«الحوثيون» يعلنون الانسحاب من كافة الأراضي الحدودية مع السعودية

أعلن قائد التمرد الحوثي في شمال اليمن عبد الملك الحوثي في تسجيل صوتي بث أمس الانسحاب الكامل من الأراضي السعودية التي سيطر عليها المتمردون منذ نوفمبر الماضي. وقال الحوثي في ما وصفه بـ”المبادرة” تجاه السعودية “نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية”. وأضاف الحوثي “نؤكد أنه إذا استمرت السعودية بالعدوان بعد هذه المبادرة فإنها تظهر بذلك” أن هدفها “عملية غزو لمناطقنا” في شمال اليمن وليس الدفاع عن أراضي المملكة. وذكر قائد التمرد الذي يخوض مواجهات شرسة مع القوات اليمنية أيضاً أن المبادرة التي قال إنها الثالثة من نوعها تأتي “حرصاً منا على حقن الدماء وسعياً إلى وقف العدوان على المدنيين”. كما اعتبر أن المبادرة هي “تقديم فرصة حقيقية للسلام” مع المملكة. وشدد الحوثي على أن سيطرة المتمردين على مواقع في السعودية “كان ضرورة لمواجهة عدواناً انطلق منها” وأن هدف الحوثيين لم يكن احتلال أراضٍ سعودية، معتبراً أن استمرار العمليات السعودية على المتمردين في شمال اليمن بعد هذه المبادرة “يعطينا الشرعية لفتح جبهات جديدة” ولـ”فتح حرب مفتوحة” مع المملكة. وقالت مصادر عسكرية مطلعه في صنعاء لـ(الاتحاد) إن أعلان الحوثي سحب قواته من أراضي المملكة “خطوة جيدة لإنهاء العدوان على الأراضي السعودية لكن هذه الخطوة هي تكتيكيه يهدف منها إلى إعادة تموضع لعناصره داخل المناطق الشمالية اليمنية بعد الضربات القاصمة التي تعرضت لها جماعته من قبل القوات اليمنية والسعودية”. وكانت السعودية دخلت خط المواجهات العسكرية من الحوثيين مطلع نوفمبر في أعقاب مقتل أحد حراس الحدود السعوديين بأيدي متمردين تسللوا إلى أرضها واحتلوا مواقع سعودية على الحدود. وسبق أن أعلنت المملكة نجاحها في طرد المتمردين من أراضيها. كما أكد الحوثيون أكثر من مرة استعدادهم للانسحاب من الأراضي السعودية التي تمركزوا فيها على الحدود مع اليمن مقابل “وقف العدوان” السعودي عليهم. على صعيد آخر أصيب 7 جنود يمنيين، أمس الاثنين، في هجوم شنه مسلحون، يشتبه بانتمائهم لقوى الحراك الجنوبي، على نقطة أمنية بمحافظة الضالع. وقال مصدر مسؤول بالسلطة المحلية بمحافظة الضالع، لـ(الاتحاد) إن “مسلحين يشتبه في انتمائهم إلى قوى الحراك الجنوبي، شنوا صباح أمس الاثنين هجوماً على نقطة أمنية بمفرق العزارق عند مدخل مدينة الضالع”. وأوضح المصدر أن الهجوم أسفر عن إصابة 7 جنود، حالة ثلاثة منهم حرجة، لافتًا إلى أن قوى الحراك الجنوبي حاولوا إجبار أهالي مدينة الضالع على تنفيذ عصيان مدني، بهدف لفت اهتمام اجتماع لندن المقرر انعقاده غداً الأربعاء بالعاصمة البريطانية لندن. ويطالب “الحراك الجنوبي” بانفصال الجنوب اليمني عن شماله بعد 19 عاماً من تحقيق الوحدة الوطنية بين شطري البلاد في مايو 1990. وقال المصدر المحلي إن عناصر مسلحة تابعة لـ”الحراك الجنوبي” حاولت إغلاق مدرسة واقعة على أطراف مدينة الضالع “لإجبار الطلاب على تنفيذ العصيان”، مشيراً إلى إصابة ثلاثة طلاب بنيران المسلحين “لعدم امتثالهم بقرار العصيان المدني”. وأكد مصدر طبي بالمحافظة نقل ثلاثة طلاب جرحى إلى مستشفى التضامن بالمدينة. وحسب المصدر المحلي، فإن عناصر “الحراك الجنوبي” اعتدت على ممتلكات المحال التجارية التي لم يلتزم أصحابها بقرار العصيان المدني. وكان 3 جنود يمنيين قتلوا،أمس الأول، في هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة أمنية بمدخل مدينة عتق محافظة شبوة، على بعد 474 كم جنوب شرق العاصمة صنعاء. ونقلت وكالة رويترز أمس الاثنين عن مسؤول أمني يمني قوله إن تنظيم القاعدة “ربما يكون وراء الهجوم”، مشيراً إلى أن “شيوخ قبائل يتفاوضون مع متشددين ليسلموا أنفسهم”. وتعد محافظة شبوة مسقط رأس الداعية الأميركي من أصل يمني أنور العولقي، الذي كان على صلة بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية الشهر الماضي. وفي سياق متصل، قال محافظ محافظة مأرب ناجي الزايدي، إن شيوخ قبائل محافظة مأرب تعهدوا بالتصدي لعناصر تنظيم القاعدة “وعدم التستر عليهم أو إيوائهم أو تقديم أي أشكال المساعدة “. وأضاف الزايدي في حديث صحفي، إن عدد عناصر القاعدة الموجودين في مأرب “لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة”، لافتاً إلى أن عناصر أخرى من عناصر التنظيم من اليمنيين والأجانب “يترددون على المحافظة بين حين وآخر”