الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منشأة حجرية تحمل العالم والقصائد فوق جدرانها

منشأة حجرية تحمل العالم والقصائد فوق جدرانها
15 ديسمبر 2008 23:43
تكاتفت هذه الحصوات الصغيره ممسكة بيد بعضها البعض، مشكلة لوحة حجرية بامتياز، رافضة لأي عنصر آخر أن يدخل بينها· حيث رُسمت من الحجر، ولُونت به، ونقشت أشعارها بواسطته معتمدة على اختلاف أحجامه وتباين ألوانه ومتانة صنعه· في هذه اللوحة نطق الحجر لغة موغلة في أعماق الأزمان، مؤكدا أنَّه اللبنة الأساسية لكل مكان، ونقطة الانطلاق لكل بنيان· بحثاً عن معرفة المزيد حول هذه التحفة الفنية، التقينا السيد علي السيد ابراهيم، وتحدثنا معه عن علاقته بالحجر الذي أحال مزرعته إلى تحفة معمارية فبدأ حديثه قائلا: ''البداية كانت في التسعينيات، وكانت عبارة عن تجميل المزرعة ببعض الديكورات الحجرية، لكن نظرا لملوحة المياه وتوفر الحجر في منطقة صعير من ضواحي حتا، طرح الحجر نفسه كبديل للزينة الزراعية، على الرغم من وجود 1000 نخلة وبعض أشجار الفاكهة، فبدأت رحلتي مع الحجر، وبعد أن تأكدت أنَّ المتاح منه يصلح للتشييد، قررت الإنطلاق في مشوار البناء من قصر حجري، ثم شرعت في رصف الشوارع بالحجارة، ولا يزال العمل مستمراً''· الجميل في هذا البيت الحجري أن بانيه أراد من خلاله ايصال رسالة عالمية مضمونها الحب والسلام العالمي، حيث لم يكتف بالاعتماد على أحجار محلية، فقط بل عمل على جلب أحجار من بلدان مختلفة لتشكل تحفة فنية حجرية عالمية، يقول في هذا الصدد: ''هذا البناء يحتوي على أحجار من الإمارات ومن جميع البلدان العربية وروسيا والهند، وأيضا أحجار من شلالات نياجرا، والمغزى من ذلك هو أن أقول للعالم إن هذا الحجر الصامت الجامد المجرد من الأحاسيس والمشاعر قادر على البوح بالكثير عندما يجتمع بعضه مع بعض بشكل جميل، وأنا أدعوا أبناء البشر، أصحاب المشاعر والعقول، للاقتداء به، حتى نجعل الحياة أجمل مما هي عليه الآن''· وينتقل السيد في حديثه نحو مرحلة التشكيلات الفنية ليقول: ''بدأت التشكيل الفني عندما التقيت المهندس العراقي الفنان محمود حمد، وفناناً آخراً من سويسرا، وهنا نظرنا إلى الحجر من منظور وبعد آخرين، فتعاملنا معه على أنه مادة رسم ونحت وتشكيل، وهذه النظرة أبدعت الكثير من التحف الفنية التي زُيِّن بها البيت، حيث كل فكرة فيه كانت تقود إلى أخرى، وكل حجر يولِّد ابتكاراً، لذا فهذا المشروع لا ينتهي، أنا الآن أضع بصمتي فيه، وحتماً سيأتي بعدي من سيضيف إليه بصمه جميلة، لأن المكان يشكل حافزاً على الإبداع بما حباه الله من جمال طبيعي خلاب، خاصة أنَّه يعيدنا إلى الطبيعة بعيداً عن ضجة التكنولوجيا والإلكترونيات''· ويسترسل السيد في حديثه عن الحجر مشيراً إلى أن هذا المكان لا يشبهه مكان آخر، لأن له خصوصية معينة، زاد من تميزها الاهتمام بالحجر وشكله ولونه وحجمه، كما من الممكن الاستمتاع بطبيعة المكان صيفاً وشتاء، بحكم وجوده في منطقة جبلية، إضافة إلى ما يتمتع به من بساطة وابتعاد عن التكلف والفخامة والغرابة وإثارة الدهشة، كذلك حرص البناة على استخدام منتجات طبيعية بالكامل، فلم يتعاملوا مع الألوان بل انتقوا الأحجار الملونة، ولم تُكتب القصائد فوق الجدران الصخرية بالأقلام، بل بالحجر، كذلك لم تكن هناك ضرورة للاستعانة بلوحات فنية، لأنَّ الاختلاف الناتج بين حجر وآخر تكفل بإمداد الجدار الواحد بعشرات اللوحات، وفي هذا السياق يقول السيد: ''إذ نظرنا إلى الحجر من أبعاد وزوايا مختلفة، وتعاملنا معه كمبدع، لن يخيب أملنا، فكل ما في المكان مصنوع من الحجر، حتى الأدوات المنزلية من صحون وملاعق وبعض المصوغات النسائية حجرية الصنع، وأتمنى أن يغدو هذا المكان عملاً فنياً ثقافياً سياحياً، ليجمع النحاتين العالميين والعرب، ويكون مركز انطلاق لفن النحت'
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©