الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأكاديميات العالمية».. «ضجيج بلا طحين»!

«الأكاديميات العالمية».. «ضجيج بلا طحين»!
17 يناير 2014 23:46
مراد المصري (دبي) - كشفت الإحصائيات الرسمية في الإمارات أن كرة القدم، مفضلة للشباب بنسبة 71 %، وانعكس ذلك على حجم الإنفاق المادي، والرعاية التجارية الضخمة التي تحظى بها المسابقات المحلية للعبة، مقارنة بغيرها من الألعاب الرياضية، فيما طغت شعبية الأندية العالمية على نظيراتها المحلية، وأصبحت المسابقات الأوروبية تحظى بالقدر الأكبر للمتابعة، سواء المباريات، أو أخبار الفرق ونجومها، وهو ما رصده أصحاب المصالح التجارية الذين وجدوا في ذلك فرصة يمكن استغلالها، من خلال جذب الأطفال وذويهم لأكاديميات الكرة التي تحمل أسماء الأندية العالمية المفضلة لديهم، طمعاً في بتحقيق مكاسب مادية، بعيداً عن الرقابة الرسمية للجوانب الفنية، ودون مراعاة العمل على تطوير الكرة الإماراتية على المدى الطويل. وأصبح الحصول على ترخيص المزاولة في متناول اليد، وفق إجراءات رسمية من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، فيما نأى اتحاد الكرة بنفسه عن المسؤولية الفنية، وترك المجال مفتوحاً للجميع لإطلاق الأكاديميات الباحثة عن أطماع مادية، في ظل غياب التواصل، في كثير من الأحيان مع الأندية الرياضية، أو السعي لاستقطاب المواهب وتطويرها، تمهيداً لإرسالها للعب في الدوريات الأوروبية الكبيرة، وهو الدور الذي تقوم به في دولها. وأجمعت العديد من الأندية أن الأكاديميات التي تحمل أسماء أندية عالمية تعمل في وادٍ آخر، وباستراتيجية منفصلة عن إطار العمل الرسمي لمنظومة الكرة الإماراتية، فيما توجد مبادرات طموحة حالياً بإطلاق أكاديميات وطنية تسهم في دعم الأندية والاحتكاك معها لزيادة قاعدة المنافسة المحلية، أو تقديم خدمات مجتمعية، من خلال نشر أهمية ممارسة الرياضة والنشاط البدني، واكتساب الصحة واللياقة للأطفال. وشهدت الأكاديميات التجارية متابعة مكثفة من الاتحاد الدولي «الفيفا» الذي وجد في انتشارها دون رقابة فنية ضرراً بالغاً للعبة، خصوصاً في الدول النامية، لذلك أصدر تعميما بأن تتولى الاتحادات الأهلية مسؤولية الإشراف على الأكاديميات، أو تنسق تسجيلها التجاري داخل الدولة، بالتعاون مع الجهات المختصة، وهي الخطوة التي بدأت بعض الدول المجاورة في تطبيقها. ومن جانبه، كشف بالحسن مالوش مدير التطوير بالاتحاد الدولي لكرة القدم المتخصص بقطاعات الناشئين والشباب وأكاديميات، والذي تم تعيينه مؤخراً مديراً فنياً لاتحاد كرة القدم، أن «الفيفا» طلب من الاتحادات الوطنية العمل على ضبط الأمور، وذلك من خلال إصدار توجيه عام 2010، يؤكد فيه أن الاتحادات هي المسؤولة الأولى عن أي نشاط أو فعالية مرتبطة بكرة القدم، يتم تنظيمها داخل الدولة، ومن ضمنها أكاديميات كرة القدم، التي يجب أن يتولى مراقبتها والإشراف على برامجها الفنية وتحديد الأطر المنظمة لعملها. وقال مالوش «اتحادات كرة القدم بحسب لوائح «الفيفا» مطالبة بمراقبة وتنظيم اللعبة داخل