الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسليح شبه القارة الهندية

26 يناير 2010 21:51
جوليان إي. بارنز إسلام آباد ضغط وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس على الهند وباكستان خلال جولته الجنوب آسيوية هذا الأسبوع لوضع التنافس بينهما جانباً ومواجهة المقاتلين المتطرفين؛ لكن" جيتس" ومسؤولين أميركيين آخرين أعلنوا في الوقت نفسه عن مبيعات أسلحة يمكن أن تؤجج مشاعر العداء بين البلدين. واللافت أن جولة "جيتس" جاءت ضمن إطار من التناقض الواضح في السياسة الأميركية. فلدى وصوله إلى باكستان، سأله مراسل إحدى القنوات التلفزيونية الإخبارية صراحة: "لماذا إعادة تسليح البلدين؟"، ولكن رئيس "البنتاجون" تحاشى السؤال. لكن "جيتس" ومسؤولين آخرين شرحوا لاحقاً أن واشنطن تأمل أن يساعد التعاون العسكري الولايات المتحدة على كسب الثقة التي تحتاجها من أجل تحقيق أهدافها في المنطقة. وإضافة إلى ذلك، يقول المسؤولون، بمقدور البلدين الحصول على الأسلحة من أماكن أخرى، فلماذا لا يحصلوا عليها منا؟ وفي هذا الإطار، قال جيتس: "علينا أن نتخذ هذه القرارات بحكمة وترو"، مضيفاً "ولكننا في الوقت نفسه لا نريد أن تذهب هذه العلاقات العسكرية إلى بلدان أخرى ليست مترددة مثلنا بخصوص اتخاذ هذه القرارات". وقد رفعت الولايات المتحدة حجم مساعداتها العسكرية السنوية إلى باكستان إلى حوالي 3 مليارات دولار سنويًا ووافقت على مشاريع مثيرة للجدل، مثل المساعدة على تجديد وتوسيع أسطول إسلام آباد من مقاتلات "إف 16". وفي هذا الصدد، قال "جيتس" يوم الخميس إن الولايات المتحدة ستقوم أيضاً بتزويد الجيش الباكستاني بطائرات مراقبة من دون طيار، مستجيباً بذلك لطلب باكستاني قديم. وقبل ذلك بيومين، كان "جيتس" قد أشاد بتوسع تجارة أسلحة مع الهند، قائلًا إن الأسلحة الأميركية ستمنح نيودلهي "أفضل المنتجات في العالم". الهند تبحث أيضاً عقد صفقات تشمل طائرات حربية، تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات. ويبدو أن توسيع القوة العسكرية التقليدية للخصمين، اللدودين أحياناً، قد لا يمثل الاستراتيجية الأفضل لصرف انتباه البلدين عن تنافسهما؛ ولكن مسؤولين أميركيين بدأوا يرون مؤشرات على أن البلدين ربما أخذا يثقان في نصائح واشنطن. فبعد هجوم مومباي الإرهابي في 2008، اتبعت الهند نصيحة الولايات المتحدة التي نهتها عن تصعيد التوتر مع باكستان، رغم نفاد صبرها من رد إسلام آباد على المجموعات المقاتلة التي توجد داخل الأراضي الباكستانية ويُعتقد أنها المسؤولة عن الهجوم. كما اتخذت باكستان، من جانبها، تدابير ضد المجموعات المحاربة في مناطقها القبلية، وأرسلت 140 ألف جندي إلى حدودها الغربية حيث انخرطوا في حملة مستمرة على مخابئ طالبان و"القاعدة" منذ أبريل الماضي. وقد أكد مسؤولون عسكريون أن البنتاجون كانت حذرة وحرصت على عدم تغيير ميزان القوى في جنوب آسيا، حتى عندما زودت باكستان بطائرات "إف- 16". وفي هذا السياق، يقول مسؤول عسكري أميركي في إسلام آباد: "إن سرباً آخر من مقاتلات "إف 16" يعني أنهم (باكستان) سيخسرون الحرب المقبلة مع الهند على نحو أكثر بطئا"، مضيفاً "إنهم لن يهزموا الهند لأننا أعطيناهم سرباً من طائرات "إف 16"، وذلك لأن التفوق العسكري الذي تتمتع به الهند كبير جداً". والواقع أن واشنطن واعية بالخطر الذي تنطوي عليه زيادة القوة العسكرية لبلد على حساب الآخر، وهو الأمر الذي من شأنه تغيير الحسابات ويمكن أن يفضي إلى اندلاع الحرب نفسها التي تريد واشنطن تجنبها. وعلى سبيل المثل، تريد الولايات المتحدة أن تقوم باكستان بتوسيع قدراتها بخصوص مراقبة مناطقها الحدودية، ولكنها لا تريد أن تبيعها طائرات من دون طيار قادرة على قطع مسافات طويلة أو قابلة لحمل أسلحة ثقيلة، وذلك خشية أن يقوم المهندسون الباكستانيون بتطويرها وتحويلها إلى منصة للأسلحة النووية. وبالمثل، تطمع الهند في الحصول على مقاتلات متطورة وعالية التقنية، ولكن الولايات المتحدة لا تريد أن تبيعها مقاتلات لا ترصدها أجهزة الرادار ويمكن أن تخترق المجال الجوي الباكستاني بدون تحد. ومع ذلك، فإن الاتفاقات حول الأمور التكنولوجية واللوجيستية التي ترافق توسع تجارة الدفاع بين البلدين سيربط الولايات المتحدة والهند أكثر، وبالمثل، فإن تزويد باكستان بالأسلحة -حتى تلك غير المخصصة لعمليات محاربة التمرد- مهم وأساسي بالنسبة لهدف واشنطن الأكبر والمتمثل في تبديد الارتياب وانعدام الثقة من جانب إسلام أباد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم.سي.تي. انترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©