الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دروس البطل هنري

8 يوليو 2018 00:28
يثبت كأس العالم في كل يوم بأنه أكاديمية مفتوحة لتعلم دروس في كرة القدم، ليس في جانبها الفني وحسب، ولا حتى في جوانبها الإدارية والتنظيمية والتسويقية، بل في كل شيء، نعم كل شيء، وهذا ما يثبته مونديال روسيا كل يوم!. يوم أمس - مثلاً- لا نكاد نفتح صحيفة، أو ندير التلفزيون على قناة رياضية، إلا ونجد حديثاً عن المهاجم الفرنسي تيري هنري، ليس لأنه نجح في مهمته بتأهل بلجيكا إلى الدور نصف النهائي، حيث يعمل مساعداً فنياً ثانياً للمدرب الإسباني روبرتو مارتينيز، لأن لا أحد في العالم من الإعلام والجماهير يمكن أن يلتفت إلى وظيفة في أي طاقم فني لأي فريق، ولكن لأن «الأسطورة» الفرنسية الذي حقق مع منتخب «الديوك» كأس العالم 2002، وجد نفسه فجأة في مواجهة منتخب بلاده في الدور نصف النهائي، وهو الذي دافع عن ألوانه في أربع مونديالات سابقة. وجود هنري في الطاقم الفني للمنتخب البلجيكي هو درس رياضي بليغ، للاعبين المعتزلين من فئة النجوم، وللمدربين الطامحين، وكذلك لصناع القرار في الأندية والمنتخبات الوطنية، فالهداف التاريخي الذي طوى المجد من كل أطرافه، لم يتردد لحظة في قبول العمل مساعداً ثانياً بعد كل مسيرته الاحترافية الحافلة، والتي توجته أحد أهم نجوم العالم، وهو الذي بدأ مشواره التدريبي قبل ذلك مدرباً في القطاعات السنية في نادي أرسنال، كل ذلك ليكمل رسم لوحة الحلم الكبير بالجلوس على الكرسي الفني الأكبر لفريق «المدفعجية». قبول هنري العمل مساعداً ثانياً في المنتخب البلجيكي، ليس فيها قيمة مضافة له على صعيد اسمه وشهرته، بل على العكس من ذلك، لكنه رأى في القرار منعطفاً مهماً في مسيرته التدريبية الصحيحة، وهنا الدرس الذي يقدمه للنجوم المعتزلين، والمدربين الطامحين، خاصة لدينا في الخليج، حيث ينكفئون عن العمل مساعدين في الأجهزة الفنية، أو بتدريب الفئات السنية، تارة تعالياً منهم، وأخرى لقصر نفسهم من متابعة المشوار. والأهم أنه درس بليغ لصناع القرار في الرياضة الخليجية، فقرار إحضار هنري «البطل»، كما يسمونه البلجيكيين، وفقاً للدور الذي أحضر من أجله، وهو إشاعة ثقافة البطولة في المنتخب، لم يخضع للعاطفة، فوجود نجوم بلجيكيين من اللاعبين السابقين، لم يجعلهم يترددون في التعاقد مع «ابن الجارة» فرنسا، بحجة أن «عيالنا» أولى، وهي الثقافة الخليجية التي تنفذ في كل مكان، حتى داخل المكاتب الرياضية. ليست تلك الدروس فقط في حكاية «البطل هنري»، الذي لا زال التحليل الفني والإعلانات التجارية تدر عليه الملايين، بينما راتبه الشهري في منتخب بلجيكا، والذي لا يتجاوز ثمانية آلاف يورو هو درس بحد ذاته، وحتى تعرفوا حقيقة الدرس افتحوا الآلة الحاسبة الآن، واحسبوه بعملتكم المحلية!.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©