الدولة، سواء في الأكاديميات أو المدارس أو الأندية، وعندما تشير إحصائيات القارة الأوروبية أن عدد ممارسي كرة القدم يزيد عن مليونين، فإن هذه الأرقام ليست خاصة بالأندية فقط، بل تشمل الأكاديميات كافة أيضاً». وأضاف «بحسب لوائح الاتحاد الدولي، يجب أن يكون الاتحاد المحلي طرفاً في إصدار الرخصة التجارية لأكاديميات كرة القدم، وأن تكون موافقته شرطاً أساسياً في إصدار الرخص، وذلك من خلال مراجعة برنامجها الفني وأهلية المدربين العاملين فيها والإجراءات المتبعة، وهو ما يعمل اتحاد الكرة الإماراتي على تنظيمه في الفترة المقبلة». وقال «يجب أن تتكامل القطاعات العاملة في كرة القدم داخل الدولة، وأن تعمل الأكاديميات داخل الدولة بحسب البرنامج الذي يضعه الاتحاد، لضمان جودة التدريبات، وما يتم تقديمه خلال الحصص، إلى جانب كيفية القيام بالمهام اللازمة للارتقاء بلعبة كرة القدم داخل الدولة بشكل عام، وذلك من خلال الزيارات الميدانية لاتحاد اللعبة، وإعداد التقارير الدورية، ورصد المخالفات الفنية والطبية وغيرها، وهذا الجانب رغم أنه غير واضح على الساحة أحياناً، إلا أنه يتطلب الصرامة بالتعامل والرقابة». وأضاف «هناك إيجابيات لأكاديميات كرة القدم، من خلال منح الفرصة للمقيمين بممارسة كرة القدم، وزيادة قاعدة الممارسين عموماً، إلى جانب تدريب نسبة من المواطنين، وبالطبع تتم العملية بمقابل مادي، فيما لو انتشرت دون رقابة أسوة بالأكاديميات الموجودة في أفريقيا التي تقوم بتدريب اللاعبين مجاناً ثم بيعهم، لتتحول بما يشبه الاتجار بالبشر مع وصول عددها إلى نحو 180 أكاديمية ليست تابعة للأندية في كوت ديفوار على سبيل المثال». وقال «بالطبع فإن رقابة الاتحاد لهذه الأكاديميات لا يعني رغبته في عدم وجودها، فيما أن التنسيق والإشراف الفني هو المقصد الأساسي لضمان الجودة، ونأمل أن تبتعد الأكاديميات عن الطابع التجاري فقط، وأن يكون لها مساهمة في تطوير اللعبة أيضاً، وحتى الآن لم نسمع أن هذه الأكاديميات قامت بانتقاء لاعبين موهوبين وضمهم رسمياً لصفوف الفرق العالمية أسوة بدورها حول العالم». من ناحية أخرى، وجه عبدالله البناي المشرف العام لأكاديمية نادي النصر لكرة القدم، انتقادات لاذعة للأكاديميات الخاصة التي تحمل أسماء أندية عالمية. وأكد البناي أن الأكاديميات الخاصة تبحث عن مصالح مادية فقط مستغلة عشق الأطفال لهذه الأندية، دون أن يكون هناك أهداف على المدى الطويل، لتطوير اللعبة، في ظل غياب التواصل مع الأندية الرياضية المحلية، وقال البناي «هذه الأكاديميات تعكس صورة غير جيدة عن الأندية العالمية، لو كانت فعلاً تسعى لاكتشاف المواهب، وربما توصيل العناصر «الفذة» منها للملاعب الأوروبية، لوجدناها في المسابقات المحلية، وعمل كشافوها على متابعة اللاعبين المتميزين، لكن الأمر الواضح أنها تبحث عن أرباح مادية تحت مظلة الاسم العالمي، ومن يقوم بالدفع يمكنه التدريب». التواصل معدوم وأضاف «التواصل معدوم مع الأكاديميات، في ظل فكرهم التجاري، وإذا تم تنظيم الأمور بشكل وإطار رسمي وتنسيق من الجهات الرسمية، فإننا