الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سكان بغداد يستعينون بـ النفط الأبيض للتدفئة

سكان بغداد يستعينون بـ النفط الأبيض للتدفئة
31 يناير 2008 23:55
لا يزال سكان بغداد في حيرة من أمرهم أمام الانقطاع التام للتيار الكهربائي عن أنحاء واسعة من البلاد في ظل انخفاض كبير في درجات الحرارة التي تدنت في العديد من المناطق إلى ما دون الصفر· ورغم تنفس البغداديين الصعداء جراء تحسن الوضع الامني وانتهاء أنشطة الجماعات المسلحة والمليشيات بشتى صورها واشكالها الا ان تردي مستوى الخدمات ومنها انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار السلع الغذائية الاساسية واسعار الوقود شكلا صدمة جديدة للاهالي· ويعيش سكان بغداد منذ بداية يناير الحالي في وضع لا يحسدون عليه جراء الانقطاع التام للتيار الكهربائي وسط تقاعس حكومي عن اتخاذ تدابير سريعة لانهاء معاناة الناس جراء هذه الظاهرة التي اثقلت كاهلهم· ولجأ سكان بغداد بشكل كامل الى وسائل التدفئة التي تعمل بالنفط الابيض وكذلك غلي المياه للاستحمام ما رفع اسعار مادة النفط الابيض زيت الكاز في السوق الى 1000دينار عراقي للتر الواحد (الدولار الامريكي يعادل 1210 دينارات عراقية)· وتتبادل وزارتا الكهرباء والنفط الاتهامات بشأن انقطاع التيار الكهربائي حيث تقول وزارة الكهرباء إن وزارة النفط لا تغذي المحطات بالوقود وترد الاخيرة بأن الأولى لا تغذي منشآتها بالكهرباء فضلا عن توجيه وزارة الكهرباء التهم الى كل من تركيا وايران والكويت بعدم الالتزام بوعود تزويد العراق بالطاقة الكهربائية · واعتاد العراقيون عامة والبغداديون خاصة ولاسيما في المرحلة التي أعقبت الغزو الامريكي للعراق عام 2003 على شراء ''امبيرات ''محدودة لتأمين احتياجاتهم المنزلية بعد ازدهار تجارة بيع الكهرباء من قبل أشخاص يملكون مولدات ذات طاقات عالية تنتشر في الاحياء والازقة وتقدم خدمات مضمونة نوعا ما لمدة سبع ساعات في اليوم موزعة على النهار والليل وبسعر يتراوح بين 12 إلى 15 ألف دينار للامبير الواحد· والى جانب ذلك لجأ العراقيون لاستخدام مولدات كهربائية صغيرة بطاقات مختلفة لسد النقص الحاد في الكهرباء حيث تعج السوق العراقية بعشرات الانواع والاحجام صينية وماليزية وتركية وكورية ويابانية المنشأ· وتلقى تلك المولدات رواجا هائلا لتأمين الكهرباء للمنازل والمحال والمكاتب التجارية والمستشفيات والمختبرات الطبية وغيرها· وفي كل الاحوال فإن بغداد تعيش بعد منتصف الليل في ظلام دامس حيث يخلد الناس الى النوم بانتظار يوم جديد عسى ان يكون احسن من سابقه· ومع ظهور أية بادرة لانقطاع التيار الكهربائي في العراق فإن تجارة المشتقات النفطية تنشط وتزدهر على الارصفة ويشاهد عشرات الفتيان يعرضون بضاعتهم بأسعار مرتفعة لكن هذه المهنة محفوفة بالمخاطر لان الباعة معرضون للاعتقال او مصادرة بضاعتهم من قبل الجيش الامريكي أو قوات الجيش والشرطة العراقية لذا تراهم يفرون كالبرق الى ملاذات آمنة عند مشاهدتهم هذه القوات لكنهم يعودون الى مواقعهم بعد زوال الخطر· ويقول أحمد مهدي '' 43عاما'' موظف حكومي: ''لقد اضاف الانقطاع التام للكهرباء اعباء ثقيلة على ميزانية البيت التي تم توظيفها لشراء البنزين لتشغيل مولدة البيت فضلا عن شراء امدادات اضافية من النفط الابيض لغرض التدفئة وكذلك لغرض غلي المياه للاستحمام''، وأضاف مهدي: ''ليست لدينا ثقة بوعود الحكومة ووزارة الكهرباء حول حصول تحسن في انتاج الطاقة الكهربائية وكل ما يقولونه مجرد وعود ليس الا''· وقال اسعد محمد '' 37عاما'' وهو عامل حرفي: ''الحكومة تقول لنا اصبروا وان هذا العام سيكون عام بناء واعمار وحركة اقتصادية نشطة لكن واقع الحال عكس ذلك فنحن في اول شهر من عام 2008 نعيش في ظلام دامس في ظل درجات حرارة منخفضة الى مادون الصفر ولا ادري عن أي صبر يتكلمون''· ويبدو ان العراقيين سيواصلون هذا العام معاناتهم جراء تدني مستويات الخدمات وارتفاع الاسعار فيما لا يزال مجلس النواب غير قادر على الانتهاء من إقرار الموازنة العامة للبلاد التي بلغت نحو 49 مليار دولار في ظل جدل حاد حول مخصصات الاقاليم وضبابية بعض المخصصات المالية مما يعني تأخر صرف المخصصات لتنفيذ المشاريع الحيوية التي وعدت الحكومة بتنفيذها هذا العام·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©