الإمارات مركزاً لتصنيع معدات الإطفاء وأنظمة مكافحة الحريق

يوسف العربي (دبي)- افتتح سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم أمس معرض ومؤتمر «إنترسك 2012» الأكبر من نوعه المتخصص بالأمن والسلامة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في مركز دبي التجاري بحضور هانس جواكيم وزير التجارة وتقنية المعلومات الألماني. وقام سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم وبعد قص الشريط التقليدي بجولة تفقدية داخل المعرض استمع خلالها إلى شرح من العارضين حول آخر المستجدات والتقنيات في مجال الحماية والإنقاذ والصحة والأمن والحرائق ومكافحة الأعمال التخريبية وحماية المعلومات. ويصل عدد العارضين في الدورة الرابعة عشرة على التوالي إلى 910 عارضين متخصصين في قطاع الأمن وحفظ السلامة ومكافحة الحرائق وخدمات الإنقاذ، بزيادة 15% مقارنة بعدد مشاركات العام الماضي. وقال خبراء مشاركون في المعرض إن حجم قطاع معدات الإطفاء وأنظمة الحريق ارتفع بنسبة 15% خلال العام الماضي في الإمارات، ليصل إلى نحو خمسة مليارات درهم. وأكد هؤلاء أن قطاع مكافحة الحرائق كان الأقل تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية في مجال الأمن والسلامة، مشيرين إلى أن القطاع واصل نموه خلال العامين الماضيين رغم الضغوطات التي أفرزتها الأزمة. وأشاروا إلى أن الإمارات أصبحت من أهم الدول المصنعة والمصدرة لمعدات مكافحة الحرائق في منطقة الخليج والشرق الأوسط، نظرا لتوافر التسهيلات اللوجستية والفنية اللازمة لهذه الصناعة. وأكد الدكتور هاني خلف الرئيس التنفيذي للتسويق والمبيعات في مصنع الإمارات لمعدات مكافحة الحريق أن الإمارات أصبحت تمثل مركزاً إقليمياً لصناعة معدات مكافحة الحريق. ولفت إلى أن مصنع الإمارات لمعدات مكافحة الحريق الذي يتخذ من الشارقة مقراً له يستحوذ حالياً على نحو 30% من حجم السوق المحلية ويخصص نحو 60% من إجمالي الإنتاج للتصدير. ولفت إلى أن المصنع الإماراتي يقوم بتصدير إنتاجه إلى نحو 56 دولة حول أنحاء العالم خاصة في مناطق الخليج والشرق الأوسط والهند. وأشار إلى أن السعودية وقطر وباكستان والكويت تأتي في مقدمة الأسواق الأكثر إقبالا على المنتج الإماراتي في مجال صناعة معدات مكافحة الحريق. وقال إن الشركة تشارك للمرة الثانية على التوالي بأكبر جناح في معرض الأمن والسلامة «انترسك» وذلك لاستعراض إنتاج المصنع مثل تجهيزات طائرة الإطفاء التي يمكن تزويدها بنحو 500 كيلوجرام من مواد الإطفاء، إضافة إلى سيارة الإسعاف رباعية الدفع المخصصة للطرق الوعرة والرملية. كما تعرض الشركة خلال جناحها في المعرض قارب الإطفاء المخصص للسيطرة على حرائق السفن في عرض البحر. وأوضح خلف أن الشركة نفذت عدداً من المشاريع في مجال أنظمة الإطفاء منها تزويد أكبر مصنع محلي للتمور في أبوظبي «الفوعة» بأنظمة مكافحة الحريق، حيث تتراوح قيمة العقد بين 7 و8 ملايين درهم. كما تنفذ الشركة حالياً عملية تزويد أبراج لؤلؤة عجمان بأنظمة مكافحة الحريق بتكلفة تصل إلى نحو 46 مليون درهم. ومن جانبه، قال المهندس عماد قصاب المدير العام لمصنع «نافكو» الإماراتي لتصنيع معدات مكافحة الحريق إن المصنع يعد الأكبر خليجياً في مجال تصنيع معدات مكافحة الحريق كما يحتل المصنع الترتيب الخامس عالمياً في هذا المجال. ولفت قصاب إلى أن الشركة تخصص نحو 40% من إنتاجها للسوق المحلية فيما يتم تصدير 60% من الإنتاج لأسواق الشرق الأوسط والخليج وعدد من دول أوروبا. واكد أن الإمارات أصبحت من أهم الدول المصنعة والمصدرة لمعدات مكافحة الحرائق في منطقة الخليج والشرق الأوسط نظراً لتوافر التسهيلات اللوجستية والفنية اللازمة لهذه الصناعة. وأشار إلى أن الشركة تمتلك أربعة مصانع في منطقة الرحة لجبل علي في دبي تتراوح مساحة كل منها بين 15 و20 ألف متر مربع، لافتا إلى أن الشركة