مستعدون للعمل معها، بما يخدم المصلحة العامة للكرة الإماراتية، لكن حالياً فإن النسبة الأكبر من الأجانب الذين لا يخدمون الأندية، أو من أبناء المواطنين غير الراغبين باللعب بالأندية المحلية، وهذا الأمر لا يخدمنا». أكد أن الفائدة «معدومة» العبار: أسماء تجارية وأسعار مبالغ فيها دبي (الاتحاد) - أشار عيسى العبار المشرف الفني لأكاديمية كرة القدم بنادي الشباب إلى أن الأكاديميات الخاصة للفرق العالمية، عبارة عن أسماء تجارية تتطلع لتحقيق أرباح مالية، من خلال وضع أسعار مبالغ فيها تصل إلى 2500 درهم شهرياً أحياناً، فيما لا تخدم الحصص التدريبية عملية تطوير اللاعب على المدى الطويل. وقال العبار «لا توجد فائدة تذكر للأكاديميات الخاصة للفرق العالمية على كرة القدم الإماراتية، فهي شركات ربحية في المقام الأول، تعمل في عزلة عن الأندية الرياضية، علماً بأن الغالبية العظمي للاعبيها من الوافدين، أو الطبقة الراقية من المواطنين». وأضاف «أكاديميات الأندية توفر أساليب الدعم كافة للاعبين الناشئين، من تدريبات ومواصلات، وغيرها من الأمور بشكل مجاني، وذلك لأنها تسعى لتطوير وتأهيل اللاعبين، والاستفادة منهم على المدى البعيد، وليس فقط إقامة حصة أو حصتين لهم أسبوعياً وتكليفهم بمبالغ مادية كبيرة». وأشار برزت مؤخراً في نادي الشباب أكاديمية عبدالله صقر الخاصة، التي تقيم حصصا تدريبية بأسعار رمزية مقارنة بنظيراتها بالأكاديميات الخاصة للأندية العالمية، فيما تمتاز هذه الأكاديمية بتفاعلها مع الأندية الرياضية، حيث من المقرر إقامة بطولة قريباً بمشاركة فرق أكاديميات أندية دبي، بإشراف اتحاد كرة القدم، وهذا ما تسعى إليه الأندية، من خلال التواصل مع الأكاديميات الوطنية، فيما تبدو حسابات الأكاديميات الأجنبية مختلفة ومخرجاتها غير واضحة إلى الآن. بوخش: استقطاب الأطفال بـ «الشعبية الجارفة» للأندية العالمية دبي (الاتحاد) - في الوقت الذي تواصل فيه الغالبية العظمى من الأكاديميات العمل وفق أجندتها الخاصة، بعيداً عن منظومة الكرة الإماراتية، ظهرت على الساحة المحلية بعض الأكاديميات الوطنية التي تحرص على تقريب المسافات وإقامة منافسات مشتركة، من شأنها تحقيق الفائدة الفنية المشتركة، أو منح الفرصة للأطفال لممارسة الرياضة عموماً. وقال أنس بوخش مؤسس أكاديمية كرة القدم بنادي أهداف «الأكاديميات الخاصة التي تحمل أسماء الأندية العالمية تستغل الشعبية الجارفة لهذه الأندية باستقطاب الأطفال، فيما نحاول في المقام الأول منح الفرصة للأطفال لممارسة الرياضة عموماً، في أجواء ممتعة، بعيداً عن استغلال عاطفة تشجيع الأندية، والهدف الأساسي أن يمارس الأطفال كرة القدم والرياضة والنشاط البدني عموماً، لمكافحة الأمراض المزمنة على المدى الطويل مثل السمنة وغيرها». ومن أبرز المبادرات الوطنية لتعميق التفاعل بين الأكاديميات والمجتمع والأندية الرياضية، بطولة كأس مدارس دبي لكرة القدم التي تقام بإشراف الإسباني ميشيل سالجادو لاعب ريال مدريد سابقاً، والمشرف على أكاديمية كرة القدم بمدينة دبي الرياضية. وقال