لبيت النداء

تلقيت دعوة كريمة من 'رأي الناس' عبر الهاتف فلبيت النداء وتذكرت الزمن الذي عشنا فيه مع مجموعة من الأخوة منذ بدايته فلم أستطع أن أخيّب الرجاء·
وعادت بي الذاكرة عندما كانت الأقلام تصول وتجول والعقول تتوافق حول الآراء والتجارب، وقد عشت معها في جو كله حماس واندفاع وقوة· الحقيقة أنني ما كنت لأتوقف لولا الظروف الخارجة عن إرادتي·
وأتساءل مع نفسي لماذا يكتب هذه الصفوة من الشباب وماذا يجنون من ذلك؟ والجواب على هذا السؤال عميق في النفس والروح وممزوج بشتى الفكر ونجد أنه يريد أن يقول ما يجول في خاطره من أفكار وما لديه أو تقييدها بالأغلال ويحكم عليه بالسجن في ظلامه وهمومه·
هؤلاء الاعلاميون الذين خطوا الكتب والقصص وعبروا عن كل صغيرة وكبيرة يشاهدونها في مجتمعهم من أخطاء ومن معاناة ويريدون أن يصلوا معهم وبهم إلى حلول ترضي النفس وتسعد الروح·
إنني بكل تواضع وغيري من ملايين البشر يشعرون بالسعادة عندما يشاركهم الآخرون ويشاطرونهم آلامهم وكأن حملاً ثقيلاً أزيح عن صدورهم، كم من مشاهدات وتجارب يشاهدها الفرد منا ذو الضمير الحي والنفس الشفافة والتي تستحق منه الأفكار والآراء سواء كانت واقعية أو شبه واقعية أو خيالية ولماذا الخيالية إنها سر التفكير الهادف والأفكار التي قادت البشرية إلى شتى الاختراعات والإبداعات بل كل ما حولنا من جديد هو خيال خصب وبناء شامخ كما بدأ·
كل هذه الإبداعات ترعرت ونمت في خيال الكاتب وفي لحظة موفقة وبعد معاناة خرجت إلى العالم وانتشرت في سائر أرجائه·
لابد أن يشعر صاحب القلم باللحظة المناسبة حتى يكون القلم طوعاً له والكلمات والجمل تتوافق ولا يجد أي كاتب إذا لم تحن هذه اللحظة·
منصف أبوبكر