الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المساواة في الدخل ساعدت ترامب على الفوز بالرئاسة

المساواة في الدخل ساعدت ترامب على الفوز بالرئاسة
7 يوليو 2018 22:06
كان الخطاب المحموم حول عدم المساواة في الدخل موضوعاً رئيسياً في حملة مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون لعام 2016 في منافسة الرئيس الحالي دونالد ترامب أكثر من أي انتخابات أميركية سابقة. ومع ذلك، عندما تم إحصاء بطاقات الاقتراع، فإن عدم المساواة في الدخل لا يؤدي فقط إلى تحريك الناخبين وتوجهم إلى صناديق الاقتراع، بل أدى التحول الكبير في تفضيل التصويت بين الأميركيين ذوي الدخل المتوسط إلى انتخاب أغنى رئيس للبلاد منذ جورج واشنطن. والآن، تشير البيانات الجديدة المذهلة حول الإنفاق الحكومي والضرائب إلى تفسير جديد لهذا التحول في الناخبين: لقد كانت ردة فعل عكسية ضد ارتفاع مستوى الدخل بين 60% من أرباب الأسر الأميركية. ونُشر التحليل الجديد في أبريل من قبل جون إف. إيرلي، وهو مساعد سابق لمكتب إحصاءات العمل، حيث يقدم أفضل تقرير شامل حول كيفية تأثير الضرائب والمدفوعات الحكومية على توزيع الدخل في الولايات المتحدة. ويشمل الإنفاق الحكومي السنوي البالغ حوالي تريليون دولار، والذي يشمل ذلك برنامج التأمين الصحي ميديك إيد، وطوابع الطعام، وائتمان ضرائب الدخل المكتسبة، و85 من المدفوعات والخدمات الفيدرالية الأخرى، إلى جانب أوجه إنفاق مماثلة للولايات المختلفة. وتثبت الدراسة أن النتيجة الأكثر إثارة للدهشة هي درجة المساواة المدهشة بين 60% من أصحاب الدخل الأميركيين، والتي نتجت جزئياً عن الزيادة الكبيرة المفاجئة للإنفاق على الرعاية الاجتماعية والأجور خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما. ويجب على العائلات ذات الدخل المتوسط أن يدركوا أن جهودهم لم تترك لهم أفضل من العدد المتزايد من المستفيدين من التحويلات الحكومية. وساعد الاعتقاد بوجود الظلم بين الفئات الأميركية المختلفة سواء في الدخل أو الإنقاق في دفع التحول السياسي بين العمال ذوي الياقات الزرقاء (وهم العمال الذين يقومون بأعمال يدوية ميدانية)، الذين أيد الكثير منهم ترشيح دونالد ترامب المؤيد للنمو في عام 2016 على الرغم من أنهم صوتوا لصالح أوباما في الانتخابات الرئاسية السابقة. وليس من المستغرب أن يفقد أصحاب الدخول المرتفعة نسبة كبيرة من أرباحهم بعد تحصيل الضرائب بينما يكون التأثير محدوداً على الأقل دخلاً. وكان من الصعب الاقتناع بالسياسات القائمة على عدم المساواة في الدخل في الولايات المتحدة. فبعض الأميركيين يستاؤون من بيل غيتس، الذي جعلته ابتكاراته يدخر ثروة طائلة، ولكن إذا نظرنا إلى ما قدمه غيتس للعالم والأميركيين نجد أنه أيضاً قدم الكثير لتسهيل الحياة والعمل لدى كل مقر عمل ومنزل. ومن يستاء من وارين بوفيت، الذي أصبح واحداً من أغنى الرجال في العالم من خلال رفع العائد على حسابات المدخرات والتقاعد الأميركية؟ وجورج ميتشل، رجل النفط في تكساس الذي اخترع طرق تجعل من تكرير النفط أسهل، أرخص، مما جعل أسعار النفط والغاز أرخص بالنسبة للعالم كله، ولم يحصل إلا على حصة ضئيلة من الثروة التي خلقها بسبب قيامه بهذا العمل. يميل الأميركيون إلى الاعتقاد بأن الناس يصبحون أغنياء لأنهم يتمتعون بالذكاء ويعملون بجد، ولكن من السهل أن نفهم كيف يستطيع زوج وزوجة متوسطي الدخل يعمل كلاهما باجتهاد أن يستاؤوا من أن الناس الذين لا يعملون بشكل جيد يحصلون تقريباً على نفس معدلات الدخل. قد يكون من العدل أن يكون بيل غيتس غنياً، لكن يبدو من غير العدل أن يكون لدى 60? من الأميركيين نفس مستوى المعيشة على الرغم من الاختلافات الكبيرة في حجم الجهود التي يبذلونها. وكانت السياسات الضريبية والتنظيمية خلال حقبة أوباما قد أدت إلى تراجع النمو الاقتصادي والأجور لدى متوسطي الدخل. لكن ما كان يجب أن يضاف إلى ذلك هو الحقيقة الواضحة على نحو متزايد بأن ازدهار الفوائد الحكومية وتراجع النمو الاقتصادي قضى على المكافآت التي يتلقاها الأميركيون متوسطو الدخل نتيجة للعمل الجاد. ولا شك أن انفجار الإنفاق قد أفاد حملة أوباما في عام 2012. لكن هذا الإنفاق نفسه ساعد في خلق ردة فعل عنيفة أدت إلى هزيمة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016. * الكاتب: فيل غرام وروبرت إيكولوند جونيور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©