الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دروس مستفادة من أفريقيا!

22 يناير 2018 02:18
رغم ما ذكرته تقارير عن مطالبة الرئيس دونالد ترامب برفض مهاجرين من «دول حثالة»- على حد وصفه- فإن شعوب هذه الدول لديها بالفعل كثير مما تعلمنا إياه.. ولديّ أمثلة، من هذه الدول، أسردها ويمكننا أن نتعلم منها. - سيراليون: التزم رئيس هذا البلد الأفريقي بأن يقدم رعاية صحية مجانية للأطفال تحت سن خمس سنوات وللنساء الحوامل، بما في ذلك الرعاية للأم أثناء الحمل والولادة، رغم أن الرعاية الصحية ما زالت متأخرة. وفي المقابل نجد أن هذه القضية في أميركا لم تحصل على مثل هذا المستوى المرتفع من الانتباه، ولذا تموت النساء الأميركيات في الولادة بمعدل أعلى خمس مرات من معدل وفيات النساء البريطانيات. - كينيا: هذا البلد الأفريقي متقدم كثيراً عن الولايات المتحدة في استخدام وسائل الدفع عن طريق الهاتف المحمول. فمن السهل في كينيا أن يحول المرء المال عن طريق الهاتف المحمول ويستخدم الهاتف المحمول كحساب مصرفي. وكل شخص تقريباً هناك لديه هاتف محمول و88% من مستخدمي الهواتف المحمولة في كينيا لديهم أيضاً حسابات مصرفية على الهاتف المحمول. والكينيون لا يفهمون السبب الذي يجعل الأميركيين متخلفين للغاية في مجال الاتصالات. - رواندا: قد يتخلص هذا البلد الأفريقي من سرطان عنق الرحم قبل أميركا. فقد قامت رواندا بتحصين كل الفتيات تقريباً ضد فيروس الورد الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم. وتستهدف رواندا التخلص من سرطان عنق الرحم تماماً بحلول عام 2020 من خلال فحصها النساء الأكبر سناً ممن لم يتم تحصينهن. وعلى النقيض لم يتم تحصين إلا 65% من الفتيات الأميركيات ضد فيروس الورد الحليمي، وهناك امرأة تموت كل ساعتين في الولايات المتحدة من الفيروس. ويأمل الدكتور سيث بيركلي الرئيس، التنفيذي لمنظمة «التحالف الدولي للتحصينات والمناعة»، أن «يعمل الآباء في الولايات المتحدة بالجد نفسه الذي يعمل به الآباء في رواندا كي يخضعن بناتهن للتحصين حتى لا يحتجن أبداً أن يتعرضن لأهوال سرطان عنق الرحم». والواقع أن الزعماء الأفارفة يعملون بجد للغاية لتعزيز معدلات التحصين وحماية الأرواح، لكن الولايات المتحدة لديها رئيس دأب على التشكيك في التحصينات. - اللغات: كثير من الكينيين يتحدثون الإنجليزية والسواحلية بالإضافة إلى لغة قبائلية، ومن الشائع أن نجد أشخاصاً يتكلمون لغات متعددة على امتداد أفريقيا لأنهم يفهمون أهمية اللغات في عالم العولمة. وفي المقابل هناك نكتة قديمة تقول إن الشخص الذي يتحدث ثلاث لغات يطلق عليه ثلاثي اللغة ومن يتحدث لغتين يطلق عليه ثنائي اللغة، فماذا نطلق على الشخص الذي يتحدث لغة واحدة؟ إنه أميركي! - الرضاعة الطبيعية: يروج مسؤولو الصحة الأفارقة بحماس للرضاعة الطبيعية من الثدي ليضمنوا أن الأطفال يحصلون على أكثر البدايات المحتملة صحة في الحياة. بينما لا يتغذى إلا 20% من الأطفال الأميركيين على الرضاعة من الثدي فقط في الشهور الستة الأولى من حياتهم، بينما النسبة المقابلة في أفريقيا جنوب الصحراء تبلغ 42%. وتصل هذه النسبة في رواندا إلى رقم مذهل يبلغ 87%. - التصدي لمبيعات لبن الأطفال الصناعي: تتبع الحكومات الأفريقية بإخلاص توصيات مجلس الصحة العالمي في عرقلة التسويق للبن الأطفال الذي يعارض عملية الرضاعة الطبيعية من الثدي لكن الولايات المتحدة لا تفعل هذا. وفي هذا الصدد، يشير «شون بيكر» من مؤسسة بيل ومليندا جيتس إلى أن «الولايات المتحدة قد تستفيد من المساعدة الفنية من بتسوانا». - نيجيريا: في هذا البلد الأفريقي تحرص الحكومة على أن يحصل 93% من الأسر على الملح اليودي لتقليص نقص اليود الذي يتسبب في الإعاقة الذهنية وتضخم الغدة الدرقية. وفي الولايات المتحدة، ما يزيد قليلاً على النصف فحسب من الملح المباع للمنازل معزز باليود ونقص اليود أصبح أكثر شيوعاً. - اللاجئون: في الوقت الذي يقف فيه جانب كبير من العالم الغني ضد اللاجئين، استقبلت أوغندا في هدوء أكثر من مليون لاجئ من جنوب السودان. وتقوم منطقة «ديفا» في النيجر بدور بطولي في استقبال لاجئين من شمال نيجيريا، وتعيد الآن توطين لاجئين بمعدلات مرتفعة بشكل استثنائي، وتساعد الوافدين الجدد بدلاً من نبذهم. - الحرية والديمقراطية: أظهرت أحدث بيانات لمنظمة «فريدم هاوس» أن مكانة الولايات المتحدة في معدلات الحرية والديمقراطية انخفضت، ويتقدم عليها حالياً بلدان أفريقيان وهما الرأس الأخضر وموريشيوس اللذان نجحا في التعامل مع مجتمعات متعددة الأعراق بطريقة يمكننا أن نتعلم منها. - أثيوبيا: اقتصاد هذا البلد الأفريقي هو أسرع اقتصاديات العالم نمواً وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي. وتنزانيا وجيبوتي من بين أسرع ست دول نمواً في العالم. وسرعة النمو في هذه الدول يبلغ مثلي نظيره في الاقتصاد الأميركي. - بتسوانا: تستطيع إدارة ترامب أن تتعلم شيئاً من الدبلوماسية من بتسوانا التي طلبت من الولايات المتحدة أن توضح إذا ما كانت تعتبر بتسوانا حثالة أم لا؟ ولم يلجأ البلد الأفريقي إلى التبجح أو التهديدات العسكرية أو التغريدات الوقحة على تويتر، بل أوضح فكرته ببساطة. - المهاجرون الأفارقة في الولايات المتحدة: هؤلاء يظهرون شغفاً بالتعلم يمكنه أن يلهمنا جميعاً. والبيانات تشير إلى أن احتمالات حصول المهاجرين المولودين في دولة أفريقية جنوب الصحراء الكبرى على درجة جامعية تبلغ 39%؛ أي أعلى من النسبة المحتملة وسط الأميركيين المولودين في الولايات المتحدة التي تبلغ 31%. وأنا على ثقة أن هذه الدرجة من التعليم تجعلهم متحفظين في توجيه اتهامات غير عادلة ضد قارات بكاملة ووصف شعوب هذه القارات بأوصاف غير منصفة. وأشار «كين روث» من منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى أن «أفريقيا مثل أي قارة لها مشكلاتها. لكن بها مجالات متميزة فيها. إننا نقلل من قيمة أنفسنا حين نستهجن أمماً برمتها بإطلاق نعت معين عليها بدلاً من أن نفتح أعيننا على الأمثلة الإيجابية التي يضربونها». *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©