الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تبحث عنها في الخارج.. وهي في داخلك!

7 يوليو 2018 22:37
نريد السفر، ونسارع في حجز الفنادق بمدن عدة، لنجول ونصول أرجاء القرى، في بقاع الأرض ورقاعها الشاسعة، بحثاً عن السعادة.. ونحن لا ندري أن السعادة تكمن في داخلنا، تختزن ما بين الروح والنفس، فقد تكون حبيسة في صندوق الجسد المرهق، دائماً نتعلق بقشور السعادة تاركين النواة، نتصنعها غصباً كي نفرح ونسعد وفي داخلنا تراكمات السنين الراجفة، وازدراءات الأيام النازفة من معين الأفكار المسبقة.. كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير: «الأفكار المسبقة مفسدة للعقل»، فيجب علينا التخلص من الرواسب العالقة بزوايا الذهن، الساكنة عند حافة قصية من الرأس، وفتح نوافذ العقل المغلقة المطلة على الحياة، كي نتمكن من النظر إليها بألوانها الزاهية، وندرك قيمتها، ونسمع همسات الفرح، ونشعر بلمسات السعادة. السعادة لا تأتي من الخارج، إن لم تكن أساساً تسكن في الداخل، وطالما جاءت مستوردة من الخارج فهي مؤقتة، ويقول المثل: «فاقد الشيء.. لا يعطيه». فتجهيز الأمتعة والحقائب مع ختم الجوازات للسفر لا يخفف ما فينا من ألم وحزن، ولا يحقق لنا المتعة الدائمة، إن كنا لا نستطيع تصفية أنفسنا من الداخل، وتنقية أرواحنا من الشوائب التي تسكن أعماقنا، وإن كان السفر هو الهدف الأساسي للسعادة، فلا بد لنا من العودة لتعود معنا كل أحزاننا وآلامنا المتراكمة التي لا تنتهي، ولن تنتهي.. علينا أن نتصالح مع أنفسنا، ونغوص في أعماقنا لنشعر بالسعادة الحقيقية، ونحاول أن نتخلص من غبار الأفكار المسبقة المدسوسة في جعبة الذات، ولا نجعل السعادة متعلقة بأمور خارجية، أياً كانت الأسباب، حتى لا تكون مؤقتة لفترة وجيزة ثم تنتهي، لتعود في وقت لاحق غير معلوم، ونعيش حياتنا على ما جرى في سعادة متقطعة حسب الأمزجة والنفسيات التي نحملها على عاتق أبداننا.. ولنؤمن بأن السعادة تسكن بداخلنا رغم المواقف التي تصادفنا في الحياة، نستطيع التغلب عليها بابتسامة عابرة، وفرحة دائمة، وشفافية صادقة نابعة من جذور القلب وعروقه النابضة بالحب، القابضة على أتون الحياة بجود ووجود لا ينضب، حتى نعيش اللحظة في وقتها، ونشعر بثوانيها ودقائقها وساعاتها المتتالية دون عقبات تولج لأناتنا. هزاع أبوالريش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©