تعتزم افتتاح اكبر مصنع لها في الإمارات خلال شهر مارس المقبل حيث تبلغ مساحته نحو مليون قدم مربعة. واكد أن قطاع مكافحة الحرائق كان الأقل تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية باعتباره أحد أهم القطاعات الحيوية في مجال الأمن والسلامة. ولفت إلى أن عمليات تركيب أنظمة مكافحة الحريق في المباني تأثرت إيجاباً بالانتعاش التدريجي الذي يشهده قطاع الإنشاءات في الإمارات. وقال أحمد باولس الرئيس التنفيذي في إيبوك ميسي فرانكفورت إن الدعم ورعاية الحكومات والسلطات المحلية كان لها دور مهم في ترسيخ وتعزيز مكانة إنترسك ليكون المعرض الأبرز والأهم من نوعه على مستوى المنطقة. وأضاف باولس أن تزايد اهتمام المنطقة بقطاعي الأمن والسلامة أدى إلى زيادة الاهتمام بأحدث الاتجاهات والتطورات في هذين القطاعين. وتوقع باولس أن يصل عدد الزائرين لفعاليات معرض إنترسك 2012 الى نحو 23 ألف زائر 50% منهم من الإمارات مقابل 25% من دول الخليج و25% من بقية دول العالم. الأمن ويركز إنترسك في دورته الحالية على عدد من أهم القضايا مثل الأمن التجاري وأمن المعلومات وهو القسم الأكبر في المعرض، حيث يشارك فيه أكثر من 500 عارض. كما يسلط الحدث الضوء على تزايد الاهتمام بتطور أساليب ارتكاب الجرائم وزيادة معدلات الجرائم الالكترونية وهو ما يزيد من حجم الإقبال والاهتمام بوسائل وإجراءات المقاومة الفعالة. ويمثل قسم الأمن الوطني أحد أهم أقسام النمو في «إنترسك» وهو ما يفسر تخصيص قاعة كاملة للقسم بهدف التركيز بشكل أفضل على معدلات الطلب المتنامي من المنطقة. ومن أهم تطورات هذا القسم إعلان «ستريت جروب» المصنعة للمركبات المدرعة عن إطلاق مصنع حديث جديد في رأس الخيمة على مساحة 28 ألف متر مربع وسيكون بمثابة أكبر مرفق تصنيع في العالم للمركبات المدرعة. ويقوم المصنع بإنتاج أربع من المركبات المدرعة من مرحلة التصميم وحتى المنتج النهائي. ويضم المعرض أقساماً أخرى مثل الأمن البيومتري والتطورات في مرافق الطب الجنائي ومعدات وخطط الحرائق والإنقاذ إلى جانب مراقبة الأماكن والمراقبة عن بعد. ومن أبرز الأسماء المشاركة في المعرض التجاري، شركة «ستريت جروب» المصنعة للسيارات المدرعة، حيث أطلقت الشركة مؤخرا تشكيلة «كوبرا» للمركبات المدرعة. وأوضح جيورمان جواتوروف، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة أنها أطلقت مؤخرا وروجنا «تيفون مراب» (Typhoon MRAP) التي تم تصميمها عبر عملية من البحث والتطوير المتخصص على مدى عشرين عاما في تصنيع المركبات المدرعة. وتعد مركبات APCs العسكرية والشرطية من «ستريت جروب» الآن جزءاً لا يتجزأ في العديد من القوى المسلحة حول العالم. وبالتزامن مع افتتاح المعرض بدأ برنامج مؤتمرات إنترسك بمؤتمر «الأمن البحري» الذي ناقش التهديدات والتطورات التي تؤثر بشكل كبير ومتزايد على الصناعة، فيما يتضمن برنامج المؤتمرات خلال اليومين الثاني والثالث «قمة الأمن التجاري» وورشة عمل عن «ضمان سلامة نظم الحرائق». وللمرة الأولى ينظم المعرض مؤتمر الشبكات العالمي الأول لطب الطوارئ بمشاركة كبيرة من متخصصي طب الطوارئ في المنطقة. العروض الحية من ناحية أخرى، تعد منطقة العروض الخارجية من أهم الفعاليات التي تحظى باهتمام وإقبال كبيرين من جانب الزوار التجاريين والضيوف، حيث تقدم المنطقة مجموعة من العروض التوضيحية لأفضل الوحدات تستعرض من خلالها عمليات الإنقاذ الخططية وعمليات المواجهة اللصيقة التي تغطي العديد من أساليب مواجهة إرهاب الكاونتر والمواجهة اللصيقة. ويشارك في بطولة الإمارات الدولية لتحدي رجال الإطفاء هذا العام أكثر من 100 مشارك من صفوة المحترفين العاملين في مكافحة الحرائق وفرق إنقاذ الطوارئ في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وأميركا حيث يتبارون في اختبار مهاراتهم وأساليبهم على مدى أيام المعرض الثلاثة.