلدين· وشمل المهرجان عروضا موسيقية راقصة مختلفة للأطفال فى شوارع الرباط وأخرى بمسرح محمد الخامس· وقال عبد اللطيف نسيب المسناوي مدير مسرح محمد الخامس إن هدف المهرجان هو ''إعطاء مساحة أكبر لمسرح الطفل في برمجة المسرح الوطنى خاصة والاهتمام بالطفل على الساحة الوطنية''· وأضاف قائلا ''والهدف منه أكثر هو منح فرصة للطفل حتى يمكنه أن ينفتح على ثقافات أخرى ويفتح خياله وإبداعه ويشاهد عروضا متنوعة تساهم فى ثقافته وتربيته''· وقدمت فرقة أركالادانزا الاسبانية عرضا بمسرح محمد الخامس لمسرحية غنائية راقصة بعنوان ''جنة الأطفال'' لاقت إعجابا كبيرا من الأطفال· وشاركت في مهرجان مسرح الأطفال أربع فرق اسبانية وخمس مغربية· وقدمت فرقة الأوائل للإبداع الفني المغربية ضمن المهرجان مسرحية مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة بعنوان ''حكايات شهرزاد''· وذكرت الممثلة المغربية ضحى أزمي التي أدت دور شهرزاد في المسرحية أن الأطفال يستطيعون إدراك الرسالة التي يتضمنها العمل الفني أفضل مما يدركها الكبار· وقالت ضحى ''الطفل يفهم أكثر· وإذا كنت صادقا في رسالتك فهو يفهم أكثر من الإنسان الكبير في السن· ولهذا يبقى الحوار مع الطفل ضروريا لأن مسرح الطفل أصعب بكثير من مسرح الكبار''· أحلام وأوهام المرأة العراقية في الناصرية قدمت مجموعة من طالبات معهد اعداد المعلمات في الناصرية عرضا مسرحيا، حمل عنوان ''أحلام وأوهام'' يتحدث عن حياة المرأة العراقية، فيما وصف أحد النقاد بروز المرأة في المدينة مجددا على المسرح بأنه ''تحول اجتماعي كبير''· المسرحية التي عرضت على قاعة المركز الثقافي في المحافظة من تأليف الكاتب حسن عبد الرزاق ومن إخراج حيدر جبر الاسدي وتمثيل مجموعة من طالبات قسم التربية الفنية في معهد إعداد المعلمات· وقال مخرج المسرحية حيدر جبر الاسدي ''تتحدث المسرحية عن المرأة العراقية وما عانت من ألم ومن انعكاسات ظاهرة عسكرة المجمع التي كانت من ضحاياها خلال فترة النظام السابق وبالتالي تعرضت إلى تهميش دورها''· وأضاف أن ''خطاب العمل يدعو للوقوف إلى جانب المرأة وإخراجها من المستنقع والمحاولة بدفعها إلى فضاء جديد يعيد الحق لها''· وقال مؤلف المسرحية حسن عبد الرزاق ''مسرحيتنا دعوة للأحلام الجميلة البريئة التي لا تخالطها سوداوية ولا تحبطها ظروف الحياة القاسية''· وأضاف ان ''الإرادة الإنسانية هي وحدها التي تحول الأوهام إلى أحلام وان الأحلام خيط الضوء الذي يربط الروح بالحياة ليجعلها على اتصال ابدي بها''· وعن بروز المرأة على المسرح في المدينة قال الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك: ''شاهدنا تسعة ممثلات على المسرح وهو شيء يثلج الصدور حقا، لأن المرأة ومن خلال هذه المسرحية كسرت حاجز الخوف وهو تحول اجتماعي كبير في المدينة وهي بذلك تعيد الأمل والحياة إلى المسرح فى المدينة''· وشاركت في العمل مجموعة من الممثلات وهن صفاء قادر جابر بدور (زينب) وليلى يوسف مطر بدور (بان) وفرقد عبد الناصر حامد بدور (وسن) ورشا علي حسين بدور (شمس) وطيف ريحان بدور (إيمان) والآم ريحان بدور (سحر) ورقية عبد الصاحب بدور (الطائر) وزينب جليل بدور (فتاة الحكاية) وسارة كاظم بدور (أخت الفتاة) إضافة إلى مجموعة العمل الأخرى رسل رحيم للإدارة المسرحية وإيمان لطيف مصممة الأزياء وعمار نعمة الموسيقى والبر كرام وكريم عبد جابر تنفيذ السينوغرافيا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©