الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شروع في الانتحار

5 يوليو 2018 20:24
هل نستطيع أن نكره لاعباً نحبه؟ وهل يجوز أن نحب في لاعب شيئاً ونكره فيه أشياء؟ يتردد السؤال بقوة، وبكل لغات العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أن ظهر نيمار على مسرح المونديال متخلصاً من إصابة بالغة غيبته لأشهر عن حدائق الإبداع، ومع تردد السؤال يكبر الجدل ويختلف الناس، أساطير ونجوماً وعاشقين لكرة القدم الجميلة، في شكل ونمط الإجابة، مع أن هناك إجماعاً على سلبية الصورة التي يصدرها نيمار عن نفسه في هذا المونديال، صورة الممثل البارع والمستفز للمشاعر والمتحايل على قيم النزاهة الفكرية، وهو المفترض أن يكون على الدوام مصدراً للبهجة، وصانعاً للفرح، ومجسداً للرجل الذي تتجمع فيه صفات العبقرية بأرقى تجلياتها الإنسانية. أبداً لم تخل مباراة من المباريات الأربع التي قاد خلالها نيمار البرازيل في هذا المونديال، إلى أن أوصلها بعلامة الامتياز والاستحقاق الكاملين، لدور الثمانية، حيث سيكون الاصطدام اليوم مثيراً واحتفالياً مع شياطين بلجيكا الحمر، من ردات فعل، إما ساخطة أو مستنكرة لهذا الذي يجنح إليه نيمار في أحيان كثيرة لتوهيم المشاهد، وقبله حكم المباراة، بوجود نية مبيتة لدى الخصوم لإلحاق الأذى به. وأنا هنا أطرح فرضية القصدية من هذا السلوك الجنحي، في منظور الروح والنزاهة الرياضية، هل هو إرث خلفته الإصابة البالغة لنيمار، وأصبح سلوكاً لا واعياً يصدره عقله الباطني؟ أم هي خطة محبوكة نسج خيوطها علماء نفس، لحماية مسبقة لنيمار من كل أذية قد تحرم البرازيل من ساحرهم الأول، وتكون الكارثة شبيهة بتلك التي أغرقت البرازيليين في بحر من الدموع قبل أربع سنوات؟ ومن لا يذكر أن «السامبا» لم تعرف خلال مونديال استضافته على أرضها أن تمشي وحيدة إلى المجد في غياب نيمار. أياً كان الأمر، فإن ما يأتي به قائد «السامبا»، من تظاهر مكشوف بحصول فعل الأذية ومن افتعال للسقوط، إلى الحد الذي يدور فيه نيمار على نفسه عشر مرات، ومن بلادة أحياناً في إخراج مشاهد ظلم كاذب، يسيء في واقع الأمر لنيمار الذي ترشحه خوارقه الكروية لأن يكون بالفعل هو الوريث الحقيقي للأسطورتين ميسي ورونالدو، بل ويشبه إلى حد بعيد، الشروع في الانتحار. مؤكد أن رسالة الاستهجان والامتعاض والتقزز مما صدره نيمار في هذا المونديال، للذين يعشقونه وللذين يرون فيه مجسماً للجمال والسحر، قد وصلته ووصلت محيطه، لعله يتأكد من حقيقة أنه ممثل للإبداع الكروي على مسرح المونديال، لا يوجد ممثل مأجور يجسد دوراً بليداً في مسرحية لا يشاهدها أحد ولا يمكن أن تمر بلادتها على سيف الرقيب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©