سالجادو «تأتي البطولة التي تستضيفها ملاعب أكاديمية كرة القدم بمدينة دبي الرياضية، لتؤكد حرص الأكاديمية على التفاعل مع المجتمع، ولا يجب أن يكون الهدف فقط إقامة التدريبات لمن يدفع الرسوم وهكذا، بل توفير الفرصة لأكبر عدد ممكن لإبراز مواهبهم واستقطابهم لتطويرها على المدى البعيد، وهذا هو الهدف الرئيسي للأكاديميات». و كشف البرت بناغيش المدير الفني لأكاديمية نادي الوصل والمدير السابق لأكاديمية «لاماسيا» المسؤولة عن إعداد وتطوير نجوم برشلونة الإسباني، عن أن الأكاديميات العالمية متخصصة في تطوير المواهب ورعايتها وتوفير أشكال الدعم الرياضي والأكاديمي، وغيره من أساليب إدارة حياة اللاعب، وتحقيق التوازن لها، وليس كما هو الحال هنا للأكاديميات التي تحمل أسماء فرق عالمية بالاسم فقط. وتعد أكاديميات كرة القدم من أبرز وسائل نجاح الأندية، وتعزيز مواردها المالية، وأيضاً انتقاء وتطوير المواهب على حسابها الخاص، وليس كما يتم العمل في الأكاديميات الموجودة حالياً بالدولة. ومن أبرز الأكاديميات على مستوى العالم، أكاديمية مانشستر يونايتد التي أفرزت لاعبين نجوماً مثل ديفيد بيكهام، ريان جيجز، وأكاديمية سبورتينج لشبونة البرتغالي التي قدمت كريستيانو رونالدو، و«لاماسيا» التابعة لبرشلونة الإسباني، وقدمت ليونيل ميسي وأندرياس إنييستا وتشافي هيرناندز، وأكاديمية أرسنال الإنجليزي التي قدمت جاك ويلشر وطوني أدمز، وغيرهم العديد من اللاعبين. الأردن تعيد ترتيب الأمور دبي (الاتحاد) - بمقارنة بسيطة مع دول الجوار، نجد أن الاتحاد الأردني لكرة القدم طلب الأسبوع الماضي من أكاديميات كرة القدم الخاصة، ضرورة مراجعة الاتحاد، بهدف تعبئة استمارة التراخيص الخاصة بهذه الأكاديميات، من أجل مزاولة عملها في إطار قانوني، حيث أشار زياد عكوبة إلى أنه يشترط حصول الأكاديميات على ترخيص رسمي من الاتحاد، بعد أن تم وضع نظم خاصة بها، لتتمكن من مزاولة عملها، وفي حال عدم حصول أي أكاديمية على التراخيص، فإن ذلك سيكون مخالفاً لأنظمة اتحاد كرة القدم. وقال مفيد حسونة الناطق الإعلامي للاتحاد «جاء هذا القرار تنفيذاً لتعميم الاتحاد الدولي، بضرورة قيام الاتحادات المحلية بتسجيل ومتابعة نشاطات أكاديميات كرة القدم داخل الدولة، واشترطنا على الجهات التجارية موافقة اتحاد الكرة قبل إصداره رخصة مزاولة المهنة، وذلك بهدف الاطلاع على البرنامج الفني للأكاديميات ومراجعة شهادات المدربين العاملين فيها، ومدى مطابقتهم للوائح الدولية المختصة بمجال تطوير قطاعات الناشئين لكرة القدم». وأضاف «انتشرت ظاهرة الأكاديميات الخاصة بشكل كبير في الأردن والمنطقة خلال السنوات الماضية، ووجدنا أن هذه طريقة جيدة نسبياً لمتابعة آليات العمل فيها والإشراف عليها، بما يسهم بخدمة الكرة الأردنية التي حصدت العديد من النجاحات مؤخراً، بفضل اللاعبين الصاعدين الذين تم تطوير عدد كبير منهم بمراكز الأمير علي للناشئين، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على المنتخبات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©