كشفت وزارة البيئة والمياه، أن 14% من العينات المفحوصة مخبريا لإرساليات الخضراوات والفواكه المستوردة من خارج الدولة خلال العام الماضي، غير صالحة للاستهلاك الآدمي ومخالفة للوائح هيئة دستور الأغذية الدولية (كودكس) التابعة لمنظمتي الأغذية والزراعة والصحة العالميتين، لاحتوائها على معدلات عالية من المبيدات.
وتضم النسبة المذكورة 40 صنفا من الخضروات والفواكه، وتعتبر الأعلى على مدار الخمس سنوات الماضية، وبلغت أقل نسبة خلالها في عام 2008 ووصلت إلى 5,3 %.
وقالت الدكتورة مريم الشناصي المدير التنفيذي للشؤون الفنية بالوزارة، في تصريح لـ”الاتحاد”، إنه “تم التواصل مع الدولة المصدرة وإبلاغها برفض دخول إرساليتها ومطالبتها للحد من تلك المبيدات وعدم السماح بتجاوزها النسب المسموح بها وإلزامها بإرفاق إرساليات الخضروات والفواكه بشهادات فحص متبقيات المبيدات فيها”.
وأظهر التقرير النهائي لفحص إرساليات الخضر والفواكه من متبقيات المبيدات عن عام 2009، والذي حصلت عليه “الاتحاد”، أن وزارة البيئة والمياه، منعت دخول 387 إرسالية عينة خضار وفواكه مستوردة من دخول الدولة خلال العام الماضي 2009، بسبب احتوائها على متبقيات مبيدات أعلى من المعدلات المسموح بها عالميا.
وبلغت عدد العينات الخالية من المبيدات 2037 عينة تمثل 75% من إجمالي العينات، بينما وصلت نسبة العينات التي تحتوى على مبيدات ضمن الحدود القصوى المسموح بها، إلى نحو 11,4% وهى نسبة متقاربة خلال الـ 5 سنوات الماضية ومتماشية مع النسب العالمية.
وكشفت الشناصي، أن الوزارة انتهت من وضع نظام وطني متكامل لإدارة المبيدات ومراقبة تداولها واستخدامها وقياس أثرها المتبقي في المواد الغذائية المستوردة والمحلية ولتنفيذ البند الخاص بتحليل متبقيات المبيدات في الأغذية.
وأشارت إلى انه يجري الآن وضع آلية للعمل تقتضي التنسيق مع الجهات المحلية،
“وجارٍ تشكيل لجان وطنية مشتركة منها لجنة لتسجيل المبيدات وأخرى لمكافحة المبيدات وثالثة للتحاليل والمختبرات وسيتم اعتماد تلك اللجان نهاية شهر يناير الجاري”.
وأقرت الشناصي، بوجود إفراط في استخدام المبيدات وهو ما يؤدي إلى إضرار بصحة الإنسان، مؤكدة أن الجهات البيئية المعنية بالدولة تعمل على وصول غذاء سليم وآمن إلى المواطنين والمقيمين.
وتراوحت عدد المبيدات الموجودة في الإرساليات بنسب أعلى من المسموح به، بين 20 و30 مبيدا، بحسب المهندس عبد الله جنعان مدير إدارة المختبرات.
وأظهر تقرير فحص إرساليات الخضر والفواكه من متبقيات المبيدات عن عام 2009، تضاعف عدد العينات المحللة إلى ما يفوق الـ2714 عينة، وبلغ عدد العمليات المخبرية التي تم إجراؤها 420670 عملية تحليل.
ووفقا للتقرير الصادر عن “البيئة”، فقد قامت الوزارة بتحليل مخبري لما يقارب الـ155 مبيدا في العينة الواحدة من الإرساليات المستوردة المراد فحصها.
ولفتت الشناصي إلى أن عدد العينات التي تم تحليلها خلال العام الماضي تعادل أكثر من مجموع العينات التي تم تحليلها خلال أربع سنوات “من 2005 إلى 2008” كما أنها تعادل 8 أضعاف ما تم تحليله في عام 2008.
وذكرت الشناصي أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات من بينها التشديد على أن تصاحب كل إرسالية من الخضروات والفواكه شهادة تحليل، ويتم المراقبة والتحليل والكشف على الإرساليات الواردة إلى المختبر.
وكشفت الشناصي عن الخطط المستقبلية في مجال تحليل متبقيات المبيدات، مشيرة إلى أنها تتمثل في افتتاح مختبر مركزي في الشارقة منتصف العام الجاري لإحكام الرقبة على سلامة المنتجات الغذائية.
وذكرت أن الوزارة بدأت المرحلة الأولى لإنشاء المختبر وتتمثل في توفير الأجهزة والمعدات المطلوبة، بينما تبدأ المرحلة الثانية في شهر مارس المقبل وتخصص لتعيين الكادر الفني والإداري المطلوبة، تليها مرحلة التشغيل التجريبي ثم الافتتاح.
كما تتضمن الخطة المستقبلية تحليل المبيدات، مشيرة الى العمل على رفع عدد المبيدات المستهدفة إلى ما يقارب الـ 400 مبيد في كل عينة وإدخال طريقة جديدة لتحليل متبقيات المبيدات في المواد الغذائية وهي طريقة “كويشر”.
وتعتبر طريقة “مويشر” سريعة وقليلة التكاليف وسهلة وأكثر أماناً للعاملين وللبيئة وذلك لأنها تستعمل كميات قليلة من المذيبات العضوية والكيميائية الأخرى.
وأفادت الشناصي بأن الوزارة تنوي إدخال نظم إدارة معلومات المختبرات لإدخال العينات ومتابعتها وربط مختبرات الوزارة” وقد تم الاتفاق مع أحد المعاهد العالمية العاملة في مجال تحليل متبقيات المبيدات في المواد الغذائية من أجل التعاون العلمي والتدريب العملي وكذلك عمل أبحاث علمية مشتركة ووضع نظام للتواصل بين الطرفين من أجل المواكبة والاطلاع على أحدث المستجدات في هذا المجال”.
ولفتت الشناصي إلى انه سيتم تزويد المختبرات ببعض التقنيات الحديثة، خاصة الأجهزة ذات التقنيات العالية والتي تستخدم في مجال تحليل متبقيات المبيدات.
وأكد المهندس عبد الله جنعان مدير إدارة المختبرات، أن منع الإرساليات يعكس اهتمام الدولة في مجال الرقابة على الأغذية والبيئة، خاصة ملوثات البيئة التي تعتبر المبيدات أحد أهم مكوناتها التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.
وأشار إلى أن إدارة المختبرات بوزارة البيئة والمياه تعتبر أول جهة معتمدة بالدولة تحصل على شهادة الاعتماد في مجال تحليل متبقيات المبيدات في الخضروات والفواكه وقياس جودة المبيدات المستوردة
عدد اليوم
