الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشعر والموسيقى والمسرح والتشكيل تتعانق في «آرت سكيب» بمنارة السعديات

الشعر والموسيقى والمسرح والتشكيل تتعانق في «آرت سكيب» بمنارة السعديات
17 يناير 2014 23:34
شهدت منارة السعديات، مساء أمس الأول الخميس، أمسية أدبية فنية بعنوان «آرت سكيب: تناغم الفن والشعر»، نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ضمن فعاليات معرض «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»، والذي أعلنت الهيئة عن تمديده حتى الأول من فبراير المقبل. شارك في الأمسية عدد من المبدعين بالكلمة والتشكيل والموسيقى والأداء المسرحي الجميل، وقدموا نماذج ولوحات ومختارات من الإبداعات الشعرية والأدبية وعروضاً موسيقية على مدى أربع ساعات. ومما جعل الأمسية أكثر جمالاً وأكثر إمتاعاً عروض الخلفية التشكيلية على الشاشة الكبيرة التي تابعها الجمهور باهتمام، وأضفت على فقرات البرنامج لمسات فنية وجمالية متقنة. أما التنوع الجمالي الذي وسم الفقرات المشاركة في البرنامج، وما انطوى عليه من تعددية ثقافية وفنية تعانقت خلالها الفنون (الشعر والموسيقى والتشكيل والتمثيل وفنون الأداء المسرحي الأخرى)، فقد جعلها جديرة بأن تحمل العنوان الذي وسمت به: «ماراثون الفنون». الغراب الأبيض بدأت الأمسية التي قدمتها سارة العيدروس بأحد الفنانين المشاركين في معرض «تعابير إماراتية.. رؤية تتحقق»، وهو الفنان والشاعر محمد المزروعي الذي قرأ قصيدتين، الأولى بالعامية المصرية، والثانية للشاعر الراحل أحمد راشد ثاني، الذي تحدث عنه المزروعي قائلا إنه «أحد الشعراء المجددين في القصيدة الإماراتية، كما أن له العديد من البحوث في التراث المحلي والنصوص المسرحية، وصاحب رؤية نقدية عامة في شؤون الحياة ولكل ما حوله، وله تأثير مهم على الحياة الثقافية الإماراتية...». وقد اختار من شعر أحمد قصيدة «الغراب الأبيض»، ومن أبياتها: قرب قبرك ابتهلت الحمامة الموجة المدفونة أخرجت رأسها قرب قبرك تفرقت خلجان المرآة الصورة المتدفقة راودت المارة الدروب التي حول المقبرة تعثرت بدوران الأرض الخيول انتحرت...». ثم قرأت الكاتبة والإعلامية إيمان محمد فقرتين من كتابها الجديد «إن غابت السدرة وإن ابتعد البحر». شعرية الزمن الجميل.. وتشكيله في لفتة إلى أهمية الشعر الكلاسيكي جاءت القراءات الشعرية المختارة من قصائد المتنبي، وأبي فراس الحمداني، وابن الفارض، بصوت الدكتور علي بن تميم، صحبة لوحات فنية معبرة عن الصور الجمالية التي وردت في تلك القصائد، لتبرز جماليات الشعر العمودي أو الخليلي، ومنه إلى الأداء المسرحي الذي حمل نبضات الشعر الحديث على لسان المسرحي الدكتور حبيب غلوم الذي ألقى مقاطع من شعر نزار قباني وأمل دنقل، ثم غنت بعض الأبيات الفنانة سمر، وذلك على ألحان آلة العود من تأليف نصير شمة. ثم قدم كل من خالد الجابري، وروضة البلوشي، وياسر النيادي، وسمية الداهش، مشاهد مسرحية متنوعة بين النقد والكوميديا، واكتملت الأمسية بالألحان العذبة التي قدمها كل من نصير شمة أستاذ العود، وشيرين تهامي من بيت العود العربي، فضلاً عن مشاركات فنية لمبدعين آخرين. كما شهدت الأمسية أيضاً مشاركة نخبة من المجتمع الفني الإماراتي من بينهم، د. عبد الكريم السيد، الذي تحدث بكلمة مستفيضة حول «علاقة التشكيل في الزمن الجميل...»، وقرأ الشاعر عادل خزام، قصيدة من عدة مقاطع بعناوين مختلفة: قالوا عن الحب: أحمر.. وعن غيرة الحب: قاتلة.. وعن فراق الحب: لوعة.. وعن عش الحب: قفص.. وعن رمز الحب: وردة... وجاء في ختام القصيدة: «قالوا الحب حلم كاذب وهم وفخ وشبك وصياد وما عرفوا أنني البحر ولا يغرق البحر إلا في عيون عاشقة هي الأرض وهي كل بلاد..». وقرأ الشاعر جمال الملا أكثر من قصيدة، جاء في قصيدة «التابوت»: عار أطوف وها هو التابوت لم أدر حتى الآن أين نفيت! أرتد في هذا الفراغ وأنحني وأموت ثم أموت ثم أموت أمتد أرضاً من دخان غائر نبتت عليها مساجد وبيوت... يغفو على جسدي المحيط وفي دمي غرق النبي وذاب فيّ الحوت... كما قدم عدد من الأدباء فقرات من أعمالهم الإبداعية ومنهم: أمينة ذيبان في قراءة من ديوانها «وردة الدم»، ومريم الساعدي في قراءة من كتابها، بالإضافة إلى عرض لوحات لكل من الفنانين ابتسام عبد العزيز، وحسن شريف، وكريستينا دي مارشيه، ونجاة مكي، وقد امتازت الفنانة سمية الداهش بتقديم لوحات تشكيلية حية بالرمل تعبر عن كل الموضوعات التي كان يقدمها الفنانون على المنصة حيث تعرض بلحظتها على الشاشة. ثم عاد الفنان الكبير نصير شمة ليقدم في ختام الأمسية معزوفة على العود من تأليفه. وتعبيراً عن هذه الأمسية قالت ميساء القاسمي مدير البرامج في إدارة المتاحف لدى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والمنسق المساعد لمعرض «تعابير إماراتية.. رؤية تتحقق»: «نظراً للإقبال الكبير من الجمهور وعشاق الفن على زيارة المعرض، يسعدنا أن نعلن عن تمديد فترة إقامة هذا المعرض لأسبوعين آخرين حتى الأول من فبراير المقبل». وأشارت القاسمي إلى أن هذه الفعالية قد تمت بحيث تناسب كافة التوجهات الفنية من كافة الأعمار، إضافة إلى إظهار الغنى الفني والأدبي الذي تزخر به الساحة الثقافية الإماراتية اليوم، من خلال اللحن والتشكيل والكلمة المسموعة والمقروءة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©