هناء الحمادي (أبوظبي)
«يا وليدي أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف، ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر» هذا نص وصية المربعانية بعد رحيلها من المنظومة المناخية موجهة لولدها شباط عبر مراسم مليئة بالحزن مبشر بصفعة باردة قوية وسحب ممطرة.
بنظرة مناخية، يوضح إبراهيم الجروان الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام على القبة السماوية في الشارقة حالة الطقس التي تمر بها دولة الإمارات حاليا، قائلاً إنه بعد أن اعتدنا على المسميات المناخية المعروفة في دولة الخليج كموسم المربعانية والصفري والوسم، ظهرت لنا مسميات جديدة كعاصفة «هدى» و«زينة»، لكن هذه المسميات لم تكن سوى بداية «موسم الشبط» فقط.
ويُعرف الجروان معنى المقولة السابقة الوليف وهو لحاء النخل ويستخدم لفلترة القهوة من الشوائب، ومعروف أن الليف إذا أشعلت فيه النار فإنه يتآكل بسرعة لخفته ولا يستخدمه للتدفئة إلا ميسورو الحال، و«الدويف» أكلة قديمة لا تحتوي على سعرات حرارية عالية لتدفئة الجسم، أما «السمر» فناره قوية و«التمر» أكله تحتوي على سعرات حرارية عالية فتعمل على تدفئة الجسم ولا يستخدمه إلا أهل النعمة والغنى.
وبنوع من التفصيل يشرح الجروان موسم الشبط ويقول: «الشبط في الخليج «برد البطين» لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع، وكلمة الشبط مأخوذ من شهر «شباط»، وله من المنازل السماوية منزلتين هما النعايم والبلدة، ويضيف: النجم الأول من الشبط «النعايم» فيه يشتد البرد وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة، أما في منتصف النعايم فتتكاثر السحب الممطرة، وأول موسم الشبط تتسم برودته في رياحه لذا يكون الجو البارد في العراء، أما داخل المنازل فأخف وطأة، وخلال هذا الموسم يكثر هبوب الرياح الشمالية الباردة وشدة عصف الرياح ويكون غالبا نسري «مطلع نجم النسر» فشدة الهواء تجعل الأبواب والنوافذ لها صوت قرقعة خصوصا أبواب الخشب القديمة، فمعظم الأبواب والنوافذ القديمة مصنوعة من الخشب وتطل على الحوش فيكون لها صوت صرير وعواء كعواء الذئب ولذلك تسمى العواية.
عدد اليوم
